استطاعت أكبر دراسة عالمية على مرض ألزهايمر، المسماة بالمشروع الجيني العالمي لألزهايمر، أن تحدد إحدى عشرة منطقة من الجينوم مسؤولة عن هذا المرض.

قدمت الدراسة لمحة عامة عن الآليات الجزيئية المسؤولة عن المرض، فاتحة بذلك مجالاً أكبر لفهم واستيعاب الفيزيولوجيا المرضية لألزهايمر.

في عام 2009، تم تحديد عشرة جينات مسؤولة عن ألزهايمر، بالرغم من ذلك فإن قابلية الإصابة بالمرض بقيت غير مفسرة.

في فبراير 2011، اجتمع قادة أكبر فرق بحث في مجال جينات ألزهايمر للعمل معًا وتسريع الحصول على النتائج.

مع دعم المركز الوطني للتقدم العمري وآخرين تم في أقل من ثلاث سنوات التوصل لعدد من الجينات أكثر مما تم التوصل إليه في العشرين سنة الماضية.

حيث جمعت معلومات عن 74,076 حالة (بين حالة مريض وشاهد) من خمس عشرة دولة وتم اكتشاف إحدى عشر جينة بالإضافة لما سبق اكتشافه، وتحديد ثلاثة عشر جيناً يُنتظر التأكد للبتّ في أمرها.

الجينات الجديدة المكتشفة قد تساهم في فتح آفاق جديدة لدراسة أسباب ألزهايمر.

على سبيل المثال، وجد أحد أهم الجينات في المنطقة HLA-DRB5/DRB1 من معقد التوافق النسيجي.

هذا الاكتشاف مثير للاهتمام لعدة أسباب.

أولاً أنه يقترح تدخل الجهاز المناعي في آلية ألزهايمر.

بالإضافة إلى أن ذات المنطقة قد تم ربطها بأمراض تنكسية عصبية أخرى، التصلب المتعدد وباركنسون.

بعض الجينات المحددة حديثًا معروفة الصلة بيولوجيًا مع ألزهايمر، منها المناطق المسؤولة عن تشكيل الأموليد وبروتين تاو.

كما إن دور الرد المناعي والالتهاب قد ضمّن مسبقًا في دراسات سابقة، مثل الهجرة الخلوية ونقل المواد الدهنية والالتقام الخلوي.

وتوجد فرضيات حديثة تظهر دورًا للمشابك العصبية في الحصين، والنقل العصبي عن طريق محور الخلية العصبية، بالإضافة لوظائف الخلايا الدبقية والنخاعية في الآلية الإمراضية لألزهايمر.

كل ذلك يدل أن هذا المرض يحتاج تعاونًا عالميًا في مجال البحث والدراسة للوصول إلى حلول لأكبر مشاكله.

تقول إحدى الباحثات “في كل جينة نحدد أثرها على آلية المرض نحصل على معلومات تزيد من فهمنا للمرض وتعطينا نظرة مستقبلية لتطوير نواح علاجية، و تعطيل تقدم المرض، حيث لا يمكن علاجه بشكل نهائي لأن الجينات تقوم بالتعبير عن المنتجات المرضية قبل ظهور الأعراض السريرية والضرر الدماغي.”

ويضيف باحث آخر “إن هذه الدراسة كشفت لنا مسارات مرضية وجينات جديدة مسؤولة عن عته ألزهايمر، لكن لابد من الاستمرار في العمل لفهم كيفية عمل هذه الجينات في حالة الصحة والمرض، وربما نتوصل لعلاج لهذه الجينات والجزيئات.

وسنستمر في دراسات جديدة ونضم المزيد من المرضى للوصول إلى جينات وآليات غير مكتشفة بعد.”