الكوليرا مرض معدٍ تسببه جراثيم تسمى ضمة الكوليرا، وقد يُصاب بها الطفل إذا تناول طعامًا أو شرب ماء ملوثًا بها.

لا تسبب بعض أنواع الضمات الكوليرا، ولكنها قد تسبب الإسهال والتهابات الدم والجلد.

الكوليرا مشكلة صحية في العديد من الدول النامية، فهي شائعة في إفريقيا، وجنوب آسيا، وأمريكا اللاتينية، ونادرة في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة.

تُعد المأكولات البحرية الملوثة التي يجلبها المسافرون معهم إلى داخل البلاد سبب تفشي بعض الحالات في الولايات المتحدة.

لا تظهر أعراض واضحة على معظم المصابين بالكوليرا؛ لأن الأحماض الموجودة في المعدة والسبيل الهضمي تقتل كميات قليلة من جراثيم الكوليرا.

يستمر وجود الجراثيم في البراز مدة 7 إلى 14 يومًا، وهي الفترة التي يعدي بها المصابون أشخاصًا آخرين، خاصةً عند إهمال عادات النظافة.

ما مسببات الكوليرا عند الطفل؟

توجد جراثيم الكوليرا غالبًا في إمدادات المياه الملوثة بسبب التخلص غير الصحي من البراز، ونادرًا ما تنتقل العدوى بها من شخص إلى آخر.

أشيع طرق انتقال العدوى هي شرب الماء أو تناول الطعام من:

  •  إمدادات مياه المدينة.
  •  الثلج المصنوع من مياه المدينة.
  •  الأطعمة والمشروبات المشتراة من الباعة الجوالين.
  •  خضراوات مروية بمياه الصرف الصحي.
  •  الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا والمأخوذة من المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي.

ما أعراض الكوليرا عند الطفل؟

يعاني معظم الأطفال الذين لديهم أعراض الكوليرا اضطرابًا خفيفًا إلى متوسط في المعدة، ويعانون في الحالات الأشد التقيؤ والإسهال المائي الذي يسمى براز ماء الأرز، ما قد يسبب الجفاف.

تشمل العلامات المبكرة، الجفاف والعطش وجفاف الفم، وغؤور العينين (انزياح العين إلى داخل المحجر)، ونقص الإدرار البولي، أما في الحالات الشديدة عندما لا تُعوض السوائل المفقودة، فقد تحدث مضاعفات خطيرة جدًا، من بينها الاختلاج، والصدمة، والغيبوبة.

يشيع حدوث الإسهال المائي المصحوب بتشنجات في البطن في إصابات الأنواع الأخرى من جراثيم الضمات غير الكوليرا، وقد تشمل الأعراض الأخرى الصداع، والقشعريرة، والحمى الخفيفة، والتقيؤ، وقد يكون الإسهال الذي تسببه هذه الأنواع من الضمات دمويًا مصحوبًا بالمخاط.

الإصابات الجلدية عادةً مؤلمة جدًا ومصحوبة باحمرار وتورم، فالحمى عرض شائع، وقد تتشكل بثور كبيرة في الإصابات الأخطر.

تسوء حالة الطفل عندما تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم، وقد نجد عندئذ نزفًا في الجلد، وانخفاضًا في ضغط الدم، وصدمة.

قد تشمل العلامات والأعراض الأخرى ما يأتي:

  •  زيادة شديدة في معدل ضربات القلب.
  •  جفاف الأغشية المخاطية.
  •  انخفاض شديد في ضغط الدم.
  •  تشنجات عضلية.

قد يؤدي الجفاف الشديد إلى الصدمة والوفاة إذا لم يعالج، ضعيفو المناعة هم الأكثر عرضة لخطورة الوفاة.

كيف تُشخص الكوليرا عند الطفل؟

سوف يسأل الطبيب عن صحة الطفل سابقًا ورحلات السفر التي قام بها، وسيحتاج الطفل أيضًا إلى فحص واختبارات دموية.

قد تكشف الفحوصات المخبرية عن وجود بكتيريا الضمة في براز الطفل أو جروحه أو دمه.

كيف تُعالج الكوليرا عند الطفل؟

يجب طلب استشارة الطبيب عند ملاحظة أن الإسهال أسوأ من المعتاد أو شديد ومائي ومصحوب بقيء.

