القيم الغذائية المرجعية سلسلة قيم تحدد المتطلبات اليومية الغذائية الموصى بها، والحد الأدنى من الاحتياجات اليومية، والكميات اليومية القصوى المسموح بها لكل عنصر غذائي. طوّرها معهد الطب التابع للأكاديميات الوطنية في منتصف التسعينيات. يُعرف اليوم باسم قسم الصحة والطب في الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب.

لدى كندا والمملكة المتحدة قيم مرجعية غذائية مماثلة.

توجد قيم غذائية مرجعية للفيتامينات والمعادن والدهون والبروتينات والألياف والسكريات وحتى الماء. القيم الغذائية المرجعية مفيدة جدًا لاختصاصيي التغذية الذين يصِفون أنظمة غذائية لأن هذه القيم تساعدهم في تصميم أنظمة وجبات متوازنة تتيح للمستهلكين والعملاء الحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها كل يوم.

تختلف القيم الغذائية المرجعية حسب العمر والجنس. لكن لا ينطبق ذلك على كل العناصر الغذائية. فمثلًا، تتنوع القيم الغذائية المرجعية للحديد كثيرًا حسب العمر والجنس، مقارنةً بالسيلينيوم الذي يملك نفس القيم الغذائية المرجعية لجميع المراهقين والبالغين. وُضعَت أيضًا قيم غذائية مرجعية للنساء الحوامل أو المرضعات لأنهن عادة ما يتطلبن قدرًا أكبر قليلاً من معظم العناصر الغذائية.

المكونات الخمس للقيم الغذائية المرجعية

1- المتوسط المقدر للمتطلبات EAR:

هو متوسط المدخول الغذائي اليومي المقدَّر لتلبية متطلبات نصف الأفراد الأصحاء الذين هم جميعًا من نفس الجنس والعمر. غالبًا يستخدمه اختصاصيو التغذية عند حاجتهم إلى وضع أنظمة غذائية لمجموعات كبيرة والباحثون في مجال التغذية. أي لا يحتاج المستهلك العادي إلى إعارته أي اهتمام.

2- المدخول الغذائي الموصى به RDA:

أحد القيم الغذائية المرجعية الذي يمثل متوسط مستويات المدخول الغذائي اليومي التي تلبي الاحتياجات الغذائية لـ98٪؜ ممن لديهم نفس الجنس والعمر.

تفيد هنا معرفة المتوسط المقدر للمتطلبات، إذ تُحسَب الكمية الغذائية الموصى بها منه لأي عنصر غذائي معين.

أهم ما في المدخول الغذائي الموصى به أنه عند تحقيق قيمته المطلوبة يوميًا لعنصر غذائي معين، سيجعل الفرد بعيدًا كل البعد عن عوز ذلك العنصر الغذائي.

كمثال للتوضيح، يبلغ المدخول الغذائي الموصى به لفيتامين C خمسة وسبعين ميليغرام في اليوم للنساء. وعند تناول المرأة ما يكفي من الأطعمة الحاوية على فيتامين C لتحقيق ذاك الرقم، سيصبح جسمها وفيرًا به. يتطلب الأمر تناول بعض الفواكه والخضراوات كل يوم.

3- المدخول الكافي AI:

أحد القيم الغذائية المرجعية وهو مشابه للمدخول الغذائي الموصى به لكن ليس بدقته لأن علماء التغذية لم يستطيعوا وقتها ابتكار كل من المتوسط المقدر للمتطلبات والمدخول الغذائي الموصى به. ومع إنه ليس دقيقًا كفايةً، يبقى المدخول الكافي مبنيًا على أساس علمي جيد، لذا فهو تقدير رائع لتنظيم وجبات الطعام.

فمثلًا، المدخول الكافي من البوتاسيوم 3400 ملغ للرجال و 2600 ملغ للنساء ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و 50 عامًا، وطبعًا لا ينطبق هذا الرقم على من يعانون خللًا بطرح البوتاسيوم. يُعد المدخول الكافي قيمة ممتازة يُعتمَد عليها لتنظيم الوجبات الغذائية. ومثل فيتامين C، تناول ما يكفي من الفواكه والخضراوات، يلبي قيمة المدخول الكافي منه دون أي مشاكل.

