إن العظم الظريف بقعة تثير الخوف في قلوب كثيرين، حتى الأقوياء منهم، إذ تحوّل إصابة هذه البقعة من طريق الخطأ ذراعًا فعّالًا وظيفيًا إلى طرف رخو يسبب الألم والصراخ، وعلى الرغم من كونه نقطة ضعف، فإنه يقع في منطقة تحوي عددًا منخفضًا من مستقبلات الألم. إذن، ما العظم الظريف؟ ولماذا يؤلم كثيرًا؟

ما العظم الظريف؟

مثل معظم الألقاب، فإن العظم الظريف تسمية خاطئة تمامًا. عمليًا، إنه العصب الظريف.

إن العصب الزندي أحد الأعصاب الثلاثة الرئيسية في الذراع، ويمتد من الرقبة على طول الساعد عابرًا الجزء السفلي للعضلة ثنائية الرؤوس العضدية والمرفق، ويتفرع إلى الإصبعين الرابع والخامس.

ينقل العصب الزندي المعلومات من أطراف الأصابع إلى الدماغ وبالعكس. وكذلك يتحكم في بعض حركات اليد.

يُحمى العصب بوساطة العظام والعضلات والدهون، وفي أثناء عبوره إلى النفق المرفقي فإنه يمر مكان التقاء الكعبرة والزند بالعضد.

ويعبر المرفق عبر قناة تُسمى الحفرة المرفقية، التي تقع بين رأس العظم الزندي والعضد وبين عضلتي الساعد. وعلى خلاف ما نعتقد؛ يعد هذا الجزء الأضعف في ممر العصب الزندي، فهو محمي فقط بطبقة رقيقة من الجلد، ومحاط بين العظم والجلد الخارجي. ينكشف النفق المرفقي عند انحناء المرفق، ما يسمح للإصابات بالتأثير في العصب الزندي مباشرةً.

لماذا تؤلم إصابة العظم الظريف كثيرًا؟

بوصفنا بشرًا، تُخفي أجسامنا الأعصاب خلف العضلات والعظام، وتحميهم من التأثيرات التي تصيب العصب والعضلات المُعَصّبة فتصبح عاجزةً، ولكن نظام الحماية هذا ليس مضمونًا. عند مد الذراع تظهر مجموعة من الأعصاب تسمى الضفيرة العضدية في مقدمة الكتف، وتعد نقطة ضعف في الفنون القتالية. ومع ذلك، يمكننا تجنب تلقي الضربات على مجموعات الأعصاب بفضل التطور.

من الممكن تعرّض العصب الزندي لضربة مباشرة. تُلامس الضربة الألياف العصبية وتضغط عليها وتمنع الدماغ مؤقتًا من إرسال الإشارات إلى العضلات المعصبة أسفل ذراعيك، ما يوّلد هذا الشعور الغامض في جميع أنحاء الساعد. إضافةً إلى ذلك، لا يقتصر الألم الذي يصيب الأعصاب على موقع الضرر فقط بل يمتد ليشمل الساعد واليد أيضًا. المريح في الأمر، أن الألم سوف يزول بعد نحو 30 ثانية ولن يحدث أي ضررٍ دائم. وهنا يكفي إخبار الشخص ارتداء دعامة المرفق دائمًا.

إذا استمر الألم غير المرتبط بالإصابة، قد يكون ذلك مؤشرًا للإصابة بمتلازمة النفق المرفقي، التي يبدو فيها الألم مشابهًا لضرب العظم الظريف، متضمنًا إحساس الخدر والإبر في الأصبع الرابع (أصبع الخاتم) والأصبع الخامس وضعفًا في الذراع، ولكن الألم يستمر لفترات طويلة من الزمن. إذا شعرت بهذه الأعراض، اتصل بطبيبك.

لماذا العظم الظريف حساس جدًا؟

قال دومينيك كينج دكتور في الطب الفيزيائي في معهد جراحة العظام وأمراض الروماتيزم في كليفلاند كلينك: «عند مرور العصب ضمن النفق العظمي فإنه ينكشف، وعندما تُضرب هذه المنطقة بشيء ما، يُضغط العصب بين العظم والسطح الصلب».

عندما يُدفع العصب مقابل الحافة العظمية، فإننا نتعرّض لما يسمى انحباس العصب الزندي، أو بداية لألم حاد شبيه بالصدمة الكهربائية، يمتد إلى أسفل الذراع واليد مع شعور بخدر غريب أسفل الطرف.

إذا كان عصبًا، فلماذا يُسمى العظم الظريف؟

يستند التفسير الأول المنطقي إلى تشريح الذراع، فهو مجرد تلاعب بلفظ العضد، وهو اسم العضلة الكبيرة التي تقع فوق هذه المنطقة. بينما يستند التفسير الثاني إلى الإحساس المضحك الذي يتوّلد عند ضرب العصب، ما يشير إلى أنه وُصِف من قبل شخص لديه عتبة تحمل عالية للألم.

تمتلك الثدييات الأخرى هيئةً مشابهةً، ولكن نادرًا ما تواجه المشكلة نفسها.

تكون أعصاب الحيوانات محاطةً بكتل عضلية إضافية تحميها في أثناء الحركة. تضيف هذه الكتل مستوى من الحماية ضد هذه التجربة غير الظريفة.

اقرأ أيضًا:

لماذا تشعر بمرور تيارٍ كهربائي مؤلمٍ في ذراعك عندما يتعرّض مرفقك لضربةٍ ما؟

إصابات اليد الطارئة التي لا يجب إغفالها أبدًا

ترجمة: فاطمة الرقماني

تدقيق: حسين جرود

مراجعة: أحلام مرشد

المصادر: 1 2