الهوس وراء لعبة بوكيمون جو – Pokémon Go


لعلك صادفتهم:
مجموعات متجولة من أشخاص (غالبا) صغار في السن، يجتمعون ويحملون هواتفهم النقالة عاليًا، يتحدثون عن شيء اسمه رتاتا (Ratata)، أو سكويرتل (Squirtle).
وإن لم تصادفهم، فعلى الأرجح قرأت عنهم، لاعبو اللعبة ذات الشعبية الهائلة Pokemon Go! اللعبة التي تستخدم المواقع الجغرافية كي تضع شخصيات بوكيمون وهمية في العالم الحقيقي، أعادت رونقًا إلى شخصيات البوكيمون بعد 20 سنة على ظهورها، فقد أشارت بعض التقديرات بأن اللعبة قد تم تنزيلها أكثر من 7 مليون مرة في الولايات المتحدة الأميركية منذ إصدارها في السادس من تموز/يوليو من هذا العام.

تقول باميلا رتلج مديرة مركز أبحاث علم النفس في نيوبورت بيتش (Newport Beach)، كاليفورنيا:
“جزء من نجاح هذه اللعبة يعود إلى الدمج الذكي بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي. تمزج هذه اللعبة بين الخبرة في اللعب، مع النشاط البدني من جهة، والتنشئة الاجتماعية من جهة أخرى”
في النهاية، الخصائص المجتمعة في لعبة Pokemon Go تحاكي رغبات الإنسان الحقيقية مثل حاجته للتواصل الاجتماعي.

تقول رتلرج لموقع Livescience:
“رغم أن الواقع الافتراضي أثار ضجة كبيرة بعد أن حاولت شركات مثل فيسبوك الولوج في سوق الألعاب، الواقع المعزز -والذي يشمل لعبة Pokemon Go والذي من شأنه أن يأتي بالتعزيزات الافتراضية إلى بيئتك- له فوائد كبيرة في عالم الألعاب، من خلال السماعات المستعملة في اللعبة،
مع الواقع الافتراضي، لم يتم تطوير التقنية بشكل كافٍ ليتمكن الناس من استخدامه بدون الشعور بدوار الحركة”.
هذه المشكلة ليست موجودة في لعبة Pokemon Go التي لا تهدف إلى مشاهدات بانورامية مبالغ في واقعيتها، كما في تجارب الواقع الافتراضي، بل يمكنك اللعب بها على هاتف جوال أو جهاز أيباد. الجهاز يجب أن يكون محمولاً لأن اللعبة تتطلب من اللاعب أن يكون في مكان معين كي يلتقط البوكيمون ويحارب به بوكيمون آخر.
العمليات الحسابية في هذه اللعبة متطورة بما فيه الكفاية كي تضع البوكيمون في أماكن ملائمة لبيئة العالم الحقيقي. فالشخصيات التي تعيش في الماء سنجدها قرب الشاطئ مثلًا، أما الشخصيات الليلية فسنجدها ليلًا.
بعض الألعاب حاولت توسيع تقنية الواقع المعزز، مثل لعبة Ingress ذات الخلفية الدرامية المعقدة، التي تتطلب من اللاعب الذهاب إلى بوابات حقيقية، لأجل السيطرة عليها من أيدي الفريق الآخر، ولكن لم تتمكن أي لعبة من تحقيق الضجة الكبيرة التي رافقت لعبة Pokemon Go.
معرفة الناس المسبقة للبوكيمون سهّلت في الترويج السريع لهذه اللعبة، حتى من لم يلعب اللعبة فهو على الأرجح سمع عنها أو شاهد الشخصيات الكرتونية التي يحاول اللاعب التقاطها.
الواقع المعزز، تقول رتلردج:
“اللعبة بحد ذاتها تثير بعض المحفزات النفسية.
الحاجة للاختلاط والتواصل الاجتماعي مع الآخرين،
الرغبة في الخروج والقيام بأمر ما
والحاجة للمنافسة والتفوق، هذه الأمور التي يتطلبها هدف اللعبة التقاط جميع البوكيمونات”.
هناك مخاطر من الخروج إلى الشارع مع التركيز على الهواتف النقالة، ولكن اللعبة تحث اللاعبين على الانتباه لما يدور حولهم.
بشكلٍ أو بآخر، قد تكون هذه اللعبة مفيدة نفسيًا؛ فاللاعب متنبه يقظ يتجول في الشارع، ودراسات عديدة تشير إلى تحسن في مزاج الأشخاص الذين يمارسون النشاطات الجسدية، فالروابط الاجتماعية مهمة للصحة العقلية أيضًا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن المحادثات العابرة مع شخص غريب من شأنها أن تحسّن النفسية.
من خصائص هذه اللعبة هو جعلك تواجه واحدة من أبرز الشكاوى على الألعاب (أنها تحفز الكسل والانعزال).
الواقع المعزز، بما في ذلك لعبة Pokemon Go، يسمح لك بجلب الخيال إلى عالمك الحقيقي، تحت سيطرتك الخاصة”.


إعداد: تيما طعان
تدقيق: يسر شيشكلي
المصدر