إليك القصص المذهلة وراء هذه الصور التاريخية الأشهر في العالم، من رفع العلم على إيو جيما إلى اليوم الذي التقى فيه نيكسون بإلفيس.

1- «الأم المهاجرة» 1936، كاليفورنيا:

التقطت المصورة دورثيا لانغ الصورة التاريخية لهذه المرأة المُعدمة ذات الـ 32 عامًا، فلورنس أوينز، مع طفلين من أطفالها السبعة في مخيم قطف البازلاء في نيبومو، كاليفورنيا. التقطت لانغ الصورة التاريخية التي أضحت تُعرف باسم «الأم المهاجرة»، ضمن مشروع تموله حملة إدارة التوطين الفيدرالية «لاحقًا جزء من إدارة أمن المزارع» لتوثيق معاناة العمال الزراعيين المهاجرين. سرعان ما انتشرت الصورة في الصحف، دافعةً الحكومة لإيصال المساعدات الغذائية إلى مخيم نيبومو، إذ كان الآلاف يعانون الجوع ويعيشون في ظروف بائسة. كانت أوينز قد انتقلت مع عائلتها في ذاك الوقت على أي حال.

أصبحت الصورة التي التقطتها لانغ مرتبطة بفترة الكساد العظيم، لكن هوية الأم المهاجرة ظلت مجهولة عقودًا لدى العامة بسبب عدم سؤال لانغ عن اسمها.

تعقب مراسل في أواخر السبعينيات أوينز -التي أصبح لقبها طومسون- في منزلها في ماديستو، كاليفورنيا. انتقدت طومسون لانغ التي توفيت عام 1965، مصرحةً بأنها شعرت بالاستغلال بعد هذه الصورة وتتمنى أنها لم تسمح بالتقاطها، عبرت عن أسفها كونها لم تكسب أي مال منها. توفيت طومسون عام 1983، أما نسخة الصورة الموقعة من لانغ فقد بيعت بالمزاد العلني عام 1998، بمبلغ 244,500 دولار.

2- «رفع العلم في إيو جيما» 1945، جبل سورباتشي:

في 23 فبراير عام 1945 التقط مصور «أسوشيتد برس» جو روزنتال هذه الصورة لخمسة من طاقم مشاة البحرية، يرافقهم عامل تابع للفيلق البحري، يرفعون العلم الأمريكي على جبل سورباتشي، الذي يُعد أعلى نقطة على جزيرة إيو جيما اليابانية. بدأت المعركة، التي تُعد من أكثر المعارك دموية في تاريخ مشاة البحرية يوم 19 فبراير 1945، عندما غزا الأمريكيون الجزيرة شديدة التحصين، استولوا عليها بعد أربعة أيام ونصبوا علمًا صغيرًا فوق جبل سورباتشي.

تقرر استبدال العلم في وقت لاحق من تلك الليلة بعلم أكبر بإمكان القوات رؤيته من جميع أنحاء الجزيرة، حتى من على متن السفن. تظهر الصورة التاريخية عملية الرفع الثانية للعلم ذي النجوم والأشرطة. اتُهم المصور لاحقًا بأن الصورة مفتعلة لكنه نفى ذلك وأيد الشهود العيان أقواله. أصبحت الصورة التاريخية التي استُنسخت مرارًا تمثل رمزًا وطنيًا قويًا، وحصلت على جائزة بوليتزر واستُخدمت نموذجًا لنصب مشاة البحرية الحربي بجانب مقبرة أرلينغتون الوطنية.

قُتل ثلاثة من أفراد المشاة الظاهرين في الصورة في أثناء القتال في إيو جيما. لم تنته المعركة رسميًا حتى 26 مارس 1945، في حين أعيد الثلاثة الناجون إلى الولايات المتحدة، حيث اعتُبروا أبطالًا وشاركوا في المسيرات في جميع أنحاء البلاد للترويج لبيع سندات الحرب.

3- يوم الاحتفال بالنصر على اليابان 1945، مدينة نيويورك:

التقط المصور ألفريد إيزنستات هذه الصورة التاريخية لبحار يقبل فتاة ترتدي الأبيض في ميدان التايمز في نيويورك، في 14 أغسطس 1945، عندما أُعلن استسلام اليابان للحلفاء، ما أنهى رسميًا الحرب العالمية الثانية، نُشرت هذه الصورة في مجلة «لايف» في 27 أغسطس. تصادف أيضًا حصول مصور القوات البحرية فيكتور جورغنسن على لقطة القبلة الارتجالية، من زاوية مختلفة «أقل شهرة».

