الشبكة العصبية شيلي تدعوكم إلى أن تكتبوا عن أكثر الأشياء التي تخيفكم .. أستيقظت في بركة من الدماء، كنت محتجزًا في سرير بالمستشفى، أنا مُلاحق.

إن عباراتٍ كهذه والتي يمكن أن تجعل دمك يتجمد أو قلبك يخفق بسرعة تُذكر في قصص الرعب، ولكن من كتب هذه الكلمات لا يمتلك قلبًا حتى يخفق، أو دمًا حتى يرتجف!

تعرّف على (شيلي – Shelley)، شبكة عصبية تتغذى على نظام من أفلام الخيال والرعب. تأخذ شيلي دروس الرعب التي تتعلمها من هذه القصص وتستخدمها في نسج قصصها المرعبة عن طريق الذكاء الاصطناعي، مع قليل من المساعدة من أشخاص متعاونين لديهم نمط أفكار متشابه.

تتشارك شيلي في اسمها مع إحدى الكاتبات الفيكتوريات الرائدات في مجال الرعب، هي (ماري وولستونكرافت شيلي – Mary Wollstonecraft Shelley) صاحبة رواية (فرانكشتاين – Frankenstein). حيث تم صنع روبوت الذكاء الاصطناعي هذا في بيئة مختبرات معهد (MIT) وذلك من قِبل نفس المجموعة التي قامت مسبقًا ببرمجة (آلة الرعب – Nightmare Machine) عام 2016.

هذه الشبكة العصبية – الجديرة باسمها – لديها قدرات للعمل الأبداعي المشوش، حيث قامت بتحويل الصور العادية إلى مناظر كابوسية منفِّرة.
تم تدريب «آلة الرعب» على الصور المرعبة، لكن «شيلي» قد فُطمت على الكلمات المخيفة التي تعلمتها من 140 ألف قصة رعب تم نشرها على موقع «Reddit» في قسم «r/nosleep» هذا ما أخبره (بينار يانرداج – Pinar Yanardag) طالب بحوث ما بعد الدكتوراه لموقع
« «Live Scienceفي رسالته لهم.

ويقول أيضًا: «حالما أصبحت شيلي قادرة على التعرف على أنواع العناصر القصصية التي تظهر في قصص الرعب كالتشابيه الغريبة والكلمات المفتاحية ونصوص الأفلام، استطاعت أن تكتب نصًا بنفسها، ابتداءًا من بذرة فكرة عشوائية أوحتى قصاصة ورقية».

في بعض الأحيان كانت النتائج تقشعر لها الأبدان، كهذه التغريدة: «جلست وحيدةً لعدة دقائق قبل أن أمتلك الشجاعة أخيرًا لأخبر نفسي أن شيئًا لم يحصل، لقد كنت مخطئة».

ولكن شيلي تستطيع أيضًا أن تقدم كوميديا بشكل غير متعمد، كهذه التغريدة: «ألقيت عليه نظرةً مع ابتسامة معرفة، ثم رميته بفراشةٍ ضخمة».

ولكن، ما يجعل آلة الذكاء الاصطناعي هذه فريدةً من نوعها هو قدرتها على التعاون، حيث أن شيلي تكتب قصةً جديدة على تويتر كل ساعة، ويمكن لأي شخص أن يضيف جمله الخاصة ليساعد في حياكة القصة الشريرة. كما كتبت شيلي في تغريدتين تم نشرهما في 30 تشرين الأول عن ممر فارغ، وشعور زائد بعدم الراحة. وفي النهاية وضعت هاشتاغ «#yourturn» بمعنى: إنه دورك. وقد أكملها مستخدم تويتر آخر واصفًا ازدياد الشعور بأنه مراقب من قبل أحد لا يستطيع رؤيته مضيفًا: «كان يقشعر بدني أكثر في كل مرة أشعر فيها باقترابه».

كما أخبر (مانويل سيبريان _ Manuel Cebrian) مدير الأبحاث في مختبرات موقع « Live Science» في رسالته أن ظهور شيلي الأول في شهر تشرين الأول لم يكن مصادفة، حيث أن مبرمجيها من أكثر المعجبين بعيد (الهالوين -Halloween ) وبقصص الرعب طبعًا.

وشرح أيضًا: «بما أننا مهتمون بكيفية تولّد المشاعر لدى آلة الذكاء الاصطناعي- وبالتحديد الخوف في هذه الحالة – فإن الهالوين هو وقت مناسب جدًا لطرح أداة ذكاء اصطناعي تختبر مشاعرها على نطاق واسع من أجل معرفة قدراتها».

كما قال (إياد رحوان – Iyad Rahwan) الأستاذ المشارك بمختبرات (MIT): «بالنظر إلى الشعبية المتزايدة لأفلام وكتب وألعاب الفيديو وبرامج التلفاز الخاصة بالرعب، نلاحظ أن الناس يحبون أن يشعروا بالخوف طالما أنهم يعرفون بأنهم لا يتعرضون إلى خطر حقيقي، إن إثارة هذه المشاعر القوية في جمهور ما يعتبر تحديًا إبداعيًا مميزًا بالنسبة للكتّاب وصانعي الأفلام ومصممي الألعاب، وحاليًا بالنسبة للمبرمجين الذي يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي».

ويضيف رحوان متسائلًا: «تأتي الأهمية الخاصة لهذه التحديات في وقت نتساءل فيه عن حدود الذكاء الاصطناعي وهل يمكن أن تتعلم الآلات كيف تخيفنا؟».

ويضيف أيضًا: «ربما تستطيع، وفقًا للبيانات التي تم جمعها في السنة الفائتة بعد إطلاق آلة الرعب وصورها المخيفة. الدراسات اللاحقة أظهرت أن الصور التي ننتجها تخيف الناس بالفعل، على عدة مستويات نفسية، ونحن الآن نعمل على ورقة بحثية لاستثمار هذه البيانات، وهي أحد الدراسات الأولى من نوعها التي تدرس الخوف من خلال الذكاء الاصطناعي».


  • ترجمة: بتول حبيب
  • تدقيق: محمد عبدالحميد ابوقصيصة
  • المصدر