هل حان الوقت لطلب المساعدة؟

نادرًا ما تكون الحياة خالية من التحديات إلا أن بعضها يكون شديدًا، فيجعل المضي قدمًا بعد ذلك يبدو مستحيلًا.

من المهم تذكر أن هناك حل لكل مشكلة في الحياة، سواء كانت المشكلة وفاة شخص عزيز أو شعور غامر بالقلق.

نتعرف الآن على بعض الأسباب الشائعة التي تدفع الناس لزيارة المعالج النفسي:

الفقد

الموت هو جزء من الحياة لا مفر منه، ولكن هذا لا يعني أن التعامل معه سهل، فكل شخص يتعامل بطريقة مختلفة مع فقدان أحد الأحبة سواء كان أحد الأبوين أو حيوانًا أليفًا.

الحزن علنًا أو في السر كلاهما شائع، ولكن تجنب حقيقة الفقد قد يؤدي إلى مشكلات طويلة الأمد.

يساعد المعالج النفسي الشخص على البحث عن طرق مناسبة للتأقلم على وفاة شخص مقرب منه.

التوتر والقلق

العديد من جوانب الحياة ومواقفها مرهقة، وقد تسبب شعورًا بالقلق مثل: مقابلة عمل أو مشكلات في العلاقات الاجتماعية.

إذا تُرك التوتر والقلق دون علاج، فقد يتسببا بالانعزال الاجتماعي، والاكتئاب، والعديد من المشكلات الأخرى.

يستطيع المعالج النفسي السيطرة على التوتر والاكتئاب بالبحث عن سبب المشكلة أو مصدرها، إضافةً إلى طرق مناسبة لتجاوزها.

الاكتئاب

يُعد الشعور الغامر بالعجز أو اليأس من العلامات الشائعة للاكتئاب.

يظن بعض الناس أن الشخص يستطيع ببساطة الخروج من حالة الاكتئاب، ولكن من النادر حدوث ذلك في الواقع.

الاكتئاب هو اضطراب نفسي شائع يفقد المصابون به الاهتمام بالأنشطة أو الأشياء حولهم، فهم يعانون التعب ويواجهون عادةً صعوبة في التحكم في مشاعرهم.

بإمكان المعالج النفسي العثور على مصدر الاكتئاب، الذي يُعد أول خطوة للشعور بتحسن، إضافةً إلى التعامل مع عمليات التفكير السلبي.

الرهاب

يُعد الخوف من المرتفعات والعناكب من أنواع الرهاب الشائعة، ولكن بعض أنواع الخوف غير المألوفة التي لا أساس لها من الصحة قد تسبب مشكلات جوهرية في الحياة. فمثلًا، قد يؤدي رهاب الأكل إلى مشكلات صحية خطيرة.

يساعد معالج نفسي متمرس الشخص على التغلب على المخاوف؛ حتى يتمكن من العيش دون الرهاب المتعدد (الخوف من عدة أشياء) أو رهاب المخاوف (الخوف من الخوف).

المشكلات العائلية والعلاقات الاجتماعية

العلاقات سواء كانت العائلية أو الشخصية أو المتعلقة بالعمل متقلبة. وعلى الرغم من أن العلاقات الاجتماعية من أفضل العلاقات في الحياة، فقد تكون مصدرًا للتوتر والمشكلات أيضًا.

إن العمل مع معالج نفسي فرديًا أو مع مجموعات بإمكانه حل المشكلات التي قد تنشأ حتى في أقوى العلاقات.

العادات غير الصحية والإدمان

يدمن الشخص عادةً بعض العادات غير الصحية مثل: التدخين، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات للهروب من مشكلات كامنة أكبر أو للعلاج الذاتي.

يستطيع المعالج النفسي العثور على حل لهذه المشكلات، والمساعدة أيضًا على علاج المشكلات المضرة بالصحة، مثل:

  •  الإدمان.
  •  اضطرابات الأكل.
  •  التعامل مع الضغوط.
  •  مشكلات النوم.

تحسين الأداء

يحقق بعض الأشخاص الناجحين أهدافهم بتخيلها أولًا.

عادةً ما يستعد الرياضيون لخوض المنافسة نفسيًا بقدر ما يستعدون للتدريب الجسدي. ويطبق آخرون هذه التقنية للاستعداد مسبقًا لتحديات الحياة.

يساعد المعالج النفسي الشخص على الاستعداد للأحداث المهمة في الحياة سواء كانت الألعاب الأولمبية أو مقابلة عمل أو إلقاء خطاب؛ حتى يؤدي أفضل ما عنده.

الصفاء الذهني

يستطيع المعالج النفسي المساعدة على تحسين الصفاء الذهني بالإصغاء إلى مرضاهم. وعادةً ما يجد الناس حلولهم فقط بالاستماع لأنفسهم عندما يتحدثون بصوت عال في جلسة العلاج النفسي. فعند سردهم لمشكلاتهم على الملأ، يساعدهم ذلك على تحسين صفائهم الذهني، وزيادة القدرة على التركيز، ويصبحون أكثر توجهًا لأداء مهامهم. فالمعالجون النفسيون متمرسون ليكونوا مستمعين جيدين.

الاضطرابات النفسية

تنجم العديد من الأعراض أحيانًا عن مشكلات أكبر.

قد تظهر الاضطرابات النفسية بعدة أشكال، وعادةً لا تُكتشف إلا بمساعدة معالج نفسي.

تشمل بعض الاضطرابات النفسية ذات الأعراض المختلفة الآتي:

  •  اضطراب ثنائي القطب.
  •  اضطراب الاكتئاب الشديد.
  •  الفصام.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.

البحث عن المساعدة المناسبة

يستطيع المعالج النفسي أن يكون أداة مساعدة ضمن مجموعة الأدوات الصحية.

يساعد المعالج النفسي الشخص على إبقاء الذهن صافيًا والتعامل مع أي ضغط، أو قلق، أو رهاب، أو مشكلات أخرى، والحصول على أقصى استفادة من الحياة، وإبقاء المريض معافى من أعراض الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى.

إن أول خطوة هي العثور على معالج نفسي محلي والبدء بالتواصل معه واستشارته. وبعد ذلك، يعتمد كل شيء على العمل المشترك لتحسين الصحة النفسية لأقصى حد والمساعدة على عيش حياة أفضل.

اقرأ أيضًا:

العلاج النفسي: كيفية اختيار المعالج النفسي المناسب

العلاج النفسي: كيف أقيّم فعالية العلاج ومتى أعلم أنني مستعد لإيقافه؟

ترجمة: محمد ديبة

تدقيق: نايا كركور

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر