تشمل الأمراض المنقولة جنسيًا STIs بعضًا من أكثر الأمراض المعدية الشائعة التي تصيب الأمريكيين، ومع وجود الكثير من حملات التوعية، يبقى معدل حدوثها متصاعدًا. إذ أعلن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية CDC عام 2018 عن تشخيص 2.4 مليون حالة من الكلاميديا، والسيلان البني والسفلس.

احتلت إصابات الكلاميديا الغالبية العظمى منها ب 1.8 مليون حالة، مرتفعة 19% عن معدل حدوثها في عام 2014.

يقدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية CDC حدوث 19 مليون حالة مصابة بمرض منقول جنسيًا كل سنة في الولايات المتحدة الأمريكية، 50% منها تكون عند أشخاص بأعمار تتراوح بين 15-24 سنةً، ولا يشمل هذا التقرير الحالات غير المشخصة أو غير المبلّغ عنها.

تشتهر الأمراض المنقولة جنسيًا بأعراضها التي تصيب المنطقة الشرجية التناسلية، لكن معظم هذه الأمراض تصيب مناطق أخرى من الجسم تتضمن الجلد والعينين وجوف الفم وغيرها.

تظهر الصورة مسحة من عنق الرحم تسمى مسحة بابانيكولا PAP smear تكشف عن وجود جرثومة المتدثرة الحثرية Chlamydia trachomatis، المسببة لداء الكلاميديا، داخل الحويصلات الخلوية.

تظهر الصورة مسحة من عنق الرحم تسمى مسحة بابانيكولا PAP smear تكشف عن وجود جرثومة المتدثرة الحثرية Chlamydia trachomatis، المسببة لداء الكلاميديا، داخل الحويصلات الخلوية.

تظهر الصورة داء السيلان البني مترافق مع سيلان مخاطي قيحي من القضيب.

تظهر الصورة داء السيلان البني مترافق مع سيلان مخاطي قيحي من القضيب.

السيلان البني – Gonorrhea

الوبائيات والأعراض

شمل السيلان البني المعروف عمومًا باسم السيلان نحو 583.407 حالات في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018. وتشير التقديرات إلى وجود عدد مماثل من الحالات غير المبلغ عنها، ليصل الرقم الكلي لهذا المرض لنحو مليون حالة سنويًا.

يشير مصطلح السيلان البني Gonorrhea إلى إصابة الأغشية المخاطية بالنيسيريا البنية Neisseria gonorrhoeae، وهي بكتيريا سلبية غرام، مكورة مزدوجة داخل خلوية تنتقل بالتماس الجنسي الشرجي والمهبلي والفموي، وأيضًا من الأم إلى وليدها في أثناء الولادة.

تُعد إصابة الأعضاء التناسلية من أشيع أعراض السيلان، لكن من الشائع حدوث حالات لا عرضية أو أعراض لا نوعية تشبه خمج المثانة أو المهبل. من الشائع أيضًا التأخر بتشخيص المرض ما يؤدي إلى مضاعفات بسبب تأخر العلاج. تميل إصابات النساء في الغالب لأن تكون لا عرضية، لكن عندما تكون عرضية، فإنها تظهر عادةً بعد نحو 10 أيام من الإصابة. يُعد باطن عنق الرحم والإحليل أكثر الأعضاء إصابةً بالسيلان البني عند النساء.

تظهر الأعراض عند الرجال غالبًا بعد نحو 14-1 يومًا من الإصابة بالتهاب إحليل وسيلان مخاطي قيحي من القضيب، الذي من الممكن أن يتطور إلى التهاب بربخ يظهر بألم خصيوي أو صفني.

قد يصاب المستقيم أيضًا بالخمج عند النساء والرجال. من الأعراض الممكن حدوثها: ألم مستقيم وحركات معوية مؤلمة وإخراج مؤلم وتقرح.

تظهر الصورة مفرزات قضيبية مترافقة مع آفات جلدية قيحية على حشفة القضيب.

تظهر الصورة مفرزات قضيبية مترافقة مع آفات جلدية قيحية على حشفة القضيب.

التشخيص والعلاج

يُعد اختبار تضخيم الحمض النووي NAAT أفضل اختبار للتشخيص وهو متوفر دائمًا ويجرى إما على مسحة من مكان الخمج أو عينة بولية. ويجب عند أي تشخيص للسيلان البني إجراء اختبار تشخيص للكلاميديا إذ إنه من الشائع أن يترافق الخمجين معًا.

عالميًا، تمثل مقاومة المضادات الحيوية خطرًا متزايدًا في علاج السيلان البني. تُعد السيفالوسبورينات «السيفترياكسون أو السيفيكسيم» الخط الأول في العلاج حاليًا، مع أن الولايات المتحدة الأمريكية تبنّت عام 2010 استراتيجية العلاح الثنائي، بإضافة أزيثرومايسين «أو دوكسيسايكلين» إلى العلاج للوقاية من تطور مقاومة السيفترياكسون ولعلاج الكلاميديا في حال كان المريض مصابًا بها. وفي حال كان اختبار الكلاميديا سلبيًا تبقى هذه الاستراتيجية العلاجية مفضلة.

تظهر الصورة التصاقات رقيقة تشبه في مظهرها أوتار الكمان تتطور في البطن نتيجة الالتهاب المزمن الناجم عن الداء الحوضي الالتهابي PID المرتبط بالسيلان البني.

تظهر الصورة التصاقات رقيقة تشبه في مظهرها أوتار الكمان تتطور في البطن نتيجة الالتهاب المزمن الناجم عن الداء الحوضي الالتهابي PID المرتبط بالسيلان البني.

