الولايات المتحدة تستعد للتخلي عن دورها الأساسي في الإنترنت


بدأت حكومة الولايات المتحدة بقطع الخيوط الأخيرة من إشرافها على شبكة الإنترنت، متخلية بذلك عن دورها الكبير على نظام عناوين الأونلاين.
سيتم النقل في منتصف الليل ليوم الجمعة الموافق الثلاثين من أيلول سبتمبر في حال عدم حدوث أي خلل، وهو موعد انتهاء صلاحية العقد بالنسبة للولايات المتحدة على شركة الانترنت التي تقوم بتعيين الأسماء والأرقام، والتي بدورها تدير شبكة الإنترنت وتدعى بـ” منطقة المصدر”.

عند انتهاء الاتفاقية مع وزارة التجارة والاقتصاد الأمريكية، ستصبح آيكان(International Corporation For Assigned Names and Numbers ) كياناً عالمياً مستقلاً بذاته وغير ربحي ويدير أرقام وأسماء النطاقات على شبكة الأنترنت كـ.com

وصرح مسؤولو الولايات المتحدة وآيكان بأن هذا التغيير هو جزء من خطة تم التخطيط لها طويلاً لتخصيص هذه الوظائف، ولكن بعض النقاد يتذمرون من هذا “التخلي” والذي من الممكن أن يهدد نزاهة الإنترنت.

قال كريستوفر مونديني نائب رئيس آيكان للارتباطات العالمية وللأعمال” بأن هذا التغيير لن يكون له أي تأثير على استخدام الإنترنت في حياتنا اليومية، وسيضمن للمجتمع الدولي بأن هذا النظام مستقل عن تدخل الحكومات وتنظيمها، وفي تصريحات لوكالة AFP قال: “هذا نوع جديد من النماذج الحاكمة“.

سيتم إدارة هذا النظام من خلال نموذج “تعدد المساهمين” والذي يتضمن مهندسين ورجال أعمال ومجموعات غير حكومية، والكيانات الحكومية بمثابة رصيد ضد أي كيان مستقل.

يقول مولديني بأنه “إذا وجدت أية مجموعة من المجموعات التي تشكل آيكان أن المنظمة تنحرف عن مسارها ومهمتها فبإمكانهم المبادرة لوضع تصحيح ذاتي”.

بنية “بيزنطية”

سعى بعض النواب الأمريكيين الذين يرون مخاطر في الانتقال فبزعمهم أنه سيسمح للأنظمة الأستبدادية للتحكم بشكل أكبر في شبكة الإنترنت.

حيث سعى السناتور الجمهوري تيد كروز إلى منع ما سماه بالخطة “المتطرفة” للتخلي عن الإنترنت، حسب ما قال في وقت سابق “آيكان ليس كيان ديمقراطي، إنها شركة مبنية على بنية بيزنطية حاكمة مصممة لحجب خطوط المسائلة والتي يتم إدارتها بواسطة بيروقراطيين دوليين والذين من المفترض حسابهم على التكنوقراط، وشركات متعددة الجنسيات وحكومات، متضمنة بعض من أكثر الأنظمة الاستبدادية في العالم كالصين وإيران وروسيا”.

كما عبر جيم ديمينت رئيس مؤسسة ميراث عن تعاطفه مع كروز من خلال تغريده قال فيها “الرئيس باراك أوباما يريد التخلي عن تحكم الولايات المتحدة بحريتنا، وتسليم الانترنت لأنظمة أجنبية والتي لا تقدر حرية التعبير”.

تقوية الإنترنت:

فشل الداعمون لخطة التسليم والذين تم نقدهم بقساوة في إدراك كيفية عمل الإنترنت وازدهاره على مر السنوات.

تقول كاثرين براون رئيسة مجتمع الإنترنت، والذي تم إنشائه من قبل بعض مؤسسي الإنترنت “تم اعتماد هذا الانتقال حسب اجماع مؤيدين من الحزبين تقريباً في السنوات العشرين الماضية ضمن إدارات مختلفة”.

“هذا الانتقال سيعمل على تقوية الإنترنت بجعله مستقر ومرن وأداة آمنة لتقوية المليارات من الناس حول العالم لعقود قادمة”.

أيد نائب رئيس شركة غوغل كينت ووكر التحويل بقوله “بانه سيكمل الوعد الذي قطعته الولايات المتحدة قبل عقدين: والذي نص على إن الإنترنت يجب أن يتم حكمه من قبل كل مساهم في نموه المستمر”.

بينما حذر ستة نواب ديمقراطيين من المخاطر إذا ما فشلت واشنطن في البقاء على تعهدها بفك ارتباطها.

وفي مقال نُشِرَ في موقع تيك كرانش نيوز قال السيناتور براين شاتز والسيناتور كريس كونز والنواب آنا إيشو ودوريس ماتسوي وفرانك بالون ومايك دويل “الإنترنت ينتمي للعالم وليس لتيد كروز”.

وأضاف المقال “إذا نجح الجمهوريون في تأجيل الانتقال، فبالتأكيد بأن أعداء أمريكا سيهاجمونها، فبإمكان روسيا وحلفائها ممارسة ضغوطات لنقل التحكم على وظائف نواة الإنترنت إلى كيان حكومي كالأمم المتحدة حيث يملكون فيه تأثير أكبر، وإن أي تأجيل سيمكن من زيادة الاهتمام بنظام رقمي منافس والذي باستطاعته تفتيت الانترنت إلى شبكات غير متصلة ببعضها”.

باءت محاولات كروز وحلفائه بإرفاق التعديل بمشروع تمويل حكومي هدفه وقف الانتقال بالفشل.

قال دانييل كاسترو نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات ومؤسسة الابتكار “الانتقال يجب أن يتم حتى وإن كان غير كامل”.

وأضاف في تدوينه “إن تدخل الولايات المتحدة في هذه المرحلة سيقوض الإجماع العالمي وسيقلل الثقة في نموذج (تعدد المساهمين) في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى هذه الخصائص”.

وأضاف “إن الانتقال يشير إلى لحظة دستورية في حوكمة الإنترنت، وعلى الولايات المتحدة ضمان أن تكون في الطرف الصحيح في التاريخ”.


ترجمة: مامند عبدالله
تدقيق: يحيى أحمد
المصدر