يمضي الناس وقتًا طويلًا على الإنترنت في الاجتماعات، ووسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب، ما دفع ماركات الملابس والمصممين لإدخال التصاميم الرقمية إلى الموضة على نحو متزايد. تشمل صيحة الأزياء الجديدة كل شيء بدءًا من تصميم شخصيات الألعاب على الإنترنت إلى أخذ العينات واللوازم الرقمية في عروض الأزياء الافتراضية.

ناقش خبراء الصناعة التوجهات الآخذة بالظهور للموضة وميتافيرس في جلسة استضافها معهد الدراسات العليا للتعليم الإبداعي. يقول مؤسس الواقع الافتراضي دارين فوكاسينوفيتش إن الاهتمام بالأزياء الرقمية وتقنيات الواقع الافتراضي قد ازداد مع استخدام الناس لتطبيقات مثل Zoom و Teams في أثناء جائحة كورونا، ويضيف أنه لم يمض وقت طويل لبدء الناس بالتفكير بهويتهم الرقمية في أثناء استخدام الانترنت.

ويشرح قائلًا: «رأيت ذلك في إبداع الخلفيات التي استخدمها الناس بدل خلفياتهم الواقعية، فجأة أصبحت خلفياتهم أكثر إتقانًا إضافةً إلى الفلاتر».

يقول مصمم الأزياء الأسترالي دانيال أفاكيان إن التقنيات الرقمية مثل صناعة التصاميم ثلاثية الأبعاد وتقديمها قد يخفف من الكلفة والعمل والوقت والهدر في أخذ عينات الأزياء التقليدية.

يضيف: «يخلق المصمم فكرةً وإلهامًا ورسمًا تقنيًا ثنائي الأبعاد في المرحلة الختامية لصناعة الأزياء، ثم تُصنع عينة وهذا كله يكلف الوقت والمال، لاحقًا هناك عشرات الأشخاص في غرفة الملابس للقيام بعملهم، لكن تطوير مهاراتهم بهذه التكنولوجيا الجديدة وسير العمل الجديد هذا يوفر لجميع العلامات التجارية الكثير من التكاليف في العملية التقليدية الطويلة والمتعبة، إضافةً الى توفير الهدر في أخذ العينات، ويمكن رؤية النموذج رقميًا وبالتالي سيخلق طريقةً جديدة وفعالة للناس لتجربة أزياء الموضة».

تستخدم شركة أفاكيان تقنية مسح الجسم ثلاثية الأبعاد لمحاكاة فساتين السجادة الحمراء.

يضيف أفاكيان: «بالنسبة إلى بعض ملابس السجادة الحمراء التي صنعناها في أستراليا خضع العملاء لفحص الجسم وقد صنعنا لهم فستانًا على السجادة الحمراء في غضون أسبوعين تقريبًا، ومن خلال التقنية الجديدة نحصل على جميع قياساتهم ومن ثم تكون معاملنا قادرة على صنع الفستان حسب الطلب».

توفر الكفاءات في هذه العمليات الجديدة فوائد مستدامة، فهي تخفض من انبعاثات الغازات الدفيئة والنفايات، إضافةً إلى تخفيف عمليات نقل عينات ملابس الموسم الجديد حول العالم، بالمقابل يمكن بعض التقنيات مثل بلوكتشن والعملات المشفرة أن تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.

يقول أفاكيان إنه من الضروري صقل مهارات طلاب الموضة والمنسوجات وتعليمهم المفاهيم الرقمية الناشئة. ويتابع: «وجود مصممين شبان قادرين على استخدام برامج التصميم ثلاثي الأبعاد لعرضها، أو رؤية التغييرات على طية صدر السترة، أو التغييرات على الفستان».

يستخدم مصطلح (لباس الشاشة-Screen wear) للتكنولوجيا التي تسمح للناس بإضافة ملابس واقعية لصورهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يمنحهم فرصًا لشراء ملابس أو ارتدائها قد لا يختارونها بطريقة أخرى، أو تكون باهظة الثمن في العالم الحقيقي.

يقول يوجين ليونغ المدير الإبداعي لشركة الأزياء والتصميم، إنجري- Injury: «قد تساهم الأزياء الرقمية والعرض ثلاثي الأبعاد في التخلص من النفايات الناتجة عن شراء شريحة من المستهلكين، مثل المؤثرين على إنستغرام قطعة من الملابس وارتدائها مرة واحدة، ويمكن أن تلبي هذه الأزياء الطلب على الاستهلاك أساسيًا، ولكن بطريقة أكثر استدامة».

يقول ليونغ إن العملاء سيشترون أحيانًا قطعة من الملابس الرقمية ويطلبون القطعة لاحقًا.

تقول المنتجة الرقمية وعارضة الأزياء المتقاعدة كاتلين لوماكس: «التكنولوجيا موجودة مسبقًا لعرض الملابس الرقمية كما لو أنها على إنسان أو صورة رمزية (أفاتار)، عندما نتحدث عن موضة قُدمت وتحاكي الواقع بإمكاننا الحصول على صور جميلة عالية الجودة».

وتضيف:« يركز المصممون الرقميون أولاً على تطوير الملابس والتصاميم (الجلود والأقمشة) باستخدام ألعاب الكمبيوتر وشخصيات ميتافيرس الرمزية بدلاً من الموضة المادية».

يقول أفاكيان إن حملات التسويق الرقمية قد تقدم طرقًا جديدة لتسويق الملابس: «في أسبوع الموضة في نيويورك، كان الفستان النهائي مشتقًا من ميتافيرس، وجعلناه واقعيًا وارتدته إحدى العارضات، لقد بعنا عددًا كبيرًا من تلك الفساتين الحقيقية وهي مشتقة من ميتافيرس».

اقرأ أيضًا:

شركة يابانية تعمل على إدخال الشعور بالألم إلى عالم الميتافيرس

ما هو ميتافيرس؟ ومن يتحكم فيه؟ وكيف سيؤثر في حياتنا؟

ترجمة: عمرو أحمد حمدان

تدقيق: باسل حميدي

المصدر