لم يحظ أي من المصورين بفرصة للسؤال عن أسماء الزوجين المتحابين. تحدث إيزنستات لاحقًا عن ذاك اليوم: «كان الآلاف من الأشخاص يتجولون في الأرجاء، والجميع يتبادل القبلات»، ظهر العديد من الرجال والنساء في السنوات التالية، مدعين أنهم من كانوا في الصورة التاريخية، التي أصبحت تشكل رمزًا للإثارة التي شعر بها الأشخاص عند انتهاء الحرب. لاحقًا، حدد كتاب «بحار التقبيل» الذي نُشر عام 2012 الزوجين في الصورة بأنهما البحار جورج ميندونزا ومساعدة طبيب الأسنان غريتا زيمر، التي لم تلتق بميندونزا قبل ذلك اليوم. رغم ذلك، قدم أشخاص آخرون ادعاءات موثوقة بأنهم أصحاب القبلة المليئة بالعاطفة، لم تثبت هوية الزوجين على نحو قاطع حتى اليوم.

4- ألبرت أينشتاين 1951، نيو جيرسي:

التقط المصور آرثر ساس هذه الصورة التاريخية لأينشتاين، في 14 مارس 1951، وهو يغادر احتفالًا بعيد ميلاده أقيم على شرفه في برينستون، نيو جيرسي.

كان ساس يحاول جعل الفيزيائي الحاصل على جائزة نوبل يبتسم، لكنه عوضًا عن ذلك أخرج لسانه في أثناء جلوسه في المقعد الخلفي للسيارة. اتضح لاحقًا أن أينشتاين أحب الصورة كثيرًا لدرجة أنه طلب بعض النسخ لنفسه.

توفي أينشتاين -الأمريكي ألماني المولد- بعد أربع سنوات من التقاط ساس الصورة التاريخية الشهيرة. بيعت نسخة أصلية من الصورة وقعها العالم الشهير في مزاد عام 2009 بأكثر من 74 ألف دولار. في وقت حملة السيناتور مكارثي المناهضة للشيوعية عام 1953، أعطى أينشتاين الصورة للصحفي الجريء هاورد سميث مع عبارة: «ستعجبك هذه الإيماءة، لأنها تستهدف البشرية جمعاء. بإمكان المدني أن يفعل ما لا يجرؤ عليه أي دبلوماسي، مستمعك المخلص والمحب، أينشتاين». عارض أينشتاين المكارثية، واعتبر المؤرخون أن الإيماءة في الصورة التاريخية والإهداء المرفق يمثلان روح أينشتاين المشاغبة.

5- تشي غيفارا 1960، كوبا:

التقط المصور الكوبي ألبيرتو غوردا في 5 مارس 1960، صورة للثائر الماركسي البالغ من العمر 31 عامًا في حفل تأبين في هافانا لضحايا سفينة الذخيرة «لا كوبري»، التي انفجرت في مرفأ المدينة في اليوم السابق. حمّل فيديل كاسترو الولايات المتحدة مسؤولية الانفجار الذي أسفر عن قتل 75 شخصًا على الأقل وإصابة المئات، وإن لم يُعرف السبب الحقيقي للحادثة قط.

نشرت صحيفة «الثورة» التي عمل بها غوردا بعد حفل التأبين صورًا لكاسترو وعدد من الشخصيات المرموقة، واستُبعدت صورة غيفارا. ظهرت الصورة التاريخية في عدد من المنشورات في أوروبا وكوبا في السنوات اللاحقة وإن لم تجذب الكثير من الانتباه.

رأى الناشر الإيطالي اليساري جينجاكمو فيلترينيلي الصورة عام 1967 في أثناء زيارته لكوبا، وكان مهتمًا بغيفارا، ومنحه غوردا نسخة مجانية من الصورة. بعد اغتيال غيفارا في بوليفيا، وزع فيلتيرنيلي ملصقات تستخدم صورة غوردا وأسماها «حرب العصابات البطولية»، سرعان ما انتشرت الصورة التاريخية في جميع أنحاء العالم وأصبحت رمزًا للثورة والتمرد. أصبحت الصورة إحدى أكثر الصور استنساخًا في التاريخ، إذ تجدها على كل شيء من الجداريات إلى زجاجات البيرة.

6-ليندن جونسون يؤدي اليمين 1963، طائرة الرئيس الأمريكي:

أدى نائب الرئيس ليندن جونسون اليمين الدستورية بعد ساعتين من اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي في 22 نوفمبر 1963، بوصفه الرئيس السادس والثلاثين للبلاد، على متن الطائرة الرئاسية في دالاس. سيسيل ستوتون «وهو مصور حربي سابق شغل منصب المصور الرسمي للبيت الأبيض منذ 1961، وهو أول شخص يشغل هذا المنصب» التقط هذه الصورة التاريخية للقاضية سارة هيوز تقف قبالة جونسون الذي يؤدي اليمين القانونية برصانة، وإلى جواره زوجته وعدد من الموظفين، وجاكلين كينيدي وقد بدا عليها الذهول وهي ما زالت ترتدي بذلة شانيل الوردية التي كانت ترتديها عندما أُطلق النار على زوجها.

كان ستوتون يركب متأخرًا عن الرئيس كينيدي ببضع سيارات في وقت اغتياله، ذهب بعد ذلك إلى مستشفى باركلاند حيث توفي كينيدي، ثم أسرع إلى حيث أدى جونسون اليمين الدستورية. كان ستوتون المصور الوحيد على متن الطائرة في ذلك الوقت، وظن عندما تعطلت كاميرته أن أحدًا لن يجد أي سجل مصور للحدث، لكن سرعان ما أصلح المشكلة وتمكن من توثيقه. في ذلك الوقت الفوضوي، أظهرت صورة ستوتون أن البلاد ما زالت تحظى باستمرارية عمل الحكومة.

7- ريتشارد نيكسون وإلفيس بريسلي 1970، البيت الأبيض:

التقى ملك الروك آند رول بالرئيس الـ 37 للبلاد في 21 ديسمبر 1970 في المكتب البيضوي، وثّق الحدث مصور البيت الأبيض أولي أتكينز. جاء الاجتماع بعد أن ظهر بريسلي فجأة عند بوابات البيت الأبيض في الصباح الباكر من ذلك اليوم وترك رسالةً خطية يعرف بها عن نفسه، موضحًا أنه يضع نفسه في خدمة الدولة، ويقترح أن يصبح «عميلًا فيدراليًا متجولًا» للمساهمة في محاربة أمريكا للمخدرات. وجدت الرسالة طريقها إلى يد أحد مساعدي نيكسون، الذي أخبر بريسلي أنه سيقابل الرئيس بعد ظهر اليوم نفسه.

في أثناء اللقاء، أعلن الفنان مجددًا رغبته أن يكون مفيدًا للرئيس، واعتقاده بأن فريق البيتلز يروج لمعاداة أمريكا، وأنه قد درس الغسل الشيوعي للأدمغة وثقافة المخدرات. سأل بريسلي نيكسون هل بإمكانه الحصول على شارة عميل فيدرالي في قسم مكافحة المخدرات، وقد أُجيب طلبه في وقت لاحق من ذلك اليوم. وظل لقاؤه مع الرئيس طي الكتمان أيضًا بناء على طلبه، ولم يصل إلى علم وسائل الإعلام حتى العام التالي. توفي أسطورة الموسيقى الذي لم يعمل قط مع البيت الأبيض عام 1977، نتيجة قصور في القلب واشتُبه أن سبب الوفاة مرتبط بسوء استخدام الأدوية.

8- «غرفة العمليات» 2011، البيت الأبيض:

التُقطت هذه الصورة التاريخية بعد ظهر يوم 1 مايو 2011، وهي تظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وفريقه للأمن القومي وهم يتلقون التحديثات حول الغارة السرية للغاية التي شنتها قوات (SEAL) التابعة للبحرية الأمريكية على المجمع الباكستاني الذي يسكنه أحد أكثر الرجال المطلوبين في تاريخ الولايات المتحدة: زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ظهر الرئيس على الهواء في الليلة ذاتها ليعلن أن العقل المدبر وراء هجمات 9/11 الإرهابية قد قُتل على يد القوات الأمريكية.

التقط مصور البيت الأبيض بيت سوزا الصورة التاريخية بعد أن احتشد أوباما وكبار مساعديه في قاعة مؤتمرات صغيرة في الجناح الغربي لمقر غرفة العمليات، حيث كان اللواء مارشال «براد» ويب يراقب المهمة. عندما دخل أوباما الغرفة، أراد ويب أن يترك كرسيه للرئيس. لاحقًا قال الرئيس وهو يحكي ما حدث لشبكة أخبار NBC: «قلت له: لا تهتم بذلك، فقط ركز على عملك، وأنا سأجد كرسيًا لأجلس بجانبك. وهكذا انتهى بي الأمر بالجلوس على كرسي قابل للطي». أشار أوباما بعد ذلك إلى أن الغارة عالية المخاطر، وقد تحطمت خلالها طائرة هليكوبتر تابعة لسلاح الجو الأميركي على مخبأ بن لادن، وأنها كانت أطول 40 دقيقة في حياته، وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنها كانت مركزة بشدة على مراقبة الغارة لدرجة أنها لم تنتبه لمصور البيت الأبيض وهو يلتقط الصورة التاريخية.

اقرأ أيضًا:

أهم الشخصيات في التاريخ القديم – الجزء الأول

تعرف على أشهر الحروب في التاريخ – الجزء الأول

ترجمة: نيفين الشلي

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر