غالبًا ما نربط بين اللمسة الحسية والجنس. قد تقود اللمسة الحسية إلى الجنس وتكون جزءًا منه، لكنّها في الحقيقة ليست جنسية دائمًا.

اللمسة الحسية: هي لمس نفسك أو شخص آخر بلطافة، وقد يتعلق الأمر بإظهار الترابط والمودة والارتياح. لا تؤدي اللمسة الحسية بالضرورة إلى أنواع الجماع المختلفة، لكنها قد تزيد من العلاقة الحميمة.

يستخدم بعض الأشخاص اللمسة الحسية كنوع من المداعبة، بينما يفضلها البعض الآخر على النشاط الجنسي. في كل الحالات، هناك طرائق مختلفة لتمييز اللمسة الحسية المنفردة ومع الشريك.

نصائح للمسة الحسية المنفردة

قد تكون اللمسة الحسية المنفردة طريقة رائعة للاستمناء، ولكن إذا كان الشخص لا يريد ذلك، فتصلح لتكون طريقة ممتعة لقضاء الوقت، والتواصل مع الذات، وللرعاية الذاتية.

التدليك الذاتي

يُعد التدليك الذاتي تقنية رائعة للتخلص من أي آلام لدى الشخص، ويسبب أيضًا استرخاءً عضليًّا ويريح الدماغ، وقد يكون أيضًا جزءًا من اللمسة الحسية المنفردة.

ينبغي تجربة استخدام زيوت التدليك للشعور برائحة منعشة في أثناء التدليك.

مناطق إثارة الشهوة الجنسية

تتيح اللمسة الحسية المنفردة اكتشاف مناطق الإثارة الجنسية في الجسم، وهي أجزاء من جسمك تستشعر المتعة.

مع أن البعض يفكر عادة في النشاط الجنسي عندما يتعلق الأمر بمناطق إثارة الشهوة الجنسية، فإن اكتشاف هذه الأماكن الممتعة لا يعني بالضرورة الاستمناء أو الجماع.

ينبغي تمرير الأصابع على أنحاء الجسم ومحاولة اكتشاف مناطق الاحاسيس الجيدة. عند إيجادها، يجب استخدام ضغوطًا وضربات مختلفة لتحسّس ما قد يكون أفضل.

الثلج والريش والحرير

قد تكون الأدوات ذات القوام ودرجات الحرارة غير الاعتيادية وسيلة رائعة في اللمسة الحسية المنفردة. غالبًا، توجد أشياء مثل الثلج والريش والأقمشة الحريرية في المنزل، إلى جانب الأشياء الحسية الأخرى.

عند ملامسة هذه العناصر للبشرة، يجب التركيز على الإحساس. كيف تشعر؟ هل أعجبك؟ هل هو مزعج أم مهيّج؟ قد تساعد هذه الأسئلة على معرفة الملمس الذي تفضله.

الاغتسال أو الاستحمام

قد يكون الشعور بالمياه -سواء كانت رشًّا من الدّش أو في حوض الاستحمام- مثيرًا للغاية.

قد يوفر الاستحمام أو الاغتسال فرصة رائعة للمسة الحسية المنفردة. إن تنظيف البشرة باستخدام الإسفنجة أو اليدين قد يمنح شعورًا جميلًا جدًّا. للحصول على أفضل لمسة حسية يمكن الاعتماد على هذه العناصر في الاستحمام:

  • رغوة الصابون
  • حمام الفقاعات
  • أدوات التدليك
  • جل الاستحمام المعطر
  • بطانيات ناعمة

قد تجلب البطانيات الناعمة نوعًا من المتعة. سواء كان الشخص يرتدي الملابس أو لا يرتدي شيئًا، فالاستلقاء بها يمنح شعورًا رائعًا البشرة.

ينبغي التركيز على الإحساس بالنعومة، والتغطية بواحدة من البطانيات؛ ما تشعر النفس بالراحة، وقد تفيد أيضًا في أثناء القيلولة.

نصائح اللمسة الحسية للشريك

قد تكون اللمسة الحسية للشريك شكلاً مذهلًا من أشكال المداعبة. ومع ذلك، ليست بالضرورة أن تقود إلى لمس الأعضاء التناسلية على الإطلاق.

قد تكون اللمسة الحسية ممتعة بحد ذاتها، وإذا كنت لا تستطيع أو لا ترغب في الانخراط في أي نوع من النشاط الجنسي، فقد تكون هذه طريقة رائعة للتواصل والاسترخاء والاستمتاع.

قد تساعد اللمسة الحسية للشريك على التواصل معه وإظهار المودة وتلقيها والاسترخاء.

العناق

العناق طريقة تقليدية للتواصل مع الشريك. يُفرز الأوكسيتوسين أو ما يسمى هرمون العناق، عندما نحتضن بعضنا بعضًا. يساعد الأوكسيتوسين على تقوية العلاقة مع الشركاء والأصدقاء وأفراد العائلة.

إذا أراد الشخص تغيير طريقة العناق، ينبغي تجربة ذلك في أوضاع مختلفة، أو خلع الملابس قبل العناق؛ ما يزيد من الحميمية.

تدليك الشريك

قد يؤدي تدليك الشريكين لبعضهما إلى الاسترخاء بعد يوم طويل. سواء كان تدليك الظهر أو القدم أو اليدين أو فروة الرأس، فذلك يساعد على تقوية التواصل مع الشريك ويريح العضلات.

ينبغي تجربة استخدام الزيوت العطرية عند التدليك؛ ما قد يساعد على التخلص من التوتر، إضافة إلى رائحته المنعشة.

استكشاف جسم الشريك

محاولة لمس الشريك في كل مكان باستخدام الضوء بأحاسيس متفاوتة. ينبغي التحرك ببطء، والتحقق منه لمعرفة ما إذا كان أي إحساس يستهويه تمامًا، ثم معاودة الكرّة.

إن اكتشاف أماكن المتعة في الجسم أمرٌ مثيرٌ للغاية، خاصة عند القيام به مع شخص آخر.

تبادل المشاعر

دائمًا ما تكون الأغراض المنزلية ذات درجات الحرارة والملمس غير الاعتيادي رائعة للمسة الحسية، سواء كان الشخص بمفرده أو مع الشريك. ينبغي تبادل الهدايا بين الشريكين.

لزيادة العلاقة الحميمة، ينبغي جعل الشريك معصوب العينين في أثناء وضع أدوات جديدة على بشرته، إذ يمكنهم بهذه الطريقة التركيز تمامًا على الإحساس.

حمّام مع الشريك

قد يساعد الاغتسال أو الاستحمام مع الشريك على الاسترخاء وتمتين العلاقة. يمكن التناوب على غسل بعضهم بعضًا، وتدليك فروتي رأسهما، والاستمتاع بإحساس الماء الدافئ حولهما.

لعب الطعام

قد يجلب الإحساس بالشوكولاتة الدافئة الذائبة والكريمة المخفوقة وحتى الفاكهة الباردة نوعًا من البهجة. ينبغي محاولة إدخال المواد الغذائية المفضلة لدى الشخص في اللمسة الحسية مع الشريك.

يجب تجنب تقريب الطعام من الشرج والأعضاء التناسلية، إذ قد يسبب عدوى في تلك المناطق الحساسة.

التربيط

خلافًا للاعتقاد الشائع، لا يتعلق التربيط بالجنس فقط، فقد يتعلق باللمسة الحسية أيضًا.

هناك عدة طرائق لدمج اللمسة الحسية مع التربيط. مثلًا، يمكن لأحد الشريكين ربط الآخر وتدليكه أو دغدغته أو تقبيله، ويمكن استخدام حبل مطور خصوصًا، أو أصفاد، أو أحزمة، أو حتى أوشحة لربط الشريك.

