Purple-throated_carib_hummingbird_feeding

قامَ العُلَماء بمُحاكاة مُذهِلة لحركة طائِر الطنان أثناءَ طيرانِه و كانت النَتيجة بأن هذا الطائر يتَحرك بشكل أقرب إلى ما يُشبه حركة الحشرات منها إلى الطيور
مِنَ المَعروف عَن الطائِر الطَنان البَراعة الكَبيرة بالتَحليق بِخِفة شَديدة فَيَقوم بالرَفرَفة في الهَواء مُحَرِكاً أجنِحَته بِسرعة كبيرة جداً لِدَرجة أنَكَ تَظُن بِأنَّ الطائِر عائِم في الهَواء قَبلَ إنقضاضه غلى مَصدر الطَعام

في الحَقيقة فَإنَّ هذهِ المَخلوقات سَريعة جداً لدرجة أنَّ عقولنا البَشرية البَطيئة لَم تَستطع أبداً التَعرُّف على كيفية عَمل أجنِحتها بالضبط

لكن الآن قامَ بَعض من المهندسين الميكانيكيين في الولايات المُتحدة الأمريكية بِخلق محاكاة دقيقة جداً لحركة الطائِر الطنان لِيفهموا ماهية حركته المُعقدة

قامَ فريق مِن جامِعة Vanderbilt و جامعة North Carolina في الولايات الأمريكية المُتحدة بِتعُقب حركِة أجنحة الطائِر من خِلال وَضع ٩ نِقاط مِنَ طِلاءٍ غَير سام على أجنِحة إحدى الإناث في أثناءِ تَحليقها بالقُرب من زَهرة إصطناعية و من ثُمَّ قاموا بِتَعقُب حَركتها مِن خلال كاميرات مُتخصصة تراقِب النِقاط المَوضوعة
و بإستخدام حِواسيب فائقة الدِقة لِتحليل هذه المَعلومات، كانَ المُهندسون قادرين على التَوصل إلى محاكاة لكيفية تَحرُك الهواء حولَ جناحي الطائر و ذلك لإبقاءه مرتفعاً فيه، إذ أنهم قاموا بِتطوير نَموذج يشرح ذلك

النَتائِج التي نُشِرَت في مَجلة Journal of the Royal Society Interface, وَضَحت بأن الطائِر الطَنان له من القُدرة الكبيرة في التحُكُم بأجنحتِه و بِعَكس الطُيور الكَبيرة فَإنَّ حَركته تَعتمد على رفرفة الأجنحة من الأعلى إلى الأسفل و هذه الإستراتيجية تَعتمدها الحَشَرات في طَيرانها حَتى تَمنحهم القُدرة على الرفرفة بِحرية و خفة في الهواء

عِندما تَطير الطُيور الكبيرة فإن الجُهد المَبذول في الطيران يَكون مُرَكَّز على الحركة إلى الأسفَل و عِندما تَرفع أجنحَتَها إلى الأعلى تَكون الحَركة أسهل و هذا يُساعدهم على البَقاء عائِمين في الهَواء

عندَ الطائِر الطَنان المَوضوع أكثر تَعقيداً:
للمُحافظة على حالة إرتفاعهم (المُتذبذبة) في الهواء، تَقوم الطُيور الطنانة بالميلان بأجنحتها وُصولاً إلى المِعصم (الصغير) حتى يكمِلوا دَورة كامِلة إلى الأسفل مِما يَخلِق آلاف الدوامات الصَغيرة جداً، و هذا الإضطراب في الحَرَكة يَخلِق مَنطقة ضَغط مُنخَفِض أسفل الجَناح، و بالتالي فَإنَّ الهَواء المُحيط يحاوِل إعادة الضَغط إلى ما هو عَليه (مُعادلته) مما يَجعل الطائِر يَندفِع إلى الأعلى.
لكن سِرُ طَيران هذا الطائر تَكمُن في رَفرفة جناحيهِ إلى الأعلى فَعِندما يُعيدهما إلى الأعلى فَإنهُ يَميلُ بِهم بالإتجاه المُعاكس
هذا الإندِفاع العَكسي في الحركة للأجنحة يُوَلِد رَفعة للطائِر و يَجعلهُ عائماً في الهَواء
المُذهِل في الأمر أن الطائِر الطَنان جَعَلَ من رَفرفة جَناحيه إلى الأعلى فَعّال منا هُوَ الأمر لرفرفة جناحيه إلى الأسفل و هذا يَعني أنهُ يَستطيع المُحافظة على سرعة الرفرفة لِمُدة طويلة من الزمن

هذا البَحث ليسَ بالجَميل و الأخاذ فَحسب، لكن له من الأهمية لِجَعل المُهندسين قادرينَ على دراسة تقنيات الطَيران الموجودة في الطبيعة لتساعدهم في التصاميم الجديدة للطائرات

في وقتنا الحالي الطائرات تَستخدِم طاقة أكبر بكثير من الطاقة التي تَستخدمها الطيور و الحشرات ، و لربما إعتماد مثل هذه التقنيات المتطورة في التكنولوجيا الحديثة ستجعل البَشر يُحلقون إلى أبعد مما وَصلوا إليه إلى الآن

[divider]

[author ]ترجمة : روان ثوابتة[/author]

[divider]

المصدر