العلاج الشعاعي للسرطان (الجزء الأول)
تعريفه وأنواعه واستخداماته وآثاره الجانبية وجرعاته


هو علاج للسرطان يستخدم جرعات عالية من الأشعة للقضاء على الخلايا السرطانية وتقليص حجم الأورام، هذه الأشعة هي نفسها التي تستخدم في الأشعة السينية بجرعات منخفضة لرؤية ما بداخل جسم الإنسان، كما يحدث عند تصوير العظام والأسنان.

كيف يعمل العلاج الشعاعي للسرطان:

تقوم الأشعة بالقضاء على الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها، عن طريق استخدامها بجرعات عالية، ويستخدم العلاج الشعاعي لكل من:

1- علاج السرطان: يمكن استخدام العلاج الشعاعي لشفاء السرطان أو لمنع عودته أو لإيقاف أو إبطاء نموه.

2- تخفيف أعراض السرطان: العلاج الشعاعي من الممكن أن يستخدم لتقليص حجم الورم، أو لعلاج الألم والمشاكل الأخرى التي يسببها الورم، أو بإمكانه أن يقلل من المشاكل التي تنتج عن نمو الورم مثل مشاكل التنفس أو فقدان السيطرة على عملية التبوّل أو التبرّز.
لا يقوم العلاج الشعاعي بقتل الخلايا السرطانية مباشرةً، يستغرق الأمر أيامًا وحتى أسابيع من العلاج قبل أن تبدأ الخلايا السرطانية بالموت، وتستمر هذه الخلايا بالموت لأسابيع أو أشهر تالية لنهاية العلاج الشعاعي.

أنواع العلاج الشعاعي:

هنالك نوعين رئيسين للعلاج الشعاعي، العلاج الشعاعي خارجي الإشعاع، والعلاج الشعاعي داخلي الإشعاع.

• العلاج الشعاعي خارجي الإشعاع: يأتي من آلة توجَّه نحو السرطان وتكون كبيرة، ومن الممكن أن تصدر ضجة، ولا تقوم بلمس المريض لكنها تكون قادرة على التحرّك حول المريض مرسلةً الأشعة لمناطق الجسم من عدة اتجاهات. يعالج العلاج الشعاعي خارجي الإشعاع منطقة محدّدة من الجسم فعندما يكون السرطان موجود في الرئتين مثلًا فإن الإشعاع يكون على منطقة الصدر فقط وليس على كامل الجسم.

• العلاج الشعاعي داخلي الإشعاع: هو علاج يتم فيه وضع منبع الأشعة داخل الجسم، وهذا المنبع الشعاعي من الممكن أن يكون صلبًا أو سائلًا.

يدعى العلاج الشعاعي الداخلي الذي يستخدم منبعًا شعاعيًا صلبًا بالعلاج الشعاعي الموضعي، وفي هذا النوع من العلاج يتم وضع الأشعة في بذور أو شرائط أو كبسولات في الجسم بالقرب من مكان السرطان.

يتم إعطاء العلاج الشعاعي الداخلي الذي يستخدم منبعًا شعاعيًا سائلًا عن طريق الوريد، حيث ينتقل السائل المشع في جسم المريض باحثًا عن الخلايا السرطانية وقاضيًا عليها.

من هم الأشخاص الذين يتلقون العلاج الشعاعي:

يستخدم العلاج الشعاعي خارجي الإشعاع لعلاج العديد من السرطانات، ولبعض المرضى قد يكون العلاج الشعاعي هو العلاج الوحيد الذي سوف يتلقونه، إلّا أنه في معظم الأحيان سوف يتلقى المريض العلاج الشعاعي إضافةً إلى علاجات أخرى للسرطان مثل الجراحة والعلاج الكيميائي.

يستخدم العلاج الشعاعي الموضعي لعلاج سرطانات الرأس والعنق والصدر والبروستات والعين وعنق الرحم، أما العلاج الشعاعي السائل فهو غالبًا ما يستخدم لعلاج سرطان الغدة الدرقية.

كيف يستخدم العلاج الشعاعي مع العلاجات الأخرى للسرطان:

من الممكن أن يعطى الإشعاع قبل أو خلال أو بعد الجراحة، قد يستخدم الأطباء الأشعة لما يلي:

1- قبل الجراحة، من أجل تقليص حجم السرطان.

2- خلال الجراحة، حيث تذهب الأشعة بشكل مباشر إلى السرطان من دون أن تعبر عبر الجلد، يدعى العلاج الشعاعي الذي يستخدم بهذه الطريقة بالعلاج الشعاعي أثناء العملية.

3- بعد الجراحة، لقتل أي خلية سرطانية من الممكن أن تبقى.

من الممكن أن يعطى الإشعاع قبل أو خلال أو بعد أي نوع من أنواع علاجات السرطان الأخرى لتقليص حجم السرطان، أو لقتل أي خلية سرطانية من الممكن أن تبقى.

من الممكن أن يسبب العلاج الشعاعي آثارًا جانبية:

لا يقتل الإشعاع أو يبطئ نمو خلايا السرطان فقط، بل من الممكن أن يؤثر على الخلايا السليمة المجاورة لها، وهذا الأذى للخلايا السليمة من الممكن أن ينتج عنه آثار جانبية، العلاج الشعاعي الخارجي والعلاج الشعاعي الموضعي يسببان آثارًا جانبية فقط في الجزء الذي يعالج من الجسم.

الأثر الجانبي الأكثر شيوعًا للعلاج الشعاعي هو التعب، حيث يشعر الشخص بأنه استنزف واستهلك، وهذا التعب من الممكن أن يحدث كله دفعة واحدة أو تدريجيًا، والناس يشعرون بالتعب بطرق مختلفة، فقد تختلف شدة التعب بين مريضين كلاهما يتلقى العلاج الشعاعي نفسه.

ومن الممكن أن يحضر المريض نفسه للتعب من خلال:

1- أن يطلب من أحدهم أن يقلّه من وإلى العلاج الشعاعي.
2- تخطيط الوقت من أجل الراحة.
3- أن يطلب من أحدهم أن يساعده في الوجبات ورعاية الأطفال.
الخلايا السليمة التي تتأذى خلال العلاج الشعاعي دائمًا ما يعود أغلبها ويتعافى بعد انتهاء العلاج، إلا أنه في بعض الأوقات قد يكون لدى الناس آثار جانبية شديدة أو لا تتحسن، هنالك أثار جانبية قد تظهر بعد شهور أو سنين من انتهاء العلاج الشعاعي، وهذه تدعى بالآثار الجانبية المتأخرة.

يحاول الأطباء حماية الخلايا السليمة خلال المعالجة عن طريق:

• استخدام أصغر جرعة ممكنة من الإشعاع: يجب أن تتوازن جرعة الإشعاع بين أن تكون عالية بشكل كافي لقتل الخلايا السرطانية، وبأن تكون منخفضة بشكل كافٍ أيضًا لتقليل الضرر الذي يصيب الخلايا السليمة.

• توزيع العلاج خلال الزمن: من الممكن أن تتلقى العلاج الشعاعي مرة في اليوم أو في جرعات منخفضة مرتين في اليوم لعدة أسابيع، توزيع جرعة الإشعاع يسمح للخلايا الطبيعية بالتعافي في الوقت الذي تموت فيه الخلايا السرطانية.

• توجيه الأشعة إلى جزء دقيق من الجسم: باستخدام العلاج الشعاعي الخارجي؛ فإن الطبيب سوف يكون قادرًا على توجيه جرعة عالية من الأشعة إلى السرطان، مقللًا بالوقت نفسه من كمية الأشعة التي تصل إلى الأنسجة السليمة المجاورة، هذه الطريقة في العلاج تستخدم الحاسوب لإيصال جرعات الأشعة الدقيقة إلى الورم أو إلى مناطق خاصة يتخللها الورم.

كم مرة سوف تتلقى العلاج الشعاعي؟

سيتلقى معظم الناس العلاج الشعاعي الخارجي بنفس القدر من الجرعة مرة واحدة يوميًا لمدة خمسة أيام في الأسبوع، يستمر العلاج لفترة تصل إلى 6 أسابيع، وذلك يعتمد على نوع السرطان الموجود لدى المريض والهدف من المعالجة، وهذه الفترة من الزمن تدعى ببرنامج العلاج الشعاعي للسرطان.

في بعض الأوقات، تتغيّر جرعة أو جدول العلاج الشعاعي للوصول إلى الجرعة الكلية من الإشعاع بسرعة أكبر، وهذا من الممكن أن يتم بثلاث طرق:

• التجزئة المتسارعة: إعطاء نصف الجرعة اليومية المعتادة من الإشعاع مرتين كل يوم.
• التجزئة المتزايدة: إعطاء جرعة أقل من الجرعة اليومية المعتادة من الإشعاع مرتين كل يوم.
• التجزئة المتباطئة: إعطاء كمية أكبر من الجرعة اليومية المعتادة من الإشعاع مرة يوميًا لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.

من الممكن أن يصف الطبيب إحدى جداول العلاج هذه إذا ما شعر بأن العلاج سوف يعمل بشكل أفضل للنوع السرطاني الموجود لدى المريض.

أين يتلقى المريض العلاج الشعاعي:

في معظم الأوقات سيتلقى المريض العلاج الشعاعي الخارجي كمريضٍ خارجي، أي أنه سيتلقى المعالجة في عيادة أو في مركز علاج شعاعي دون أن يبقى ليلة في المستشفى.


إعداد: أنس حاج حسن
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر