وقود نووي أكثر أمانًا وفاعليّة يلوح بالأفق. فلقد نجح فريقٌ من العلماء والباحثين في مختبر أيداهو الوطني ومختبر أوك ريدج الوطني من تحقيق إنجاز هام في عملهم على نوع من الوقود النّووي الذي يُعرف بإسم (tristructural-isotropic – TRISO)، مظهرين بذلك أنّ هذا الجيل الرّابع من وقود المفاعلات أكثر صلابة وقوّة ممّا اعتقدنا سابقًا.

نتائج بحثهم الذي استمرّ لقرابة الـ 3 سنوات تشير إلى أنّ باستطاعة هذا الوقود تحمّل درجات حرارة مرتفعة جدًّا — وأكبر بكثير من درجات الحرارة التي قد يواجهها الوقود في خلال العمل الإعتيادي أو في ظروف حوادث متوقّعة. وهذا يظهر أنّ وقود (TRISO) يتمتّع بقوّة وصلابة لم نتوقّعها سابقًا. على وجه التّحديد، الفريق وجد أنّه حتّى في ظروف 1,800 درجة مئويّة (أكثر بـ 200 درجة من درجات الحرارة المتوقعة في الحوادث) غالبيّة منتجات الإنشطار بقيت في داخل جسيمات الوقود، والتي بدورها تتميّز بنظام إحتواء مركزي خاصّ بها.

“قدرة الوقود على إحتواء منتجات الإنشطار في ظلّ درجات الحرارة المرتفعة هذه تترجم بشكلٍ مباشر إلى تحسّن في أمان المفاعل [النّووي]،” قال بول ديمكوفيتش، المسؤول التّقني وأحد المشرفين على البرنامج. “هذه النّوعيّة من البيانات الإختباريّة تعتبر مساهمة هامّة لتصميم المفاعلات وترخيصها”. ديمكوفيتش وفريقه إستطاعوا عزل وتحديد بعض الجسيمات الفرديّة التي قامت بإفراز السّيزيوم، وسيقومون بإخضاعها لتحاليل مستقبليّة لفهم العمليّة بشكلٍ أفضل.


 

مصدر