أُصيبت سيدة في الصين فجأة ب حالة طبية نادرة جعلتها غير قادرة على سماع الأصوات وبالتحديد أصوات الرجال . ورغم أن ذلك قد يبدو محبذ لدى البعض؛ فإن فقدان السمع قد يحمل معه عواقب طبية وخيمة.

السيدة والتي عُرّفت باسم عائلتها فقط (شين – Chen)، زارت المستشفى صباحًا بعد استيقاظها وعدم قدرتها على سماع صوت حبيبها، كما نُشر في الأخبار الأسبوعية في العاشر من يناير. أخبرت شين الأطباء أيضًا أنها قبل ذلك مباشرةً كانت تعاني من سماع رنين في أذنيها في حالة نادرة تُسمى (الطنين – tinnitus) ثم تبعها قيء. عُولجت شين في المستشفى بواسطة طبيبة تُدعى لين شاوجينج. وأشارت الأخبار إلى ملاحظة الطبيبة أنه بينما كانت شين تستطيع سماع صوتها (أي صوت الطبيبة) لم تسمع صوت الرجل المريض المجاور لها إطلاقًا ما يجعلها حالة طبية نادرة جدًا.

شَخصت شاوجينج حالة شين على أنها فقدان حاد للسمع قابل للرجوع، حالة نادرة من حالات فقدان سماع الأصوات قليلة التردد والذي جعلها تقريبًا غير قادرة على سماع الأصوات العميقة للرجال. حصل فقدان السمع الحاد القابل للرجوع (RSHL) على اسمه من خلال الشكل الذي يُظهره في الاختبارات التصورية لتحديد السمع، إذ كان شكله عبارة عن سقوط حاد يُمثل انعكاس مرآة للهبوط المصاحب لفقدان السمع للأصوات عالية التردد، نقلًا عن عيادة السمعيات (Audiology HEARS, P.C ) في كومينج، جورجيا.

تُصيب هذه الحالة 3000 شخص في الولايات المتحدة وكندا. من بين كل 12000 شخص مصاب بفقدان السمع، شخص واحد فقط مصاب بحالة فقدان السمع الحاد القابل للرجوع، طبقًا لعيادة السمعيات.

إكتشاف الجينات المسؤوله عن نمو الأذن الداخلية يمهد الطريق لاستعادة السمع والتوازن

قالت الطبيبة ميشيل كراسكين، عالمة السمعيات والتخاطب في المركز الطبي في وييل كورنيل بمستشفى نيويورك المشْيَخية: «يحدد البشر الأصوات من خلال اهتزاز شعيرات صغيرة داخل الأذن، وقد تصبح هذه الشعيرات مع الوقت (أو بسبب العوامل الجينية أو الصدمات أو الأدوية) هشّة وقابلة للكسر». أخبرت كراسكين Live Science أن الشعيرات التي توصل الأصوات عالية التردد تكون أكثر حساسية، ولذلك تموت أولًا. هذه حالة طبية نادرة بالفعل

وقالت إن هذا يفسر تأثير فقدان السمع غالبًا على قدرتنا على سماع الأصوات عالية الحدة أكثر من الأصوات قليلة الحدة. قال جاكي كلارك، طبيب ومحاضر في مدرسة السلوكيات وعلوم الدماغ في جامعة دالاس في تكساس: «فقدان السمع للأصوات الأقل حدة -ما عانت منه شين- هو أيضًا غير شائع؛ لأن عملية الاهتزاز الكمّي لـ (القوقعة – cochlea) -جزء يُشبه قوقعة الحلزون في الجزء الداخلي من الأذن- مَحْمية جيدًا».

أخبر كلارك Live Science أن أسباب الفقدان الحاد للسمع القابل للرجوع قد تتضمن مشاكل في الأوعية الدموية أو الصدمات، وقال: «إن أمراض المناعة الذاتية المُؤثرة على الجزء الداخلي للأذن -بنسبة 1% في الولايات المتحدة- قد تكون سببًا في فقدان السمع الحاد القابل للرجوع». ونوّه كلارك إلى أن حالات المناعة الذاتية التي تؤثر على الجزء الداخلي للأذن قد تُسبب مشاكل في التوازن وقد يعقبها قيء؛ وهذا ما وصفت شين حدوثه لطبيبتها.

التهاب التّيه (التهاب الأذن الداخلية)

يقول كلارك: «قد يكون الأمر ممتعًا إذا تخيلت العالم دون أصوات الرجال ، ولكن، فقدان السمع ليس أمرًا مضحكًا. يجب على الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع فجأة دون تفسير زيارة المختصين في أسرع وقت ممكن». قالت كراسكين: «الخبر السار، أنه كلما كان تشخيص فقدان السمع الحاد القابل للرجوع سريعًا، كانت فرص عودة السمع جيدة.

تظهر أغلب الدراسات أنه عند اكتشاف الحالة في خلال 48 ساعة، تكون فرصة التعافي أفضل.قد يتضمن العلاج جرعات عالية من مضادات الالتهاب، ولكن أحيانًا تتعافى الحالة دون أي علاج». نقلت الأخبار أنه في حالة شين، قالت الطبيبة الخاصة بها إنَّ الضغوط الناتجة عن العمل لأوقات متأخرة وعدم القدرة على النوم تسبّبا في حالتها وفي تدنّي قدرتها على سماع الأصوات قليلة التردد، وأضافت أن الراحة ستُعيد قدرتها على السماع كما كانت فتشفى من حالة طبية نادرة جدًا لا تقدر بسببها على سماع الأصوات وخاصة أصوات الرجال

المصدر

ترجمة مصطفى نور – تدقيق محمد سعد السيد