وُلد ويليام بليك في 28 نوفمبر عام 1757 في لندن في بريطانيا وتوفي فيها في 12 أغسطس عام 1827. نقّاش إنجليزي (النقّاش: هو الشخص الذي كان يمتهن قديمًا حرفة النقش على القطع الخشبية المخصصة للطباعة) وفنان وشاعر ومؤلف كلمات أغاني البراءة (1789) وأغاني الخبرة (1794) والنبوءات العميقة، مثل رؤى بنات البيون (1793)، كتاب يوريزين الأول (1794)، وميلتون (1804)، ثم القدس (1804). قام بنقش هذه الأعمال وطبعها وخياطة المخطوطات وبيعها بمساعدة زوجته المخلصة كاثرين.

ومن بين أفضل كلمات الأغاني المعروفة اليوم «ميلتون» و«لندن» و«تيجر» و«الحمل» و«القدس» التي أصبحت بمثابة نشيدٍ وطنيٍ ثانٍ في بريطانيا.

في أوائل القرن الحادي والعشرين اعتُبر بليك أقدم شعراء الرومانسية، رغم أنه قضى حياته منبوذًا إذ اتهم زورًا بالجنون.

بدت سنوات بليك الأخيرة، من 1818 إلى 1827، مريحة ومنتجة نتيجةً لصداقته مع الفنان جون لينيل.

وبسبب لينيل، التقى بليك بالطبيب وعالم النبات روبرت جون ثورنتون، الذي كلف بليك بنقش نصٍ مدرسيٍ لفيرجل (1821). كما التقى الرسامين الشبّان جورج ريتشموند، وصموئيل بالمر، وإدوارد كالفيرت، الذين أصبحوا تلامذته، وأطلقوا على أنفسهم اسم الأنسينتس، وانعكس أثر بليك كإلهامٍ في أعمالهم.

كما دعم لينيل بليك عند اللجان الخاصة بالرسومات والنقوش الخاصة بكتاب العمل (المنشور عام 1826) ودانتي (1838)، وهي أعظم إنجازات بليك كنقش خطي.

الشاعر الإنجليزي ويليام بليك: سيرة شخصية - فنان وشاعر ومؤلف بريطاني ولد في لندن - شاعر وفنان بريطاني اشتهر بنبؤاته وأعماله الفنية

في تلك الفترة تملكت بليك سكينة وراحة نفسية. ذات مرة، عندما قابل فتاة صغيرة ترتدي أزياء أنيقة في حفل، وضع يده على رأسها وقال لها: «فليجعل الله هذا العالم لك، يا صغيرتي، جميلًا كما كان لي».

توفي ويليام بليك بليكفي غرفته الضيقة في فاونتين كورت، ستراند، لندن، في 12أغسطس1827.

كتب تلميذه ريتشموند: «قبل أن يموت، بدا النور يشع من محياه، وكانت عيناه تنظران إلى السماء كأنه يشاهد شيئًا لم يره من قبل. في الحقيقة مات كقديس، كما لو أن شخصًا كان يقف بجانبه».

دُفِن في حقول بونهيل، وهي أرض دفن للطوائف البروتستانتيَّة غير الأنجليكانيَّة، ورتبت كنيسة إنكلترا جنازةً تليق به.

ظهر أثر بليك في أعمال مؤلفين متنوعين مثل ييتس، والكاتب المسرحي الإيرلندي جورج برنارد شو، ولورانس والشاعر الويلزي ديلان توماس، والكاتب والراهب الأمريكي توماس ميرتون.

وأدرجت أفكاره في قصص مخبرين وفي روايات عظيمة مثل رواية فم الحصان-1944 للكاتب الإنجليزي جويس كاري، وراوز أو الشباب في العصر الجديد (2002؛ نشر في الأصل باللغة اليابانية، 1983) للكاتبة اليابانية الحائزة على جائزة نوبل Kenzaburō Ōe.

وكان لبليك -الذي وضع قصائده الخاصة على الموسيقى ومات وهو يغني بها- تأثير على عالم الموسيقى أيضا. وقد قُدّمت أعماله في الأوبرا، وقد كان مُلهمًا لعدد هائل من الملحنين الموسيقيين، بما في ذلك هوبيرت باري وموسيقي البوب.

تختلف كل نسخة من أعمال ويليام بليك في مجال الطباعة من نواح مهمة عن كل نسخة أخرى، ولا يمكن الحصول على فكرة واضحة عن قوة وحساسية كتبه ورسوماته إلا برؤية النسخ الأصلية. إن المجموعة الأكثر شمولاً من رسومات بليك ومخططاته تقع في تيت بريتين في لندن؛ وتشغل المجموعات المهمة من كتبه غرفة طباعة المتحف البريطاني (لندن)، ومتحف فيتزويليام (كامبريدج، إنج)، ومكتبات جامعة هارفارد (كامبريدج، ماساشوستس، الولايات المتحدة)، ومكتبة هنتينجتون (سان مارينو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة)، ومكتبة الكونجرس (واشنطن العاصمة)، ومكتبة ومتحف مورغان (مدينة نيويورك)، ومكتبة جامعة ييل (نيو هيفن)، ومركز ييل للفنون البريطانية (نيو هيفن).

اقرأ أيضًا:

جون ميلتون: سيرة شخصية

يوهان غوته: سيرة شخصية

ترجمة: زينب عثمان

تدقيق: مازن النفوري

المصدر