4- المستوى الأقصى المقبول UL:

أحد القيم الغذائية المرجعية الذي يمثل أكبر كمية يمكن تناولها من عنصر غذائي معين دون التأثير على صحة أشخاصٍ من نفس العمر والجنس. المستوى الأقصى المقبول هو الأهم في حال تناول المكملات. ليس شائعًا فرط كمية عنصر غذائي بمجرد تناول الطعام. لكن ستغدو عديد العناصر الغذائية خطيرة إذا أُخذِت بكميات كبيرة بمرور الوقت.

تجب مناقشة المدخول الغذائي مع اختصاصي تغذية أو طبيب للتأكد من عدم تناول كميات مفرطة قد تكون ضارة بالصحة. فقد يسبب الإفراط في تناول بعض العناصر الغذائية مشكلة حقيقية.

وكمثال على المستوى الأقصى المقبول هو فيتامين A. قد يؤدي استهلاك أكثر من ثلاثة آلاف ميكروغرام في اليوم إلى التسمم به إضافة إلى مشكلات كبدية. والنساء الحوامل المفرطات بأخذ فيتامين A يوميًا أطفالهم أكثر عرضة للإصابة بعيوب خلقية معينة.

5- مدخول الحد من مخاطر الأمراض المزمنة CDRR:

أضيف مؤخرًا للتغلب على القيود المتعلقة بتناول المغذيات وخطر الأمراض المزمنة. وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة.

لا يحل محل القيم الغذائية المرجعية الأخرى، بل يغير طريقة تقييم الأدلة على مخاطر الأمراض المزمنة وعلاقة ذلك بالقيم الغذائية المرجعية. باختصار، يسمح ذلك باقتراح المغذيات التي يُتوقَّع أن تقلل خطر الإصابة بأمراض مزمنة. كان الصوديوم والبوتاسيوم أول مغذيين قُيّما في هذا النموذج الموسع من القيم الغذائية المرجعية.

كيفية الاستفادة من القيم الغذائية المرجعية

بالطبع سيعرف اختصاصي التغذية ذلك بدقة، لكنها مفيدة أيضًا للمستهلك العادي الذي يحاول فقط معرفة الأطعمة التي يجب تناولها كل يوم. فالعودة إلى القيم الغذائية المرجعية وتتبع القيمة الغذائية للأطعمة التي يستهلكها، تتيح له معرفة حصوله على كفايته من جميع العناصر الغذائية الأساسية.

قبل أن يصبح الإنترنت جزءًا يوميًا من حياتنا، صَعُبَ ذلك. لكن اليوم مع مواقع مثل عدادات السعرات الحرارية و MyPlate، كل ما يجب فعله إعداد ملف تعريف، وكتابة الأطعمة المتناولة (أو المخطط لتناولها) كل يوم وسيحدد الموقع ذلك كله.

مقارنة القيم الغذائية المرجعية DRIs مع القيم اليومية DVs

صُمِّمت القيمة اليومية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمساعدة المستهلكين على معرفة المزيد عن العناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة المعلبة التي يشترونها. إن القيمة اليومية مشابهة للمدخول الغذائي الموصى به أو للمدخول الكافي، ولكن ليس هو نفسه دائمًا لأنه لا يضع العمر أو الجنس بعين الاعتبار. بدل ذلك، تستند القيم اليومية إلى مدخول السعرات الحرارية اليومية، وعند النظر إلى ملصقات المكونات الغذائية للأطعمة، تظهر القيم اليومية بشكل نسبة مئوية《% DV》 ما يتيح معرفة النسبة المئوية من القيمة اليومية لهذه العناصر الغذائية التي تلبيها وحدة من هذا المنتج الغذائي.

ملصقات المكونات الغذائية مطلوبة لجميع الأطعمة المعلبة، ولكن لن تذكر جميع العناصر الغذائية. غالبًا ستظهر السعرات الحرارية والدهون والكوليسترول والدهون المتحولة والسكريات والبروتينات والكربوهيدرات والألياف والكالسيوم والحديد والصوديوم وفيتامين A وفيتامين C. وأحيانًا مزيد الفيتامينات حسب الشركة المصنعة للمواد الغذائية.

اقرأ أيضًا:

هل تحسن الفيتامينات المتعددة صحتك بالضرورة؟

القيمة الغذائية لبدائل اللحوم أقل مما يُروج له!

ترجمة: شهاب شاعر

تدقيق: رغد أبو الراغب

المصدر