عندما يتعلق الأمر بالخلافة الملكية ، تُعد المراسم أمرًا مقدسًا. بالنسبة للملكية البريطانية تُصنف بعض الأشياء عناصر محوريةً من المراسم. أشياء أضحت مُشبعةً بالرمزية عبر القرون مثل التاج الملكي.

خلال جنازة الملكة إليزابيث الثانية وتنصيب الملك تشارلز الثالث في ويستمينستر آبي، ظهرت الشعارات الملكية، بينما رثت المملكة المتحدة ملكتها وجهزت لتنصيب العاهل الجديد حاكمًا للمملكة ورأسًا لكنيسة إنجلترا.

في ما يلي خمسة أغراض ملكية وما ترمز إليه:

1. ملعقة التتويج

أقدم شيء من رموز التتويج الملكية هي الملعقة الملكية التي تعود إلى القرن الثاني عشر. تستخدم لمسح العاهل الجديد بالزيت المُقدس، «وهكذا تنفُخ فيه أو فيها من روح الله وتجعله منيعًا»، كما تُفسر ترايسي بورمان كاتبة «التاج والصولجان: تاريخٌ جديدٌ للملكية البريطانية».

تقول إن جذور هذا الطقس تعود إلى زُعماء القبائل الساكسونيين الذين كانوا يُمسحون بالزيت من قرن حيوان، بطريقة مُشابهة للطقس الذي وُصف في الكتاب القديم في سفر الملوك عند مسح الملك سُليمان. فعل التقديس هذا يُعتبر مُوقرًا لدرجة أنه كان الجزء الوحيد من تتويج الملكة إليزابيث الثانية الذي أُخفي عن أنظار الكاميرا.

يوجد سبب سوداوي لكون الملعقة أقدم من كل عناصر رموز التتويج الملكية الأخرى: لقد تم إلغاء الملكية مؤقتًا خلال الحروب الأهلية الإنجليزية بعدما قُطع رأس الملك تشارلز الأول، وأُذيبت الرموز الملكية لصك القطع النقدية وبيعت المُجوهرات. أُبقٍي على الملعقة وبيعت مقابل 16 شيلينغ من قبل شخص يُدعى السيد كينرسلي، الذي كان قائمًا على خزانة ثياب الملك تشارلز الأول. وأعاد المٍلعقة عندما تُوٍج تشارلز الثاني ملكًا خلال فترة الإحياء الإنجليزية.

2. تاج العرش الإمبراطوري

التاج الإمبراطوري الذي عُرض فوق نعش الملكة إليزابيث الثانية صُمم في الأصل لتتويج الملك جورج السادس عام 1937. وهو التاج الذي يرتديه الحاكم عندما يُغادر ويستمنستر آبي بعد مراسم التتويج والذي يُستعمل للمراسم المتعلقة بالمناسبات، مثل التدشين الرسمي للبرلمان.

على غرار تاج القديس إدوارد، فإن هذا التاج إمبراطوريٌ مُغلقٌ ذو أقواسٍ تُشكل صليبًا فوق رأس الحاكم.

يقول ر. والكينغ، الأستاذ بجامعة بينغهامتون والمُختص في الفترة البريطانية الحديثة المُبكرة والبلاط الإنجليزي: «وهو يعكس فكرة أن لا أحد لديه سُلطةٌ على الملك إلا الله، فهو ليس خاضعًا للبابا أو ملكٍ آخر يُقسم له بالولاء».

وصفت الملكة إليزابيث تاج الدولة الإمبراطوري بأنه «غير عملي» خلال مقابلة صحفية مع بي بي سي، ومن السهل معرفة السبب: إذ أنه يحتوي على 2868 ماسة و17 ياقوتة زرقاء و11 زمردة و 4 ياقوتة حمراء و 269 لؤلؤة يثقُل حملها وتزن أكثر من كيلوغرام.

هذا التاج مُحملٌ أيضًا بالتاريخ: فالملك هنري الخامس ارتدى كما يُقال ياقوتة الأمير الأسود في معركة أجينكورت عام 1415 وياقوتة القديس إدوارد التي تُزين الصليب فوق الكرة، ويُقال أنها أُخذت من خاتم القديس.

3. تاج القديس إدوارد

صُنع تاج القديس إدوارد عام 1661 للملك تشارلز الثاني ليُعوض التاج الذي أُذيب خلال على فترة خلو العرش. كان إدوارد ذي الاعترافات يرتدي التاج الأصلي ويُعد أثرًا مقدسًا.

يقول والكينغ: «الغاية من إعادة إحياء الرموز الملكية وجعلها تبدو مماثلة بقدر الإمكان للرموز الأصلية هي التستر على فترة خلو العرش. فعندما أصبح تشارلز الثاني ملكًا عام 1660 لم يُؤرخ مُلكه ابتداءً من زمن استرجاعه بل من يوم إعدام والده. إذ أراد أن يخلق استمراريةً بقدر ما أمكن».

لحقت بتاج القديس إدوارد أضرار عام 1671 حين سطحه البرلماني توماس بلود بمطرقةٍ خشبيةٍ وخبأه تحت رداءه ليسرقه. ثم تحصل على العفو لاحقًا وعاد التاج إلى مجده السالف.

يُستعمل تاج القديس إدوارد للحظة التتويج، وفي ما عدا ذلك يُبقى معروضًا في برج لندن، حيث يستطيع المشاهدون رؤية إطاره الذهبي الصلب وحزامه المصنوع من الفرو وما يفوق 400 حجر كريم تعطيه بريقًا.

4. الصولجان الملكي ذو الصليب

يقول والكينغ: «الصولجان جزء من تقليدٍ ضاربٍ في القدم بوضع عصا رمزًا للسلطة. يمكنك أن ترى ذلك في لوحات مصر القديمة وفي النقوش الفارسية البارزة».

خلال جنازة الملكة إليزابيث الثانية، كان الصولجان ضمن الأشياء التي زينت نعشها.

في مراسم التتويج، يُسلم أسقف كانتربري الصولجان للحاكم الجديد ويقول: «استلم عصا الإنصاف والرحمة. كن رحيمًا فلا تُهمل، وأقم العدل فلا تنسى الرحمة. عاقب الفاسدين واحم وارع المستقيمين، وقُد شعبك في الطريق الذي يجب أن يذهب فيه».

أضاف الحُكام إلى تصميم الصولجان على مر الزمن. عام 1820، أضاف الملك جورج الرابع وردةً ونبتتيْ نفلٍ وشوك تُمثل انجلترا واسكتلندا وإيرلندا، لكن أكثر التعديلات شهرةً كانت إضافة الملك جورج الخامس لألماسة كولينان 530.2 الأولى والتي تُعرف بنجمة أفريقيا الكُبرى، وهي أكبر ألماسةٍ مقطوعةٍ عديمة اللون في العالم.

5. كرة السلطان

لطالما كانت الكُرة التي يعلوها الصليب رمزًا مسيحيًا للسلطة منذ العصور الوُسطى. عُرضت كرة الحاكم فوق نعش الملكة إليزابيث الثانية.

تُمثل الكرة التي يحملها الملك السيادة المسيحية، ومنذ الإصلاح تُمثل رئاسة كنيسة إنجلترا. كرة الحاكم مصنوعة من الذهب المُجوف وأشرطة ذات مُجوهرات تنقسم إلى ثلاثة أجزاء تُمثل القارات الثلاثة المعروفة زمن صناعته.

أثناء التتويج، يضع رئيس الأساقفة الكرة على اليد اليمنى للحاكم ويقول: «تلق هذه الكرة المُثبتة تحت الصليب وتذكر أن كل العالم خاضعٌ لقوة وإمبراطورية المسيح مُخلصنا».

أُضيفت المزيد من الجواهر والتيجان إلى المجموعة من غزو البلدان، وعندما زادت الاحتياجات الملكية – مثلاً، صُنعت كرةٌ ثانية وصولجانٌ ثانٍ عام 1689 لتتويج العاهلين المُتزوجين ويليام الثالث وماري الثانية.

بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، ارتفعت أصواتٌ تنادي بإعادة بعض الجواهر لبُلدانها الأصلية مثل ألماسة كونيهور من الهند، ما أعاد جدلًا مُتجددًا حول مُجوهرات التاج التي جُمعت خلال قرون من الاستعمار.

اقرأ أيضًا:

كيف أصبحت اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية جزءًا من المملكة المتحدة

ترجمة: زياد نصر

تدقيق: دوري شديد

المصدر