الكوليرا مرض مفاجئ يصيب الإنسان بعد تناوله طعامًا أو شرابًا ملوثًا بجراثيم تدعى ضمات الهيضة أو الكوليرا، يؤثر في ملايين الناس حول العالم لكنه غير شائع في الولايات المتحدة والدول المتطورة الأخرى. قد تسبب الكوليرا إسهالًا شديدًا وتجفافًا وقد تسبب الموت، وتتطلب الوقاية منها توفير المياه النظيفة ومتطلبات النظافة الشخصية.

الشيوع:

تصيب الكوليرا ملايين الأشخاص حول العالم كل سنة. تنتشر العدوى عادةً في أماكن تفتقد الأنظمة الحديثة للتصريف الصحي وتوفير المياه النظيفة، مثل الدول النامية ومخيمات اللاجئين إضافةً إلى أجزاء من الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا. يشيع حدوث فاشيات الكوليرا في المناخات الدافئة، وتحدث أحيانًا بعد الكوارث الطبيعية التي تدمر أنظمة الصرف الصحي مثل الزلازل والأعاصير.

تندر الكوليرا في البلدان المتطورة والمتقدمة صناعيًا، لكن ينبغي توعية قاطنيها حول هذا المرض وأسبابه خصوصًا المتنقلين منهم دوليًا.

الأسباب:

تنجم الكوليرا عن جراثيم ضمات الكوليرا، وتنتقل العدوى بها بين البشر من المياه الملوثة ببراز المصابين المحملة بالجراثيم، واستخدام المياه الملوثة في الشرب والطهي والغسيل يعرّض الناس لخطر العدوى.

تنمو هذه الجراثيم داخل المصاب بعد تناوله الطعام أو الشراب الملوث بها، وتحرض الأمعاء الدقيقة على إفراز السوائل مسببةً الإسهال.

قد تنتقل العدوى مباشرةً من شخص إلى آخر بصورة نادرة، لذا من الضروري غسل اليدين جيدًا للوقاية من العدوى.

تعيش جراثيم الكوليرا أيضًا في الأنهار المالحة والمياه الساحلية، وتحدث العدوى بحالات نادرة نتيجة تناول محار نيء أو غير مطبوخ جيدًا.

الأعراض:

قد تكون الإصابة بالكوليرا خفيفةً وغير عرضية، لكن تتطور أعراض شديدة في فترة تمتد بين 12 ساعةً إلى خمسة أيام لدى 10% من المصابين، ومن هذه الأعراض:

  •  إسهال، أو براز مائي غزير
  •  عطش شديد.
  •  انخفاض كمية البول.
  •  تشنجات عضلية.
  •  انفعال.
  •  إقياء.
  •  وهن.

يوصى بالتوجه إلى مقدم الرعاية الصحية عند تطور أحد أعراض الكوليرا. قد تزول الأعراض الخفيفة بمفردها بعد بضعة أيام، لكن التجفاف قد يصبح قاتلًا بسرعة، والعلاج المبكر قد يكون منقذًا للحياة.

ربما يؤدي الإسهال والإقياء الناجمان عن الكوليرا إلى فقدان كميات كبيرة من العناصر الهامة مثل المعادن والسوائل والصوديوم والبوتاسيوم، فيتطور التجفاف الذي قد يظهر بما يلي:

  •  تجفاف الأنسجة المخاطية (كالعين والأنف والفم).
  •  تسرع نبضات القلب.
  •  انخفاض بوتاسيوم الدم.
  •  انخفاض ضغط الدم.
  •  نقص مرونة الجلد الطبيعية.

وقد يؤدي التجفاف الشديد الناجم عن الكوليرا إلى حدوث:

  • فشل كلوي.
  •  صدمة.
  •  سبات.
  •  الموت.

التشخيص:

يتطلب تشخيص الكوليرا فحص عينة برازية ، أو بفحص مسحة من المستقيم. وتتوفر أشرطة غمس في مناطق انتشار الكوليرا تُمكّن الخبراء من تشخيصها بسرعة.

العلاج:

تتمثل الخطوة الأولى والأهم في التدبير في الوقاية من التجفاف وتعويض السوائل والمعادن المفقودة بأسرع وقت بوصف التالي:

  •  محاليل إماهة فموية: شرب كميات كبيرة من مزيج من الماء والأملاح والسكاكر محضر مسبقًا.
  •  سوائل وريدية: توصف في حالات التجفاف الشديدة، تُحقن فيها السوائل مباشرةً في الأوردة.

قد تتضمن التدابير الأخرى إعطاء الزنك لدى الأطفال تحت سن الخامسة، وإعطاء المضادات الحيوية. تختفي ضمات الكوليرا من الجسم عادةً خلال أسبوعين.

الوقاية:

يندر حدوث الكوليرا لدى أشخاص لم يختلطوا بأماكن بدائية التصريف الصحي. نورد تباعًا توصيات للوقاية من الإصابة بالكوليرا في أماكن انتشارها:

  •  تجنب استخدام مياه الصنبور والينابيع ومكعبات الثلج في الشرب والغسيل وتنظيف الصحون وتحضير الطعام وتنظيف الأسنان.
  •  تجنب تناول الأطعمة البحرية النيئة.
  •  شرب المياه المعلبة أو المغلية مسبقًا أو المعالجة كيميائيًا فقط، والحرص على تناول أطعمة مطهية جيدًا ومقدمة ساخنة.
  •  الحرص على تعقيم المياه: بغليها مدة دقيقة على الأقل، أو إضافة اليود بمقدار يعادل نصف غطاء العبوة، أو نقطتين من المبيض المنزلي لكل ليتر من المياه، أو استخدام أقراص الكلور.
  •  غسل الخضار والفاكهة بمياه نظيفة.
  •  غسل اليدين بالمياه النظيفة والصابون خصوصًا قبل تناول الطعام وبعد استخدام دورة المياه. أو استخدام مطهرات اليدين شرط احتوائها على الكحول بنسبة 60% على الأقل في حال عدم توفر مياه نظيفة.

يوصى قاطنو أماكن انتشار الكوليرا والمسافرون إليها بتوخي الحذر تجاه المياه المستخدمة في الشرب والغسيل وتحضير الطعام، ويمكن أن تفيد المعدات التالية:

  •  مياه معلبة.
  •  أقراص الكلور.
  •  مبيضات منزلية.
  •  أقراص اليود.
  •  الأطعمة المعلبة.

يوصى من يعانون الإسهال سواء بسبب الكوليرا أو غيرها بالتواصل مع مقدم الرعاية الصحية نظرًا لأهمية تعويض السوائل والمعادن المفقودة وتجنب التجفاف الذي قد يسبب مشاكل صحية شديدة قد تصل إلى الموت.

هل يوجد لقاح للكوليرا؟

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على لقاح وحيد للكوليرا يعطى للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 64 سنةً ويعزمون على السفر إلى أماكن انتشار الكوليرا. لكن لا يوصى بإعطاء اللقاح عادةً لأن معظم السياح لا يترددون على أماكن تفشي الكوليرا.

يوجد لقاحان آخران للكوليرا لم تصادق عليهما إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. على أية حال فاللقاحات ليست فعالةً بنسبة 100% لذا ينبغي توخي الملقحين الحذر عند التنقل واتباع التوصيات والتحذيرات.

الإنذار:

قد يزول المرض بمفرده خلال بضعة أيام، لكن يجب الحصول على عناية طبية إذا عانى المريض أعراضًا شديدةً أو تطور لديه التجفاف بهدف تعويض السوائل بأسرع وقت.

اقرأ أيضًا:

وباء الكوليرا يتفشى في بعض الدول العربية، فما هي سبل الوقاية والعلاج؟

كيف تنتشر الأوبئة؟ كيف فسر الناس انتشار الأوبئة عبر التاريخ؟

ترجمة: رضوان أحمد مرعي

تدقيق: باسل حميدي

المصدر