يُعدّ العلاج النفسي الأدلري علاجًا نفسيًا ديناميكيًا إيجابيًا، يمتد على المدى القصير لتحقيق أهداف محددة، ويستند في جوهره إلى نظريات ألفريد أدلر، زميل سيغموند فرويد.

صبّ أدلر اهتمامه على شعور الفرد بالدونية أو التفوق والإحباط والانتماء إلى مجتمع الفرد نفسه والمجتمع الكلي عمومًا. وفقًا لأدلر، قد تؤدي مشاعر النقص والدونية هذه إلى سلوك عصابي، لكنها أيضًا -ضمن إطار صحيح- يمكن توظيفها دافعًا يسعى الفرد عبره إلى تحقيق مزيد من النجاح. يركز العلاج الأدلري على تطوير الشخصية الفردية بالتزامن مع فهم الروابط بين البشر وقبولها.

متى يُستخدم؟

يتّبع العلاج الأدلري نهجًا قائمًا على الأدلة، يستطيع المعالج تطبيقه بنجاح لعلاج الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية. تُذكر أيضًا إمكانية استخدام العلاج الأدلري جنبًا إلى جنب مع الأساليب العلاجية الأخرى مثل العلاج باللعب والعلاج بالفن وفي الاستشارات التي تتطلب مراعاة الأبعاد الثقافية، إذ يلبي فيها العلاج الأدلري احتياجات الأفراد المعنيين. يُستخدم النهج الأدلري مع الأطفال والمراهقين والبالغين والأزواج والعائلات أو المجموعات الأخرى.

ماذا تتوقع من العلاج الأدلري ؟

يسير العلاج الأدلري وفق أربع مراحل:

  1.  انخراط الفرد وتأسيسه علاقةً تعاونيةً مع معالجه.
  2.  تقييم تاريخ الفرد الشخصي، مع التركيز على ترتيب الفرد عمريًا بين أخوته وذكريات الطفولة المبكرة.
  3.  البصيرة، إذ يساعدك المعالج على عرض موقفك من منظور مختلف.
  4.  إعادة التوجيه، إذ يقترح المعالج خطوات فعالةً يمكنك اتخاذها خارج أوقات العلاج لتعزيز الأفكار التي طورتها حديثًا، وربما معرفة المزيد عن نفسك وقدراتك.

عمومًا، يتمحور العلاج على إعادة صياغة مواقفك ومعتقداتك واختياراتك التي تمنع نجاحك، لتصبح بذلك أكثر فاعليةً وقدرةً على تحقيق أهدافك المرغوبة.

العلاج النفسي الأدلري - نظريات ألفريد أدلر - شعور الفرد بالدونية أو التفوق والإحباط والانتماء إلى مجتمع الفرد نفسه علاج الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية

كيف يعمل العلاج الأدلري؟

يتمثل أحد أركان العلاج في استكشاف السلوك الفردي ضمن سياق إحساس الفرد «بالتأقلم» مع مجتمعه الفردي والمجتمع العام. في بعض الحالات، يغوص العلاج إلى تفاصيل أعمق، مثل ترتيب الفرد عمريًا بين أخوته، والآلية التي يؤثر فيها دوره داخل أسرته على تطور شخصيته وعلاقاته المستقبلية.

غالبًا ما يمارس المعالج الأدلري عمله في المدارس والعيادات والشركات وغيرها من البيئات المجتمعية، ما يساعد على خلق بيئات تعليمية توفر شعورًا بالانتماء والاحترام لجميع أفرادها. يعمل هؤلاء المعالجون خاصةً مع أولئك الذين هم في أشد الحاجة إلى التشجيع والإرشاد الإيجابي ذي التوجه المستقبلي.

ما الذي تبحث عنه في المعالج الأدلري؟

يجدر بالذكر أن المعالج الأدلري معالج نفسي مُرخّص حائز على درجة الماجستير أو الدكتوراه، وأجرى تدريبًا متخصصًا ويمتلك خبرةً واسعةً في النهج الأدلري. تقدم الكثير من المؤسسات الأكاديمية -مثل جمعية أمريكا الشمالية لعلم النفس الأدلري- برامج لنيل شهادات في الإرشاد الأدلري والعلاج النفسي.

في الختام، عند حديثك مع معالجك النفسي، اسأل عن اتباعه النهج الأدلري في العلاج، وتحقق من امتلاكه المؤهلات والخبرة التي تبحث عنها، واحرص على راحتك في مراحل العلاج. تُذكر أيضًا قدرة العاملين في مجالات أخرى، مثل الأطباء والممرضات والمعلمين والمستشارين، على توظيف المبادئ الأدلرية في سياق عملهم لتحقيق نتائج أفضل.

اقرأ أيضًا:

ما الفرق بين التحليل النفسي والعلاج النفسي؟

العلاج المعرفي السلوكي القائم على الانتباه

ترجمة: حسام شبلي

تدقيق: عون حدّاد

المصدر