الداء الحوضي الالتهابي PID

يُعد الداء الحوضي الالتهابي مضاعفة خطيرة عند النساء المصابات بالسيلان البني. إذ تكون نسبة الإصابة به نحو 10-20% عند إصابة عنق الرحم بالسيلان.

يكون السيلان لا عرضيًا عند النساء أكثر من الرجال، بما يسمح للخمج أن يتطور -من دون كشفه- إلى الداء الحوضي الالتهابي. تتضمن أعراض الداء الحوضي الالتهابي الحاد البدء المفاجئ لألم بطني سفلي ومضض في الأعضاء الحوضية وخمج في السبيل التناسلي. أيضًا من الشائع حدوث الحمى والقشعريرة وخروج مفرزات قيحية مخاطية من عنق الرحم.

قد يسبب الداء الحوضي الالتهابي مضاعفات خطيرة طويلة الأمد، لذا يُعد التشخيص والعلاج السريع مهمًا جدًا. تشمل هذه المضاعفات الخراج البوقي المبيضي والألم الحوضي المزمن والعقم وازدياد خطر حدوث الحمل الهاجر نتيجة الالتصاقات والتندبات الناجمة عن شفاء الأنسجة الملتهبة.

يُعد التهاب الكبد المحيطي «متلازمة فيتز-هيو-كيرتيس» من الاختلاطات الأخرى للداء الحوضي الالتهابي الذي يتطور عن التهاب محفظة غليسون (محفظة ليفية تحيط بالكبد) ويظهر بألم في الربع العلوي الأيمن للكبد. يمكن بتنظير جوف البطن في الداء الحوضي الالتهابي مشاهدة الالتصاقات الرقيقة الناتجة عن الالتهاب المزمن.

عدوى الأم للجنين

يرتبط خمج المكورات البنية في أثناء الحمل بانبثاق الأغشية الباكر PROM والتهاب المشيمة والسلى وانخفاض وزن الولادة والإجهاض المفاجئ.

يصاب الوليد بالمكورات البنية في أثناء عملية الولادة الطبيعية، وتظهر الأعراض عادةً بعد أيام على شكل التهاب ملتحمة قيحي «التهاب العين الوليدي السيلاني».

يسبب التهاب العين الوليدي السيلاني التهاب ملتحمة قيحي مع تورم الأجفان، وإن لم يُعالَج سيؤدي إلى اختلاطات عينية أخرى من تقرح الصلبة وانثقابها والعمى أيضًا. ويؤدي غياب العلاج إلى الخمج الجهازي والتهاب السحايا.

انخفض خطر التهاب العين الوليدي السيلاني كثيرًا نتيجة الفحص الأمومي للأمراض المنقولة جنسيًا، وأيضًا التطبيق الدوري الوقائي لمراهم المضادات على أعين الولدان خلال ساعات الحياة الأولى.

صورة تظهر التهاب الملتحمة القيحي عند الوليد.

صورة تظهر التهاب الملتحمة القيحي عند الوليد.

تسبب النيسيريا التهاب الملتحمة القيحي عند الوليد بصورة أقل شيوعًا من الكلاميديا في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن التهاب العين الوليدي بالنيسيريا يكون أكثر شدةً. تشاع الإصابة الثنائية بالنيسيريا البنية والمتدثرة الحثرية لذا من المهم الفحص المماثل للكلاميديا عند تشخيص السيلان. وينبغي أيضًا فحص الأمراض المنقولة جنسيًا الأخرى من بينها فيروس عوز المناعة المكتسب.

صورة تظهر بثرة طرفية ناجمة عن خمج الدم المنتشر بالمكورة البنية.

صورة تظهر بثرة طرفية ناجمة عن خمج الدم المنتشر بالمكورة البنية.

المضاعفات الجهازية

يحدث خمج الدم بالنيسيريا البنية «خمج المكورات البنية المنتشر DGI» عند نحو 3% من المرضى في الولايات المتحدة الأمريكية المصابين بالسيلان. تأثرت النساء مسبقًا بخمج المكورات البنية المنتشر أكثر من الرجال، لكن حديثًا مع ارتفاع نسبة إصابة الرجال، بدأت نسبة التأثر بخمج المكورات البنية المنتشر بالتساوي بين الرجال والنساء. يحمل المرضى المصابون بال HIV والذئبة الحمامية الجهازية وعوز المتممة والنساء الحوامل أو اللواتي دخلن المخاض حديثًا خطرًا أعلى لتطوير خمج المكورات البنية المنتشر.

وصفت التقارير الطبية متلازمتين سريريتين مميزتين ناجمتين عن خمج المكورات البنية المنتشر. تتضمن الأولى التهاب المفصل القيحي دون أن ترافقه آفات جلدية، بينما تتضمن الثانية التهاب غمد الوتر وألم المفاصل والتهاب الجلد « تسمى أيضًا بمتلازمة التهاب المفصل والجلد». تتضمن التظاهرات الجلدية لخمج المكورات البنية المنتشر حبرات غير مؤلمة أو بثرات طرفية. من الممكن مشاهدة مكورات بنية مزدوجة سلبية غرام على اللطاخة المعزولة من الآفات الجلدية البثرية.

تتضمن المضاعفات الخطيرة التهاب العضلة القلبية وذات العظم والنقي والتهاب الأوعية والتهاب السحايا.

اقرأ أيضًا:

السيلان: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

مرض السيلان – التعقيبة – ، من الممكن أن يصبح مقاوم للمضادات الحيوية بشكل أسرع من المتوقع

ترجمة: يونس الجنيدي

تدقيق: لبنى حمزة

مراجعة: نغم رابي

المصدر