التزمت العائلة الملكية البريطانية بقواعد عديدة على مدار الأعوام التي حكمت خلالها، تغير بعضها مع مرور الزمن.

يثبت تاريخ العائلة الملكية البريطانية حقيقة ملازمة المسؤولية للقوة، بالتالي ضرورة وجود عدد كبير من القواعد. مع أن دور التاج في المجتمع المعاصر رمزي بشكل كبير، إلا أن بقايا التقاليد المتناقلة عبر الأعوام الألف التي حكمت خلالها الملكية، تُعدّ تذكيرًا قويًا بالماضي.

1- من هو أول ملوك انجلترا؟

كان أثيلستان (895-939 بعد الميلاد) من عائلة ويسيكس أول ملوك إنجلترا، حفيد ألفريد العظيم وشقيق جد الملكة إليزابيث الثانية الأكبر. هزم أثيلستان آخر غزاة الفايكنج ووحّد بريطانيا، امتدت فترة حكمه من عام 939 إلى 925 بعد الميلاد.

2- من له الحق في أن يكون ملكًا أو ملكة؟

منذ بداية فترة حكم ويليام الفاتح، انتقل الحكم من الملك إلى الابن البكر. أقر البرلمان البريطاني عام 1702 قانون التسوية الذي ينص على انتقال لقب الملك، بوفاة الملك ويليام الثالث، إلى آن لأنها وريثة بالدم، وهو مصطلح يعبر عن إمكانية أن ترث المرأة العرش طالما لا يوجد وريث ذكر. قضى القانون العرفي الإنجليزي آنذاك بأن يرث الذكر العرش قبل أخواته.

نص قانون التسوية، في إشارة إلى سلطة كنيسة إنجلترا، على حرمان كل من يتزوج من كاثولوكي روماني من حقه في الحكم.

لم تُجرَ تعديلات بخصوص توريث العرش البريطاني حتى عام 2013، إذ أورد البرلمان مسألة الخلافة في قانون التاج الذي يعطي الأحقية للبكر سواء كان ذكرًا أو أنثى.

3- حق اعتراض العاهل على زيجة أحد أفراد العائلة الملكية:

منح قانون الزواج الملكي الصادر عام 1772 الملكَ حق الاعتراض على أي زواج في العائلة الملكية. جاء القانون ردًا غاضبًا من الملك جورج الثالث على زواج أخيه الأصغر الملك هنري من آن هورتون من عامة الشعب.

منذ ذاك الحين، كان على الراغبين في الزواج الحصول على إذن من ولي العهد، علمًا أنها لم تكن مهمة سهلة.

مثال آخر مشهور، رفضت الملكة اليزابيث الثانية طلب زواج أختها الأميرة مارغريت من بيتر تاونسيند، بطل الحرب، بحجة أنه غير مناسب ومطلّق ومن عامة الشعب.

تقلصت هذه السلطة قليلًا بصدور قانون التاج عام 2013، الذي سمح للورثة ما بعد الستة الأوائل من الزواج دون إذن الملك.

4- لم يملك الملوك والملكات ألقابًا (اسم عائلة) حتى الحرب العالمية الأولى:

أشير للحاكم، حتى بدايات القرن العشرين، باسم العائلة أو الترتيب، إذ كان هنري الثامن وأولاده كلهم من عائلة تيودور تليها سلسلة من عائلة ستيوارت.

ولد جد الملك جورج الخامس، الأمير ألبرت، في ألمانيا، وورث جورج الخامس لقب رئيس بيت عائلة (ساكس-كوبرج-جوتا) ما شكل عنده صلات عائلية محرجة، دعته – بدافع خلق تباعد بين العرش البريطاني وعلاقاته الخارجية بسبب الحرب العالمية الأولى، والحرب بين إنجلترا وألمانيا- إلى استبدال الاسم القديم بجديد عصري إنجليزي، وندسور، المستوحى من قلعة وندسور التي بناها ويليام الفاتح.

5- هل يمكن لأفراد العائلة الملكية الزواج من عامة الشعب؟

كان أفراد العائلة الملكية يتزوجون من عامة الناس في وقت مبكر من القرن الخامس عشر، لكنه لطالما كان موضوعًا شائكا تحديدًا في أسرة ملكية تحدد فيها سلالات الدم قوتها.

عام 1464 تزوج الملك إدوارد الرابع سرًا من الأرملة إليزابيث وودفيل، وتزوج ولي العهد جيمس الثاني آن هايد من عامة الشعب، وقد حملت منه لكنها توفيت قبل أن يصبح ملكًا.

أُصدر قانون الزيجات الملكية عام 1772، ردًا على زواج الأمير هاري من آن هورتون من عامة الشعب، ومعه اختفت تقريبا الزيجات بين عامة الشعب والعائلة الملكية على مدى 250عامًا.

حدثت تغيرات على الزواج الملكي تماشيًا مع تغير القواعد المجتمعية المتعلقة بالزواج والطلاق. سمح لابني الأمير تشارلز والأميرة ديانا الزواج من عامة الشعب، إذ تزوج الأمير ويليام كيت ميدلتون وهي ابنة مالكي شركة لوازم حفلات، وتزوج الأمير هاري من الممثلة الأمريكية ميغان ميركل عام 2018.

6- ماذا عن الطلاق؟

ظل الطلاق الملكي يعتبر همًّا ملكيًا حتى فترة ليست بعيدة، في 2002 سمحت كنيسة إنجلترا الزواج مرة أخرى للمطلقين. بما أن الملك يرأس الكنيسة الأنجليكانية، فقد منع ورثة العرش من الطلاق أو الزواج من مطلقين. المضحك هنا أن الملك هنري الثامن كان قد أسس الكنيسة الإنجليكية بعد رفض الكنيسة الكاثوليكية منحه حق إبطال زواجه من زوجته الأولى كاثرين من الأراغون.

مُنح الملك حق الاعتراض على أي زيجة في العائلة الملكية وفق قانون الزواج الملكي الصادر عام 1772، ما جعل من الطلاق وصمة عار، بالتالي فإن زواج أحد العائلة الملكية من شخص مطلق يعتبر أمرًا غير وارد.

عام 1820 مثل الملك جورج الرابع أمام لجنة برلمانية لمحاولة تطليق زوجته كارولين من برونزفيك متهمًا إياها بالخيانة. لم ينجح بذلك، مثيرًا بذلك فضيحة ومؤكدًا على أن الملك لا يستطيع تحمل عبء التاج الملكي وعبء أوراق الطلاق.

عام 1936 تنازل إدوارد الثامن عن العرش ليتزوج من الأمريكية واليس سيمبسون المطلقة مرتين، كان بذلك آخر أفراد الاسرة المالكة الذي أجبر على الاختيار بين الحب والعرش.

سمح للأميرة مارغريت أخت الملكة إليزابيث الثانية، قبل قرار الكنيسة عام 2002، بالطلاق عام 1978. وصادقت الملكية إليزابيث الثانية على طلاق ابنها الأمير تشارلز والأميرة ديانا عام 1996. تزوج تشارلز من المطلقة كاميلا باركر بولز عام 2005، وتزوج ابنه هاري من المطلقة ميغان ميركل عام 2018.

7- العاهل البريطاني ليس ملك أو ملكة إنجلترا وحسب:

إضافة لرئاسة الكنيسة الأنجليكانية، يترأس الملك البريطاني الكومونولث، اتحاد من 54 دولة مستقلة معظمها كانت سابقًا مستعمرات تابعة للإمبراطورية البريطانية.

كانت إليزابيث الثانية ملكة 16 دولة من دول الكومنولث مثل: أنتيغوا وبربودا وأستراليا وجزر الباهاما وبربادوس وبليز وكندا وغرينادا وجامايكا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وسانت كيتس ونيفيس وسانت لوسيا وسانت فنسنت وجزر غرينادين وجزر سليمان وتوفالو والمملكة المتحدة.

اقرأ أيضًا:

الملكة إليزابيث الثانية: سيرة شخصية

كيف أصبحت اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية جزءًا من المملكة المتحدة

ترجمة: رغد جيوسي

تدقيق: سماح عبد اللطيف

المصدر