صرَّح الرئيس السابق لبرنامج الولايات المتحدة الحكومي السري للبحث في مشاهدة الأجسام الغريبة (UFO) مؤخرًا لوسائل الإعلام، صرَّح بإمكانيَّة وجود حياةٍ فضائيَّة.
في الوقت ذاته، جمعت الشركة ذات المنفعة العامَّة حوالي 2.2 مليون دولار للبحث في حقيقة “التكنولوجيا الغريبة” المرتبطة بـ “الظواهر الجويَّة مجهولة الهويَّة”.

يقول لويس إيليزوندو (Luis Elizondo) الرجل الذي قاد برنامج البنتاغون المتقدم لتحديد التهديدات الطيرانيَّة، في لقاءٍ مع الـسي إن إن: “رأيي الشخصي أنه لدينا دليلٌ مقنعٌ يشير إلى أننا لسنا بمفردنا”.

هذا وقد قال إيليزوندو أن البرنامج قد وجد الكثير من المركبات الجويَّة الغريبة أثناء فترة عمله، وصرّح: “هذه الطائرات ــ سنسمّيها طائرات ــ تُظهر خصائص ليست متوفرة في مخازن الولايات المتحدة، ولا عند أيّ مخازن أجنبيَّة نعلم بها”.

وفي مقابلةٍ منفصلةٍ أخرى مع الإذاعة الوطنيَّة العموميَّة(NPR)، يقول إيليزوندو أن ملاحظاته لا تعني بالضرورة أنَّ الطائرات تلك كانت فضائيَّة؛ لأنَّ تركيزه كان منصبًّا حول دراسة الأخطار المتوقعة على الأمن القوميّ.

ونقتبس من كلامه مع الإذاعة الوطنيَّة العموميَّة: “إذا كنت تسأل عن رأيي الشخصي هنا، انظر، يجب أن أكون صريحًا معك، لا أدري من أين أتت، لكننا متأكدون أنها ليست من هنا،”، ليضيف في موقعٍ آخر : “الآن، هل يعني ذلك أنها من ‘هناك’؟، سواءً كانت قد أتت من روسيا أو الصين، أو من الأقزام الخضر المريخيين، أردت أن أبقى بعيدًا عن تلك التكهنات؛ لأنني وددت التركيز على العلم الخام: ماذا نرى؟، وهل يشكل ذلك تهديدًا على الأمن القوميّ؟”.

قدَّم إيليزوندو استقالته من برنامج وزارة الدفاع في الرابع من أكتوبر الفارط، وما كتبه في رسالة استقالته كان أمرًا جديرًا بالاهتمام، حيث قال: “التقارير العديدة من البحريَّة والمصالح الأخرى بخصوص رصد أنظمة جويَّة غير اعتياديَّة تتداخل مع أنظمة تسليحنا العسكريَّة، وتُظهر قدراتٍ تكنولوجية أكبر من أسلحة الجيل القادم”، وذلك حسب نيويورك تايمز.

جمع التبرعات لبحوث “الظواهر الجويًّة”:

أسس إيليزوندو بمشاركة مسؤولين سابقين بوزارة الدفاع ــ كريستوفر ك.ميلون (Christopher K. Mellon)، وهارولد إي.بوتهوف (Harold E. Puthoff) ــ مشروعًا أُطلق عليه اسم “أكاديميَّة إلى النجوم للفنون والعلوم”، الذي يطمح إلى البحث في “العلوم والتكنولوجيات الغريبة”، حسب ما ذُكر في موقع المشروع.

يقول موقع المنظمة: “نحن نؤمن بوجود أدلةٍ موثوقةٍ كافيةٍ لظواهر جويَّة غير محددة الهويَّة تؤكد وجود تكنولوجيا غريبة بإمكانها إحداث ثورةٍ للتجربة البشريَّة”، وقد جمعت الشركة قرابة 2.2 مليون دولار من 2500 مستثمر.

وقد ظهرت تصريحات إيليزوندو في خضمّ المعلومات المكشوف عنها مؤخرًا حول مشروع حكومي أمريكي سري، بتكلفةٍ تصل إلى 22 مليون دولار، وذلك للبحث في حقيقة الأجسام الغريبة بين سنتي 2007 و 2012.

البرنامج لا يزال ساريَ المفعول حسب صحيفة التايمز، رغم ذلك، قالت وزارة الدفاع أنها قد تخلَّت عن المشروع نظرًا لنقص التمويل.

