الولادة المبكرة
ضعف الدماغ يمكن أن يبدأ داخل الرحم


حتى قبل أن يوُلدوا، قد يُظهر الأطفال المبتَسرين* تغيّرًا في دائرة نمو أدمغتهم، حسب دراسةٍ بحثيةٍ هي الأولى من نوعها قام بها باحثون في كلية الطب بجامعة ييل-Yale school of medicine وزملائهم في معاهد الصحة الوطنية-NIH وجامعة ولاية وين-Wayne state university

فوفقًا للباحثين، يوُلد ١٠٪‏ إلى ١١٪‏ من الأطفال الأمريكيين مُبتَسرين. تُرجح هذه الدراسة الجديدة أن العوامل المساهمة في الولادة المبكرة يمكن أيضًا أن تؤثر على نمو الدماغ داخل الرحم، والتي تؤدي إلى اضطرابات النمو العصبي، مثل مرض التوّحد، اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، والشلل الدماغي.

 

 

اشترك في هذه الدراسة باحثو جامعة ييل Laura Ment,M.D., Dustin Scheinost و R. Todd Constable مع الباحث الرئيسي في جامعة ولاية وين Moriah Thomason و Roberto Romero,M.D رئيس فرع البحث في طب ما قبل الولادة ومدير البرنامج  الخاص بالوِلادة و طب الأم والجنين في NICHD/NIH.

استخدم فريق البحث تصوير رنينٍ مغناطيسي وظائفي في حالة الراحة لقياس التوصيل الدماغي في الرحم عند ٣٢ جنينًا بشريًّا بدماغٍ طبيعيةٍ تشريحيًا، ١٤ منهم بعد ذلك وُلِدوا مُبتسرين (بين ٢٤ و٣٥ اسبوع).

 

 

دُرِست حالات المرضى في ولاية وين وScheinost، من طرف استاذ مساعد في مركز بحث الرنين المغناطيسي في جامعة ييل للطب، قاد التحليل مُستخدمًا استراتجية تصوير رنين مغناطيسي وظائفي مُستحدثة لتقصّي الإختلافات في الشبكات العصبية بين مجموعات الدراسة.

وَجدَ الفريق أن التواصل العصبي على مستوي الأجهزة أضعف عند الأجنة الذين سوف وُلدوا بعد ذلك مُبتسرين. حُدّدت النتائج في الفص الأيسر من الدماغ، المناطق قبل-اللغوية في المخ.

 

 

«لقد كان من المدهش رؤية الاختلافات في الدماغ المصاحبة للولادة المُبكرة قبل أسابيع كثيرة من أن يوُلد الأطفال المُبتسرين، وِفق Scheinost وعرف الأطفال الُمبتسرون وجودَ تغيراتٍ دماغية في مناطق اللغة، وقد كنا مندهشين خصوصًا لأن الإختلافات التي كشفناها كانت في نفس تلك المناطق اللغوية.»

قالت المشاركة في كتابة البحث Ment أستاذة طب الأطفال وعلم الأعصاب بجامعة ييل للطب أن هذه النتائج تُرجح أن بعض الأطفال المُبتسرين يُظهِرون تَغيّراتٍ في الأجهزة العصبية قُبَيلَ الولادةِ. أما ضعف الاتصال بين مناطق اللغة عند الأطفال المولودين قبل ميعاد ولادتهم المحدد بمدةٍ فيحتاج إلى دراسةٍ أعمق، لكنها مهمة للبحث المستقبلي في كلٍ من الأسباب والنتائج للولادة المُبَكِرة.

 

 

سيُركّزُ بحث الفريق المستقبلي على الأسباب الُمحتَملة للإبتسار، مثل العدوى والالتهابات، ليحددوا ما إذا كان لها دورٌ وكيف تؤثرُ هذه الظروف على نمو الدماغ داخل الرحم. سيتابع أبناء المشاركين أيضًا في الدراسة للحصول على نتائج على المدى البعيد.

*الأطفال المُبتسرون (الولادة المبكرة): هي خروج الجنين من الرحم قبل مرور ٣٧ أسبوعًا على حدوث آخر طمثٍ عند الأم.


ترجمة: بيتر جادالسيد
تدقيق: بدر الفراك

المصدر