تعد متلازمة القولون العصبي أو القولون المتهيج IBS اضطرابًا مزمنًا في الجهاز الهضمي يصيب 11% تقريبًا من البالغين حول العالم. تنتشر الكثير من المعتقدات الخاطئة حول متلازمة القولون العصبي ونورد في هذا المقال دحضًا لبعضها.

تشمل أعراض القولون العصبي ما يلي:

  •  ألم في المعدة.
  •  زيادة في الغازات.
  •  نفخة.
  •  حاجة ملحة ومفاجئة لاستخدام المرحاض.
  •  تغير في عادات الأمعاء.

سيساعدنا في دحض بعض هذه الخرافات الشائعة طبيب الهضمية أشكان فرهادي الذي يعمل في مركز ميموريال الطبي للرعاية الصحية على ساحل أورانج في فاونتن فالي في كاليفورنيا، وطبيبة الهضمية في مستشفى جامعة كانساس مولي جاكسون.

1- سبب المتلازمة معروف

يقول فرهادي إنه رغم اكتشاف الدراسات المزيد حول القولون العصبي، فإننا نجهل السبب فعلًا. تحفز بعض الأطعمة مثل منتجات الحليب والأطعمة الحارة الأعراض، لكنها لا تسبب الاضطراب نفسه

وأشار أيضًا إلى أن متلازمة القولون العصبي التي تظهر بعد الإصابة بعدوى قد تسببها البكتيريا مثل العطيفة الصائمية Campylobacter jejuni.

2- يسبب التوتر متلازمة القولون المتهيج

اقترحت الأبحاث أن مستويات التوتر النفسي تؤثر في تركيبة جراثيم الجهاز الهضمي وتؤدي دورًا أساسيًا في المتلازمة عبر المحور الدماغي المعوي.

وأضاف الطبيب فرهادي أن الناس الذين لا يعانون من IBS يواجهون مقدارًا مماثلًا من التوتر، ما يعني أن الطريقة التي يتعامل بها الأشخاص مع التوتر هي العامل المؤثر في تعرضهم لأعراض القولون العصبي التوتر ذاته.

ذكر أيضًا أنه عندما يكون الشخص متوترًا يزداد عدد الخلايا الصارية (البدينة) في أمعائه، لذا لا يقتصر تأثير التوتر في زيادة إطلاق الهرمونات والوسطاء في الأمعاء، بل يغير أيضًا البنية التشريحية للأمعاء فيجعلها أكثر حساسية للتوتر.

يستمر هذا التأثير حتى بعد انتهاء فترة التوتر، وبذلك يستمر تحريض التوتر لأعراض القولون العصبي حتى بعد زواله، وهذا أمر شائع جدًا لدى مرضى IBS.

ذكر فرهادي أيضًا في إحدى الدراسات التي أجراها وجود علاقة بين الوعي الذاتي والتخفيف من أعراض القولون العصبي.

أشارت إحدى الدراسات السابقة إلى أن العوامل النفسية والاجتماعية والوراثية قد تؤثر جميعها في تطوير أعراض القولون العصبي.

3- يشخص الأطباء متلازمة القولون العصبي بإجراء اختبارات مكلفة

يمكن تشخيص IBS دون الحاجة إلى اختبارات باهظة الثمن، إذ يستطيع الأطباء تشخيص IBS عبر المعايير السريرية الصحيحة، بدقة تصل إلى 97% في خمس سنوات، ولا يوجد أي اختبار طبي يملك مثل هذه الدقة.

ذكرت الطبيبة جاكسون أن الأطباء يستخدمون معيار روما الرابع: إذ يبلِغ مرضى القولون العصبي عن أعراض ألم في المعدة مرة أسبوعيًا على الأقل وسطيًا، مع تغير في عدد مرات التغوط وشكل البراز، وارتياح أو تفاقم الألم المعدي مرتبط بالتغوط.

ذكرت أيضًا وجود أنماط فرعية من IBS، وقد يعاني المريض بصورة أساسية من الإسهال أو الإمساك أو نمط مختلط بين الاثنين. يعاني المرضى أيضًا من النفخة لكنها لا تدخل في عملية التشخيص.

4- القولون العصبي قابل للعلاج

توجد طرق مختلفة لعلاج القولون العصبي، كمزيج من الأدوية الموصوفة وتعديلات على نمط الحياة ملائمة لحالة كل شخص.

يؤكد فرهادي أن العلاج في الغالبية العظمى من الحالات رخيص وبسيط، ويشمل ذلك تناول الألياف والمتممات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية وراحة البال.

يعتمد اختيار الأدوية على مبدأ التجربة والخطأ، لكنها تساعد على التخفيف من الأعراض التي تسببها متلازمة القولون العصبي، إضافةً إلى تدخلات علاجية أخرى.

أشار فرهادي إلى أنه في نهاية المطاف، لا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة القولون العصبي، وتعمل الأدوية أحيانًا مثل ضمادة للتخفيف من الأعراض. ويحرص الطبيب على وصف الأدوية مثل المضادات الحيوية التي تحد من فرط نمو الجراثيم.

5- متلازمة القولون العصبي غير شائعة ولا تؤثر على جودة الحياة

تصف جاكسون المتلازمة بأنها اضطراب مزمن ومنهك في تفاعلات الدماغ والأمعاء. وأكدت أيضًا أن نسبة انتشارها في أمريكا الشمالية تبلغ 10-15%، وترتبط بارتفاع تكاليف الرعاية الصحية ما يؤثر تأثيرًا كبيرًا في جودة الحياة.

سلطت إحدى الدراسات الضوء على الآثار السلبية للقولون العصبي التي وصفها المرضى قائلين أنهم مستعدون للتخلي عن 10-15 سنة من عمرهم المتوقع لقاء علاج شافٍ لمرضهم.