كما كشف طيَّارون من الجويَّة الأمريكيَّة مؤخرًا عن مصادفتهم لجسمٍ غريب خلال مهمة تدريبيَّةٍ في سواحل مدينة سان دييغو (San Diego) سنة 2004، ويقول القائد ديفيد فرافور (David Fravor) في مقابلةٍ مع ذا تايمز: “لقد انطلقت بطريقةٍ لم أرها من قبل أبدًا”، كما ينشر مشروع “إلى النجوم” هذه التقارير بشكلٍ دائمٍ على موقعه.
يقول موقع المشروع: “يهدف مشروع إلى النجوم إلى فحص العلوم التي اختنقت بسبب الإيديولوجيا السائدة والقيود البيروقراطيَّة”.

وحسب الموقع، فإنَّ المشروع يخطط إلى المزج بين العلوم، الطيران والترفيه للعمل بشكلٍ جماعيّ من أجل منح الباحثين الموهوبين حريَّة استكشاف العلوم والتكنولوجيا الغريبة.

كائنات فضائيَّة تصطادها الحكومات (والثقافة الشعبيَّة):

بينما نبقى بعيدين عن تأكيد وجود حياةٍ فضائيَّةٍ ذكيَّة، بحثت حكومة الولايات المتحدة الأمريكيَّة عن الأجسام الغريبة (UFO) من خلال العديد من البرامج الأخرى.

وتضمن ذلك مشروع “العلامة – Sign” (في الأربعينات من القرن العشرين)، مشروع “الضغينة – Grudge” (في الأربعينات والخمسينات من نفس القرن)، والمشروع الأكثر شهرة “الكتاب الأزرق – Blue Book”، الذي استُغني عنه سنة 1969.

في سنة 2016، نشرت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) العديد من الوثائق السريَّة المتعلقة بالأجسام الغريبة (UFO).

في نفس الوقت، تبقى المشاريع المستقلَّة آذانها مفتوحةً لاستقبال إشارات راديويَّة يمكن شرحها عبر وجود كائناتٍ فضائيَّة ذكيَّة، ويتضمَّن ذلك مشروع البحث عن الذكاء الفضائي (SETI)، ومشروع الاستماع المتقدم (Breakthrough Listen).

يجدر بالذكر ظهور اسم مشروع الاستماع المتقدم كثيرًا في الفترة الأخيرة، وذلك نظرًا لمراقبته جسمًا بينجميًّا دخل نظامنا الشمسيّ، لكن لم يأتِ ذلك البحث بجديدٍ يُذكر.

كما يبحث العلماء أيضًا عن حياةٍ فضائيَّة مجهريَّة، ناسا على سبيل المثال، لها مشروعٌ في البيولوجيا الفضائيَّة يطمح إلى تعلُّم الطرق التي تتمكن من خلالها الميكروبات من البقاء تحت ظروفٍ صعبةٍ على أقمار متجمدة مثل يوروبا (قمر ينفث المياه من سطحه المتجمد قرب المشتري)، أو إنسيلادوس (قمر زحل الذي به العشرات من ينابيع المياه)، والبحوث عن حياةٍ سابقة تتواصل في المريخ كذلك، مع الرحلة المرتقبة إلى الكوكب الأحمر سنة 2020، والتي صُممت لأخذ عيَّناتٍ مباشرة من سطح الكوكب بمواقع قد تكون الميكروبات المريخيَّة عاشت فيها.

الحياة الفضائيَّة موضوع اهتمامٍ عالٍ في الثقافة الشعبيَّة مؤخرًا كذلك، حيث نجد كلًا من سلسلتي “ستار تريك – Star Trek”، و”حرب النجوم – Star Wars” المشهورتين اللتين طرحتا العديد من الأفلام في صالات العرض خلال السنوات القليلة الماضية.

وخلال سنة 2017 فحسب، تمكن عشاق حرب النجوم من رؤية فيلم “الجيداي الأخير – The Last Jedi”، بينما حصل متتبعُّو ستار تريك على سلسلةٍ تلفزيونيَّةٍ جديدة بالكامل تحت اسم “ستار تريك ديسكوفري – Star Trek Discovery”.

هذا وقد شهدنا كذلك ظهور فيلم ناجحٍ سنة 2016، يحمل اسم “الوافد – Arrival” الذي يستكشف ما الذي قد يحدث في حال قدوم فضائيين إلى الأرض.


  • إعداد: وليد سايس
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • المحرر: عامر السبيعي
  • المصدر