سوف يقرر الطبيب العلاج الأمثل للطفل بناء على:

  •  عمر الطفل.
  •  تاريخه الصحي العام والطبي.
  •  شدة المرض.
  •  قدرة الطفل على تحمل أدوية أو إجراءات أو علاجات معينة.
  •  المدة المتوقعة لاستمرار المرض.
  •  رأي الوالدين وما يفضلانه.

قد يحتاج الطفل إلى الإماهة بالسوائل، وقد يصف له الطبيب المضادات الحيوية لمساعدته على التحسن بسرعة.

يحتاج الأطفال المصابون بالجفاف بسبب الكوليرا إلى الإماهة مباشرة بمحاليل فموية مصنوعة لهذا الغرض خاصة ومتاحة دون وصفة طبية.

قد يحتاج الأطفال المصابون بحالات متوسطة إلى شديدة إلى السوائل الوريدية، وقد يُعطى الطفل مضادات حيوية، مثل: تريميثوبريم سلفاميثوكسازول أو دوكسيسايكلين أو التيتراسايكلن للتخلص من الجراثيم وتقصير مدة الإسهال.

قد تسيء مضادات الإسهال لسير المرض خاصة عند الأطفال الصغار، ويجب عدم استخدامها.

تتحسن الإصابة بالضمات غير المسببة للكوليرا والمسببة للإسهال دون علاج عادة في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، ولكن يجب التأكد من عدم إصابة الطفل بالجفاف.

تفيد المضادات الحيوية في الإصابات الشديدة وعلاج الالتهابات الجلدية، وتُعطى المضادات فمويًا إذا كانت الإصابة خفيفة، أما في الإصابات الأشد مثل: الالتهابات الجلدية والدموية، فتُعطى وريديًا في المستشفى.

قد يحتاج الطفل إلى عملية جراحية لتنظيف القيح والأنسجة التالفة في بعض الحالات.

ما مضاعفات الكوليرا عند الطفل؟

قد يسبب الإسهال الناجم عن الكوليرا الجفاف الشديد، ما قد يؤدي إلى الصدمة والموت إذا لم يُعالج الطفل.

ما طرق الوقاية من الكوليرا لدى الطفل؟

يُعد غسل أيدي الأطفال كثيرًا من أفضل طرق الوقاية من الكوليرا، وتُقتل جرثومة الكوليرا بغلي المياه أو ترشيحها أو معالجتها بمواد كيميائية، مثل: الكلور أو اليود، وكذلك الطهي الكافي للطعام الذي يحتوي على الجرثومة.

عند السفر إلى منطقة تتفشى فيها الكوليرا، يجب استخدام المياه المغلية أو المعالجة كيميائيًا فقط، من أجل:

  •  المشروبات، مثل: الشاي أو القهوة.
  •  تنظيف الأسنان.
  •  غسل الوجه واليدين.
  •  غسل الفواكه والخضراوات.
  •  غسل الأواني ومستلزمات تحضير الطعام.
  •  غسل أسطح العلب والزجاجات التي تحتوي على طعام أو مشروبات.

عدم السماح للطفل بأكل أطعمة أو شرب مشروبات من مصادر غير مضمونة، فأي طعام قد يتلوث، بما في ذلك:

  •  الفواكه والخضراوات.
  •  الحليب ومنتجات الألبان غير المبسترة.
  •  اللحم النيء.
  • المحار.
  •  الأسماك التي تُصطاد من الشعاب الاستوائية بدلًا من المحيطات المفتوحة.

هل يوجد لقاح للكوليرا؟

لا يوجد لقاح في الولايات المتحدة، ولكن توجد جرعتان فمويتان خارجها.

حاليًا، لا توجد دولة تشترط الجرع الفموية للدخول إلى أراضيها عندما يصلها شخص من بلد تتفشى به العدوى.

اقرأ أيضًا:

الكوليرا: أسباب هذا الداء وأعراضه وسبل الوقاية منه

وباء الكوليرا يتفشى في بعض الدول العربية، فما هي سبل الوقاية والعلاج؟

ترجمة: مرح الخرفان

تدقيق: هادية أحمد زكي

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصادر: 1 2