كيفية مناقشة الرغبات والحدود

يتوقع بعض الناس أن تؤدي اللمسة الحسية إلى اللمسة الجنسية، ربما يرغب الشخص بفعل نشاط ما بينما يفضل شريكه نشاطًا غيره.

ينبغي مناقشة ما يُشعِر الشريكين بالراحة؛ وذلك من أجل وضع الحدود بينهما.

إذا لم يكن الشخص معتادًا على هذا النوع من المصارحة؛ ينبغي تجريب بعض الحيل الكلامية. إذ يمكن استخدام بعض العبارات، مثل:

أود أن أفعل كذا ، لكن ليس كذا.

سيكون من الرائع القيام بكذا ثم الانتقال إلى كذا.

هل يمكننا الاستمرار بفعل هذا الأمر؟ أنا أفضله.

أفضل ألا أفعل ذلك الأمر.

للسؤال عمّا يفضله الشريك، ينبغي استخدام عبارات، مثل:

ما الذي يمتعك؟

هل تريد أن تفعل كذا ثم كذا؟

هل تريد أن تفعل هذا بعد فترة؟

هل يمكننا فعل ذلك؟

ينبغي التذكر أنه يمكن للشخص تغيير رأيه في أي وقت. إذا وافق على فعل شيء ما، يمكنه التوقف عنه لاحقًا. والشيء نفسه ينطبق على الشريك.

يجب أن يحترم كلا الشريكين حدود بعضهما بعضًا، سواء نُوقشت مسبقًا أو لا.

فوائد اللمسة الحسية الواعية

وفقًا لمركز تافتس الطبي، تساعد اللمسة الحسية دون التركيز على الجنس على تقليل الشعور بالقلق بشأن الجنس والعلاقة الحميمة.

تسهم أيضًا بتحسين العلاقة مع الشريك واستكشاف الأحاسيس التي تعجبه. قد تساعد اللمسة الحسية المنفردة على الشعور بالتناغم والراحة مع الجسم.

أظهرت بعض الأدلة العلمية أيضًا أن اللمسة الحسية تحسّن الصحة الجسدية والعقلية.

وأظهرت دراسة أُجريت عام 2014 أن الشركاء الذين يحتضنون بعضهم بعد الجنس يكونون أسعد في علاقاتهم، إضافة إلى أن إظهار المودة بعد الجنس مهم لبناء علاقة حميمية.

قد يحسّن التدليك المناعة لدينا، وفقًا لدراسة أُجريت عام 2010 حول فوائد التدليك السويدي. وُجد أن جلسة واحدة للتدليك السويدي تسهم في إطلاق الأوكسيتوسين، ما يؤدي إلى تقوية جهاز المناعة، ويخفّض هرمون الكورتيزول أيضًا، الذي يُعد هرمون التوتر.

وجدت أبحاث من عام 2016 أيضًا أن العناق وغيره من أشكال اللمسة الحسية الحميمية تعمل كخافض للتوتر، ما يساعد الجسم والعقل على التعامل مع الضغوطات.

مع أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث في مجالات محددة، فقد أكدت بعض الأبحاث العلمية وجود عدة فوائد للمسة الحسية.

الخلاصة

اللمسة الحسية سواء المنفردة أو مع الشريك سببٌ للمتعة والراحة والمرح.

قد تكون اللمسة الحسية شكلًا من المداعبة، أو سبيلًا للمتعة بحد ذاتها. لا تؤدي اللمسة الحسية بالضرورة إلى الجنس، ولكن قد تكون وسيلة رائعة لتعزيز العلاقة الحميمة مع الشريك أو مع ذاتك.

اقرأ أيضًا:

لماذا يموت بعض الرجال في منتصف العمر في أثناء ممارسة الجنس؟

ما هي نصف اللا جنسية؟

ترجمة: شهاب شاعر

تدقيق: دوري شديد

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر