معظم ما في الكون يتحرك مبتعدًا عنّا، هذا ليس لأننا مُنفّرين، ولكن كل ما في الأمر أنّ الكون يتوسع، مما يتسبب في دفع معظم المجرات عنا (وكل المجرات عن بعضها البعض عمومًا).

الضوء الصادر من المجرات البعيدة يتجه نحونا عبر هذا الفضاء المتمدّد، مما يتسبب في تمدد الطول الموجي للضوء، أو “إحمراره”، ونتيجة لذلك فأضواء معظم المجرات تُظهر إنزياحًا نحو اللون الأحمر (red shift).

الآن، اكتشف علماء الفلك أكبر إنزياح نحو اللون الأزرق (blue shift) يتمّ اكتشافه صادرًا عن تكتّلٍ نجميّ، والذي يُعتقد أن ثقبًا أسود قد قذفه في اتجاهنا.

بالصّدفة، اكتشف الفلكيون هذا التكتل خارج المجموعة المحلية ينزاح نحو الأزرق بمعدل 1,026 كم/ثانية! هذا أسرع كثيراً من أكبر رقم مسجل لجسم بقترب نحونا؛ وهو نجم في مجرة أندروميدا، حيث ينزاح بمعدل 780 كم/ثانية نحو الأزرق.

على نطاقٍ المسافات القصيرة (كونيًا)، تُحدث الجاذبية تأثيرًا معاكسًا لتأثير التّمدد الكوني، لذلك فمن الوارد اكتشاف إنزياحات نحو اللون الأزرق.

النظام الشمسي والمجرة لا تتوسعان، أيضاً المجموعة المحلية –مجموعة تتكون من 75 مجرة من ضمنها مجرة درب التبانة- لا تتوسع.

بينما تتحرك مجرة أندروميدا –العضو الأكبر في المجموعة المحلية- باتجاهنا، لذلك فلديها إنزياح نحو الأزرق معدله 300 كم/ثانية.

لقد رصد الفلكيون قبلا إنزيحات زرقاء بسرعات مماثلة وأكبر لإنفجرات كونية تقذف حطام فضائي نحونا، ولكنهم لم يسجلوا من قبل مثل هذه السرعات ناتجة عن جسم أي نجمة، أو تكتل نجمي، أو مجرة تتجه نحونا.

لن يصطدم بنا هذا التكتّل النجمي، لأنه بالتّأكيد له حركة جانبية.


تحرير:أحمد عزب

المصدر