6- تفيد جميع أنواع التمارين في التخفيف من حالة القولون العصبي

أكد الطبيب فرهادي أن بعض أنواع التمارين مفيدة فعلًا، لكن آثار التمارين متباينة. فلا تخفف التمارين التنافسية من التوتر بل على العكس، كما يحدث أثناء رفع الأوزان في النادي الرياضي لوجود الكثير من الأمور التي يجب على المتمرن التفكير بها.

ذكر أيضًا أن الكثير من العدائين يعانون من الإسهال بعد الركض لفترات طويلة، وحذر من أن ذلك يفاقم أعراض القولون العصبي.

7- التأمل مفيد

تشير بعض الدراسات إلى أن التأمل قد يفيد في التخفيف من أعراض القولون العصبي، لكن ذلك ليس مؤكدًا بعد.

ذكرت جاكسون أن العلماء يواصلون دراسة المحور الدماغي المعوي الميكروبي، والدور الذي يؤديه في متلازمة القولون العصبي، وأضافت أن العلاجات النفسية الموجهة لعلاج الاضطرابات الهضمية أظهرت فائدة في تحسين أعراض القولون العصبي، إذ وجد أن التأمل والتركيز الذهني يساعدان على تحفيز التغيرات في الدماغ وطريقة معالجة الأفكار والأحاسيس والاستجابات الشعورية، ويؤثر ذلك إيجابًا في فهمنا وتفسيرنا للإشارات الهضمية، ويخفف ذلك من أعراض القولون العصبي.

يختلف تأثير التأمل بحسب نوعه وبحسب الشخص. وينصح الطبيب فرهادي بالتأمل بدون تركيز الذي يتضمن المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا في نفس الطريق حتى يصبح الأمر مملًا لدرجة أن الشخص يتوقف عن الانتباه إلى ما حوله، لكن يحتاج هذا النوع من التأمل إلى الكثير من التدريب.

8- الامتناع عن تناول اللاكتوز مفيد

وجد أحد الأبحاث الحديثة أنه مع أن الكثير من مرضى القولون العصبي لديهم عدم تحمل للحليب، فلا توجد علاقة حاسمة بين القولون العصبي وعدم تحمل اللاكتوز.

يعاني ثلثي سكان العالم من عدم تحمل اللاكتوز، لذلك من المنطقي أن يحتمل ترافق القولون العصبي مع الحساسية من اللاكتوز. ويعني هذا أن الامتناع عن تناول منتجات الحليب ربما يساعد في التخفيف من الأعراض الهضمية.

يربط الكثير من مرضى القولون العصبي أعراضهم بالطعام ويحاولون التخفيف منها عبر تجنب تناول أطعمة محددة. يساعد في ذلك اتباع حمية الإقصاء التي تتضمن حذف عدة أطعمة من النظام الغذائي وإضافتها من جديد تدريجيًا لتحديد الأطعمة المحفزة للأعراض.

يعد النظام الغذائي قليل الكربوهيدرات FODMAP من أكثر الحميات دراسةً، يؤدي تناول هذه الأطعمة إلى زيادة في الغازات والنفخة وتحريض الأعراض المرتبطة بتناول الطعام لدى مرضى القولون العصبي.

تُعد منتجات الحليب غنية بالكربوهيدرات وقد تكون محفزًا غذائيًا لبعض المرضى أو الكثير منهم، لكن ذلك لا ينطبق على جميع الحالات على حد تعبير الطبيبة جاكسون.

9- العلاجات الطبيعية مفيدة للقولون العصبي

أظهرت العلاجات الطبيعية مثل زيت النعناع والهال نتائج واعدة في التخفيف من أعراض القولون العصبي والقرحة المعدية، لكن تُعد الأبحاث حولها محدودة فربما لا تكون مفيدة لكل الحالات.

ذكر فرهادي أن النعناع وبذور الهال الأسود تُعد مرخيات عضلية للأمعاء، لذلك تحسن من الأعراض. وأضاف أن المرضى يستطيعون تناول هذه العلاجات بشرط ألا تحتوي على مواد كيميائية قوية، وينصح بمراجعة الطبيب قبل البدء بخط علاجي جديد.

10- يساعد الصيام في التخفيف من أعراض القولون العصبي

يساعد تقليل عدد مرات تناول الطعام يوميًا على تقليل عدد مرات اختبار الأعراض يوميًا، لكن لا يُعد ذلك حلًا ناجعًا بالضرورة. بينما يفيد الصيام في أمور أخرى مثل خسارة الوزن وتحسين الذاكرة.

11- تناول الألياف مفيد

ذكر الطبيب فرهادي أن تناول الألياف يساعد على التخفيف من الإمساك المزمن، لكن زيادة تناولها يؤدي إلى النفخة بسبب فرط الغازات في الأمعاء، وينصح بتناول حفنة من الألياف المنحلة بالماء مثل بذور القطونة التي تعد من البريبايوتيكس مع ملعقة من اللبن اليوناني الذي يعد متممًا غذائي.

12- يوجد نظام غذائي خاص بالقولون العصبي

يقول فرهادي إنه لا توجد أي حمية مخصصة للقولون العصبي، وأضاف أن الحميات تتكيف حسب احتياجات كل فرد وتكون ديناميكية، فلا يمكن وضع حمية واحدة لأشخاص مختلفين ولا توجد حمية مخصصة لكل الأوقات أيضًا.

اقرأ أيضًا:

دراسة جديدة تقترح سبب الألم في متلازمة القولون العصبي

بكتيريا محددة في الأمعاء مرتبطة بمتلازمة القولون العصبي

ترجمة: بشار ياسر محفوض

تدقيق: يمنى عيسى

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر