تتطلب العديد من عمليات الجراحة العظمية استخدام أنسجة إضافية في الجسم بهدف إنجاز الأهداف الترميمية للجراحة. غالبًا عند وجود إصابة، تتطلب الأنسجة المتضررة استخدام زائد بهدف استعادة الوظيفة بصورة صحيحة.

في هذه الحالات، يحتاج الجراح إلى تحديد مكان حصوله على النسيج الإضافي ليحسن عملية الإصلاح الجراحي.

الطرق الأكثر شيوعًا للحصول على النسيج هي إما الحصول على النسيج من مكان آخر من نفس الجسم أو بأخذ هذا النسيج من متبرع.

يسمى النسيج المأخوذ من نفس الجسم «الطُعم الذاتي»، وعندما يؤخذ النسيج من متبرع؛ فإنه يسمى «الطُعم الخيفي».

تتضمن بعض العمليات الجراحية الشائعة التي يمكن أن تتطلب زيادة نسيج خلال الجراحة العظمية ما يلي:

  •  عملية زرع غضروف.
  •  إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي.
  •  إعادة بناء ودمج الفقرات.
  •  عملية الكسر.

عند التخطيط لإحدى هذه العمليات الجراحية، قد يناقش الجراح خيارات الحصول على النسيج من أجل الإصلاح الجراحي لأي ضرر.

يمكن أن يناقش الجراح خيار استخدام نسيج ذاتي أو استخدام نسيج المانح خلال الجراحة.

كلا الخيارين يعملان جيدًا على أية حال، وأحيانًا يكون لدى الناس تفضيلات معينة.

أصبح استخدام الطعم الخيفي شائعًا جدًا، يصل إلى نحو 1.5 مليون عملية جراحية عظمية تُنجَز باستخدام الطعم الخيفي كل سنة في الولايات المتحدة.

وبتعلم إيجابيات الطُعم الذاتي وسلبياته مقابل الخيفي، سيكون المريض مؤهلًا أكثر لمناقشة هذه الخيارات من أجل جراحات إعادة البناء العظمي.

إيجابيات الطعم الذاتي

  •  نسيج حي وصحي.
  •  أقوى من النسيج المعقم.
  •  احتمالية أقل لانتقال الأمراض.

إحدى الفوائد الأولية هي حقيقة أن النسيج حي ويحوي خلايا المريض الحية، بخلاف نسيج المانح الذي يجب أن يُعقَّم ويُحفَظ.

يُنقَل النسيج الحي والصحي إلى منطقة الإصابة، ورغم تطوير تقنيات الحفظ والتعقيم للحد من كمية البنى المتضررة من أجل الطعم الخيفي؛ فإنه ليس بقوة النسيج الذي لم يتعرض لهذه العمليات.

استخدام الطُعم الذاتي يعني احتماليةً أقل لانتقال الأمراض، وما تزال هناك احتمالية للعدوى، إذ تستطيع البكتيريا اختراق الجرح الجراحي عبر الجلد أو الحواف، ولكن لا يوجد انتقال لأمراض ذات صلة بالحصول على الطعم من المانح (مثل الأيدز والتهاب الكبد).

سلبيات الطعم الذاتي

  •  يجب أن يؤخَذ الطعم من جزء صحي من الجسم.
  •  تتضمن عملية جراحية أكبر وإزعاجًا أكثر.
  •  احتمالية تضرر ناحية أخرى من الجزء الصحي في الجسم.

يُعد السبب الرئيسي لتجنب الناس الطعم الذاتي هو أنه يتطلب بالضرورة الحصول على الطعم من جزء صحي من ناحية أخرى من الجسم، هذا يشكل إشكالية لسببين:

أولًا، أنه يتضمن عملية جراحية أكبر وأكثر إزعاجًا؛ لوجوب الحصول على الطعم فهذا يعني أن الشقوق ستكون أكبر ما يسبب إزعاجًا مرتبطًا ببزل الطُعم.

ثانيًا، هو الأذية لجزء صحي من ناحية أخرى من الجسم.

مثال ذلك، مواقع الطعوم الأكثر شيوعًا لجراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي هي إما من الوتر الرضفي أو من الوتر المأبضي. إذ تملك الرضفة والمأبض أهمية في وظيفة الركبة الطبيعية وإصابة هذه البنى يمكنها خلق مشكلات في إعادة التأهيل.

مع أن بزل الطعم بطريقة تقلل الضرر المرافق؛ فإن بعض الناس يريدون تجنب ذلك كليًا.

إيجابيات الطعم الخيفي

  •  المراحل المبكرة من الشفاء أقل ألمًا.
  •  تمنح فترة مريحة بعد العملية الجراحية.

بوجه عام، يبحث الناس الذين يختارون الطعم الخيفي عن تعافٍ أسهل وأكثر راحة، رغم أنه لا يؤدي بالضرورة إلى شفاء أسرع؛ لأن استخدام الطعم الخيفي يزيد مدة التعافي إجمالًا.

لذا، يجعل الطعم الخيفي المراحل المبكرة من الشفاء أقل ألمًا وأسهل بعض الشيء.

عبر تجنب الجراحة لبزل الطعم؛ فإن الذين يختارون نسيج المانح طعمًا خيفيًا يُشفون أبكر بعد العملية الجراحية ويعودون إلى نشاطاتهم اليومية سريعًا.

سلبيات الطعم الخيفي

  •  عملية التعقيم تُضعِف النسيج.
  •  تأخذ عملية إعادة التأهيل فترة أطول.

الجانب السلبي لنسيج الطعم الخيفي هو أنه توجد العديد من الدراسات التي تثبت أن هذا النسيج ليس بنفس قوة النسيج الذي لم يُعقم أو يُعالَج.

يوصي معظم الجراحين الذين قاموا بعمليات إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي بأن يتجنب الرياضيون ذوي المستوى العالي (مثل الرياضيين المحترفين أو الجامعيين) نسيج المانح، بسبب المعدل المرتفع لانتكاسه.

إضافة إلى ذلك تطول فترة إعادة التأهيل عندما يُستخدم نسيج المانح، ويمكن أن يكون ذلك مشكلة بالنسبة للرياضيين الجامعيين الذين يملكون وقتًا ضيقًا للتعافي.

أخيرًا، فما يخص انتقال المرض يشكل ناحيةً مهمةً للعديد من الناس، رغم أن خطر حدوث عدوى من طعم المانح صغيرٌ جدًا، توجد تقارير لحالات حدث فيها ذلك.

يختار العديد من الناس تجنب هذا الخطر المحتمل كليًا باستخدام نسيجهم الخاص.

الأمان

مع أن وجود إيجابيات وسلبيات معينة لاستخدام أنسجة الطعم الخيفي والذاتي، إلا أن كليهما آمنان إلى حد بعيد.

يوجد دائمًا خطر لحدوث العدوى في أي وقت تُنجَز فيه العملية الجراحية، وهذا ينطبق على العمليات الجراحية للطعم الخيفي والذاتي.

توجد بعض المخاطر الفريدة المرتبطة باستخدام الطعم الخيفي؛ تحديدًا خطر انتقال الأمراض رغم أن هذا الخطر صغير جدًا.

ففضلًا عن احتمالية تلوث الطعم الخيفي إن لم يُعقم أو يحفظ جيدًا، يُعد خطر انتقال الأمراض أو التلوث المرتبطة بالطعم الخيفي ضئيلة جدًا.

لمنع هذه المخاطر، ينبغي أن يعمل الجراح مع بنك أنسجة حسن السمعة ويتأكد بأنهم على دراية بعمليات المسح ومعايير اختيار الطعوم المستلمة.

تنبغي استشارة الطبيب حول معلومات أكثر حول بنك الأنسجة الذي يستلم الطعم منه.

خيارات صناعية

أُنجزت محاولات بحثية محددة لتمييز الخيارات الصناعية التي يمكن استخدامها لعمليات جراحية متنوعة.

رغم أن بعض الخيارات الصنعية متاحة، إلا أن معظم الدراسات العظمية وجدت أن خيارات الطعم الصناعي لا تُنجَز جيدًا وليست بمتانة النسيج البشري.

توجد بعض الطعوم البديلة للعظم التي تعمل جيدًا من أجل دمج الفقرات وإصلاح بعض أنواع الكسور، ولكن هذه التطبيقات للطعم الصناعي محدودة بعض الشيء، فهناك محاولات لتحديد الخيارات الصناعية لتشكيل أربطة وأوتار جديدة.

رغم أن هناك بعض الاستقصائيات عن مكان تطبيقها الملائم، إلا أنها تُعد الخيار الثاني بوجه عام.

يُعد استخدام النسيج البشري الصحي (سواء أكان ذاتيًا أو خيفيًا) الخيار الأقوى والأكثر متانة.

اقرأ أيضًا:

السل العظمي

التهاب العظم والنقي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: سلام يونس الونوس

تدقيق: تسبيح علي

المصدر