يساعد اتباع النظام الغذائي للخصوبة على تعزيز فرص الحمل عند النساء اللواتي يعانين صعوبة في الحمل.

تتأثر احتمالية الحمل بنوعية الطعام المتناول بالنسبة للنساء والرجال على حد سواء، ويعطي اتباع نمط حياة يتضمن النظام الغذائي للخصوبة أفضل فرصة للناس الراغبين بالإنجاب.

أطلق باحثون من جامعة هارفارد عام 2007 مصطلح النظام الغذائي للخصوبة بعد ملاحظتهم لنمط يربط نوعية الغذاء التي تتناوله النساء وقابلية الحمل لديهن.

تزايد منذ ذلك الحين اهتمام الباحثين في مجال خصوبة الرجال والنساء، ما أدى إلى توافر كم هائل من المعلومات للأشخاص الراغبين في الإنجاب.

تركّز النصائح الغذائية عادة على النساء، لكن من الضروري الاهتمام بالخيارات الغذائية لكلا الشريكين.

تؤثر عدة عوامل في الخصوبة وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، ومنها التوتر وممارسة الرياضة والعوامل الوراثية، وتؤدي التغذية دورًا مهمًا أيضًا، إذ تذكر تيريزا جينتيل -مختصة التغذية المعتمدة والمتحدثة الوطنية باسم أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية- أن اتباع نظام غذاء صحي يرتبط مع نطاف أكثر عددًا وأفضل جودة، وعلى العكس في البدانة وتناول أطعمة عالية الشحوم على بنية النطاف وعددها، وتؤثر البدانة أيضًا سلبًا في الخصوبة عند النساء.

تعد دراسة باحثي جامعة هارفارد حول النظام الغذائي للخصوبة التي نشرت عام 2007 في مجلة طب التوليد والنسائيات العلمية أكثر نظام غذائي صحي للنساء، إذ اكتشف فيها الباحثون علاقة قوية بين اتباع نظام غذائي صحي والتقليل من خطر الإصابة بالعقم. وأكّد باحثون آخرون نتائج مشابهة عند الرجال، إذ كشفوا في مقال نشر في المجلة الدولية لأبحاث الفيتامينات والتغذية أن الرجال الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غير صحي يمتلكون نطاف أقل عددًا وجودة.
أطعمة النظام الغذائي للخصوبة

الخضراوات والفواكه

أشارت دراسة نشرت في مجلة تكاثر الإنسان عام 2018 إلى العلاقة بين الاستهلاك المنخفض للخضراوات وصعوبة الحمل، لذلك ينصح بتناول مختلف أنواع الفواكه والخضراوات لتحقيق أفضل مدخول غذائي.

الشحوم الصحية

تمتع الشحوم بسمعة سيئة لكن أنواع محددة منها مفيدة بالفعل، فينصح بتناول الأطعمة الحاوية على الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة مثل الأفوكادو وزيت الزيتون والمكسرات والحبوب.

يفيد تناول الأحماض الدسمة الأحادية غير المشبعة وأحماض أوميغا-3 الدسمة في نمو البيوض ونضجها والتقليل من خطر عدم إنتاج البويضات.

يرتبط الاستهلاك العالي لدهون أوميغا-3 عند الرجال بتحسين جودة النطاف وفقًا لدراسة نشرت في مجلة تكاثر الإنسان عام 2012.

الحبوب الكاملة

تعد الحبوب الكاملة مفيدة لصحة القلب وتزيد أيضًا من فرص الإنجاب.

تذكر جينتيل أن النساء اللواتي تناولن كميات كبيرة من الحبوب الكاملة والزيوت الأحادية والمتعددة غير المشبعة والخضراوات والفواكه والسمك كانت لديهم فرصة أعلى في الحمل، وفقًا لإحدى دراسات صحة الممرضات.

من المفيد أيضًا تناول خبز الشوفان والكينوا والأرز البني.

البروتينات الخالية من الدهون

ذكر مقال بحثي نشر في مجلة التكنولوجيا الحيوية الصيدلانية الحديثة عام 2019 أن تناول نسب عالية من البروتين النباتي بالمقارنة مع البروتين الحيواني حسّنت من الخصوبة عند الرجال والنساء. ينصح بتناول اللحوم الطرية مثل السمك والدواجن عوضًا عن اللحوم الحمراء أو الجاهزة (المُعالجة).

مشتقات الحليب

يتشابه النظام الغذائي للخصوبة بالنسبة للرجال والنساء، لكن يختلف الأمر في حالة مشتقات الحليب.

يفيد تناول النساء للحليب كامل الدسم في تحسين الخصوبة، لكن ينبغي على الرجال الالتزام بتناول منتجات خالية من الدسم مثل الحليب منزوع الدسم، وذلك بحسب الدراسة السابقة ذاتها.

الأطعمة التي يجب تجنبها في النظام الغذائي للخصوبة

يسبب نظام غذائي غير صحي زيادة الالتهاب، ما يقلل من فرص الحمل. يتميز مثل هذا النظام غير الصحي بتناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني والأحماض الدسمة المشبعة المتحولة والسكريات البسيطة وكميات قليلة من الألياف والأحماض الدسمة غير المشبعة.

الأطعمة المعالجة

يجب أن يكون تناول الأطعمة المعالجة أو الجاهزة التي تحتوي على نسب عالية من السعرات الحرارية وكميات منخفضة من المغذيات الحد الأدنى. ويُنصح بتجنب اللحوم الجاهزة والمشروبات المحلاة بالسكر والكربوهيدرات المكرر.

عادةً ما تحتوي هذه الأطعمة على دهون مشبعة ومتحولة تزيد من مقاومة الأنسولين وتسبب ارتفاع خطر الإصابة بداء السكري والاضطرابات الاستقلابية ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات عند النساء، ويؤثر ذلك سلبًا في الخصوبة.

تحذر جينتيل أيضًا من الأثر الضار للدهون المتحولة في الخصوبة عند الرجال، إذ ترتبط بانخفاض جودة النطاف وقلة عددها.

الكافيين

تختلف الآراء حول طبيعة تأثير استهلاك الكافيين في الخصوبة، لكن معظم الدراسات البحثية لا تظهر علاقة بين الاستهلاك المعتدل للكافيين والخصوبة عند الرجال. بينما يختلف الأمر بالنسبة للنساء، إذ تشير الكثير من الأبحاث إلى أن الاستهلاك العالي للكافيين يرتبط بصعوبة في الحمل وزيادة خطورة الإجهاض.

الكحول

تشير مقالة بحثية نشرت عام 2013 في مجلة بيولوجيا التكاثر وعلم الغدد الصم إلى ارتباط الكحول بضعف الخصوبة، لكن لم يحدد بعد المستوى الذي يزيد فيه الكحول من خطورة الأمر.

ذكرت عدة دراسات أن الاستهلاك المزمن للكحول يؤدي إلى إنتاج نطاف ضعيفة. وتدل الدراسات أيضًا الى أن الاستهلاك الكبير للكحول يرتبط بضعف في الخصوبة وخطورة عالية للإصابة باضطرابات الدورة الشهرية.

ينبغي للنساء دون سن الخامسة والثلاثين طلب النصيحة الطبية الاختصاصية في حال عدم الحمل لمدة 12 شهر، أو مدة 6 أشهر للنساء اللواتي تجاوزن سن الخامسة والثلاثين.

اقرأ أيضًا:

أفضل الأطعمة التي تزيد مستويات التستوستيرون لدى الرجال

ما هي أفضل الطرق الطبيعية لتحسين الخصوبة ؟

ترجمة: بشار ياسر محفوض

تدقيق: دوري شديد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر