الأخبار عن وباء زيكا Zika virus ظهرت في كل مكان، ولسبب وجيه، لأن هذا المرض ظهر بوجهه القبيح لأول مرة في البرازيل العام الماضي، وتم الإبلاغ عن إصابات به في 21 دولة عبر الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي، ومن غير المتوقع أن يتوقف عند هذا الحد.

لقد حذر العلماء بأن الفيروس لديه إمكانية لإحداث جائحة (وباء) متفجرة، ودعوا منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف عملها واتخاذ زمام المبادرة.

ونشر باحثون في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية Journal of the American Medical Association يقولون أننا بحاجة للتعلم من الدرس الصعب، والذي كان الأحدث والأكثر سوءًا من أي وقت مضى «وباء إيبولا»، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 11.000 شخصًا، وينتقد الباحثون منظمة الصحة العالمية لترددها وعملها المتأخر، ويقولون أن الفشل قد يسبب خسارة آلاف الأرواح.

رغم أنه ليس من الأمراض المعدية مثل إيبولا، ففيروس زيكا ينتشر بواسطة بعوض الزاعجة المصرية (بعوضة الحمى الصفراء) Aedes aegypti ، وهي نفسها الطريقة التي يمكن أن تنتشر بها حمى الضنك (dengue)والحمى الصفراوية (yellow fever) والشكونغونيا (chikungunya) –وهي نوع من أنواع الحمى النزفية.

فيروس زيكا الموجود الأن في مختلف أنحاء العالم في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية بما في ذلك الولايات المتحدة، لديه قدرة على الانتشار إلى القاصي والداني، ويتوقع أن يصيب ما يصل إلى 4 ملايين شخصًا في الأمريكتين هذا العام.

وعلى الرغم من أن الصحيفة أشارت إلى أن اجتماع لجنة الطوارئ ما زال يتعين تنظيمه من قبل منظمة الصحة العالمية، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن فريق طوارئ يتم تجميعه لمناقشة الوضع يوم الاثنين.

إلا أن البلدان قد اتخذت على عاتقها فعلًا إصدار التوجيهات الخاصة بها، والذهاب أبعد من ذلك من خلال تقديم المشورة للنساء لتأخير الحمل في مواجهة الأعداد المتزايدة بشكل مقلق من العيوب الخلقية المرتبطة بزيكا.

وحتى لو تم تأكيد الصلة بين زيكا وارتفاع حالات صغر الرأس والدماغ لدى المواليد (microcephaly) -الأطفال المولودين برؤوس صغيرة غير طبيعية- فما تتخذه الحكومات حاليًا من توجيهات هو ليس حلًا على المدى الطويل، في ظل عدم وجود لقاح أو علاج محدد، وذلك قد يستغرق ما يصل إلى 10 سنوات للتطوير والترخيص.

على الرغم من أن مجموعةً في الفرع الطبي لجامعة تكساس تعمل بالفعل نحو التحصين ضد الفيروس، إلا أن هذا لم يشكل أولوية للمؤسسات والمنظمات الصحية في السابق، لأن الفيروس لم يكن ينظر إليه على أنه تهديد خطير قبل الآن.

العدوى في الواقع غالبًا ما تكون بلا أعراض، تظهر الأعراض لدى واحد فقط من كل خمسة أشخاص يتطور لديهم فيروس زيكا، متمثلة بآثار خفيفة مثل الحمى وآلام المفاصل.

والأن بعد أن ولد حوالي 4000 طفل في البرازيل برؤوس منكمشة (shrunken heads)، وذلك منذ بدء التحقيقات والأبحاث في أكتوبر العام الماضي -وذلك في زيادة وصلت ل 2500% عن عام 2014.

هنالك بالتأكيد بعض العجلة، ولكن لا ينبغي على البلدان أن تقف مكتوفة الأيدي في هذه الأثناء، كما تشير الصحيفة إلى الحاجة إلى بذل جهود للسيطرة على البعوض مثل استخدام المبيدات الحشرية، وإزالة برك المياه التي تضع الحشرات بيوضها فيها، ونشر النصائح حول كيفية تجنب العض من البعوض -على سبيل المثال ارتداء ملابس تغطي أغلب الجسم واستخدام المواد الطاردة للحشرات.

في الوقت الذي يشكل السفر الدولي من البلدان المتأثرة بزيكا احتمالًا لانتشار الفيروس خارج الأمريكتين والبحر الكاريبي، فمن المهم أن ننوه بأن ظهور العدوى في بلد ما لا يعني بأنه سيصبح منشأً للأوبئة، حيث لا يمكن لفيروس زيكا أن ينتقل من شخص إلى أخر، فانتقاله يحتاج لوجود البعوض.

من الممكن للبلدان التي لديها هذه الحشرات أن تبذل جهودًا للحد من احتمال تفشي الوباء، وذلك بتحديد سريع للحالات وحمايتها من عقصات البعوض المقيم، الأمر الذي قد ينشر الفيروس.


 

المصدر