قبل فترة طويلة من اصطدام الكويكب الضخم بالأرض، كانت الديناصورات قد نجت من كوارث عالمية أخرى، آخرها الاحتباس الحراري الذي كان سببًا في انتهاء العصر الترياسي، فقد قدر العلماء في بحث جديد كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة خلال ذلك العصر، ووجدوا أنها تعادل الكميات التي يتسبب البشر في انبعاثها اليوم، وإن كانت على فترات زمنية أطول.

ويبدو أن معظم الانقراضات الجماعية الكبرى قد تزامنت مع نشاط بركاني كبير، ما يغير طبيعة الغلاف الجوي والمحيطات.

في محاولة منه لفهم هذه الكوارث، درس الدكتور مانفريدو كابريولو من جامعة بادوفا الإيطالية عينات من الصخور البازلتية، تعود لنهاية العصر الترياسي في إقليم المحيط الأطلسي الأوسط المغمور.

يقسم هذا الإقليم على ثلاث قارات، تحتل أكبرَها منطقة الأمازون والمناطق الثانوية في أمريكا الشمالية وأفريقيا، فقد كانت هذه الكتل متصلة ببعضها قبل مائتي مليون عام، حيث تدفقت فيها كميات هائلة من أجزاء القشرة الأرضية (الوشاح).

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قد تكون سببًا في انقراض الديناصورات - الاحتباس الحراري - الانقراضات الجماعية الكبرى - الانبعاث البركاني النموذجي

تعد الفقاعات المتواجدة بكثرة في الصخور المدروسة مؤشرًا على وفرة غاز ثاني أكسيد الكربون خلال الانبعاثات البركانية، وتمكن الباحثون بعد دراسة حجمها من تقدير كمية الغاز المنبعثة مع كل طن من المواد المنصهرة، ووجدوا أن كمية الغاز المنطلق مع الصخور البركانية أقل بالنسبة للغاز الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري وتدمير الغابات المطيرة اليوم، ومع وقوع الانفجارات على مدى مئات آلاف أو ملايين السنين، كانت الانبعاثات السنوية أقل بكثير.

وبدلاً من فترة واحدة من النشاط البركاني المستمر، ناقش كابريولو والمؤلفون المشاركون في مقال منشور في مجلة نيتشر كوميونيكاشنز إمكانية تشكل إقليم المحيط الأطلسي الأوسط المغمور بعد سلسلة من الانبعاثات البركانية التي دامت نحو 500 عام، قد يتضمن الانبعاث البركاني النموذجي ألف كيلومتر مكعب من المواد المنصهرة، وقد يطلق كمية ثاني أكسيد كربون تعادل الكمية التي يتسبب فيها البشر في القرن الحادي والعشرين.

ونتيجة لهذا، يخلص كابريولو إلى أن نهاية العصر الترياسي عرفت سلسلة من انبعاثات الغازات الدفيئة على مدى قرون، والتي تعادل حجم الانبعاث في يومنا هذا، ما كان قد يؤدي لتسخين كوكب الأرض وجعل المحيطات أكثر حمضية، يليها انخفاض في مستويات ثاني أكسيد الكربون، قبل الانفجار البركاني التالي.

سبّب اجتماع العوامل السابقة انقراض أكثر من نصف أنواع الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض، أما الديناصورات التي دخلت مسبقًا في منافسة بيئية، وعلى الرغم من خسارتها أكثر من نصف عدد أنواعها، فقد هيمنت على الأرض حينها، ويشار إلى أن تجميع أحداث عدة قرون في قرن واحد من المحتمل أن يخلف عواقب وخيمة.

اقرأ أيضًا:

انقراض الديناصورات منذ 65 مليون سنة: كيف حدث وما هو سببه

الانقراض الجماعي

ترجمة: بشرى عيسى

تدقيق: سمية بن لكحل

المصدر