الهيموجلوبين هو بروتين موجود في كريات الدم الحمراء، وهو ما يكسبها اللون الأحمر، إضافةً إلى أنه مسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى سائر الجسم، ونقل ثاني أكسيد الكربون الخارج من الخلايا إلى الرئتين، ليُطرَح مع الزفير. ويؤدي انخفاض مستواه إلى فقر الدم، الذي يسبب أعراضًا كالتعب واضطراب التنفس. تتراوح مستويات الهيموجلوبين طبيعيًا عند الرجال بين 14 و17.5 جم/دل، ولدي النساء بين 12.3 و15.3 جم/دل. وفقًا لتعريف مؤسسة مايو كلينك فإن مستوى الهيموجلوبين المنخفض هو ما يقل عن 13.5 جم/دل لدى الرجال و12 جم/دل لدى النساء. وقد يحدث الانخفاض لعدة أسباب، منها:

  •  فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  •  الحمل.
  •  مرض الكبد.
  •  أخماج السبيل البولي.

ينخفض مستوى الهيموجلوبين عند بعض الأشخاص طبيعيًا دون وجود عامل مسبب، وقد ينخفض مستواه لدى البعض دون ظهور أي أعراض.

إذا تأثر إنتاج كريات الدم الحمراء نتيجة حالة طبية ما، فقد تنخفض مستويات الهيموجلوبين، وقد يؤدي انخفاض تعداد كريات الدم الحمراء وانخفاض مستويات الهيموجلوبين إلى فقر الدم.

قد يطلب الطبيب إجراء فحص دم للتحقق من مستوى الهيموجلوبين، ويعتمد نوع اختبارات الدم المطلوبة وعددها على نمط فقر الدم المشتبه به.

فقر الدم (الأنيميا):

هو خلل دموي يحدث لعدم وجود كمية كافية من الهيموجلوبين في الدم. وله عدة أنماط، وتتراوح المشاكل الصحية المسببة له من بسيطة إلى شديدة. وقد يسببه أحد العوامل التالية:

  •  عدم قدرة الجسم على إنتاج كمية كافية من الهيموجلوبين.
  •  عدم قدرة الهيموجلوبين على أداء وظيفته.
  •  عدم قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي من كريات الدم الحمراء.
  •  تحلل كريات الدم الحمراء سريعًا.

أسباب فقر الدم:

يلعب الحديد دورًا أساسيًّا في إنتاج الهيموجلوبين، إذ يرتبط ببروتين يُسمى (ترانسفيرين)، يتولى نقله في جميع أنحاء الجسم، ما يساعد على تصنيع كريات الدم الحمراء. يؤدي عدم الحصول على كمية كافية من الحديد إلى نقص مستواه في الجسم، وهو السبب الأكثر شيوعًا لفقر الدم، وتُعرف الحالة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد. قد تقلل العوامل التالية من مخزون الحديد في الجسم:

  •  فقدان الدم نتيجة للقرحات أو الرضح أو الصدمات، وبعض أنواع السرطان، إضافةً إلى الدورة الشهرية.
  •  نقص الحديد في الغذاء.
  •  زيادة احتياج الجسم إلى الحديد، كما في الحمل.

قد يتطور فقر الدم الناجم عن عوز الحديد لدى أي شخص، لكن المجموعات التالية من الأشخاص هم الأكثر عرضةً لذلك:

  •  النساء، بسبب فقدان الدم خلال الدورة الشهرية والولادة.
  •  كبار السن (أكبر من 65 سنة)، لأنهم أكثر عرضةً لنقص الحديد في الغذاء.
  •  المرضى الذين يتعاطون مضادات التخثر، كأسبرين أو بلافيكس أو كومادين أو هيبارين.
  •  المصابون بالفشل الكلوي (خاصةً من هم بحاجة إلى الغسيل الكلوي)، لوجود خلل في تصنيع كريات الدم الحمراء لديهم.
  •  مَن لديهم مشاكل في امتصاص الحديد.

إضافةً إلى الحديد، يستخدم الجسم الفولات (وفيتامين ب) لإنتاج الهيم، وهو الجزء المحتوي على الهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء، فإذا كانت مستويات الفولات غير كافية، لا تستطيع كريات الدم الحمراء أن تنضج، ما يؤدي إلى فقر الدم الناجم عن نقص الفولات، وانخفاض مستويات الهيموجلوبين.

انخفاض هيموجلوبين الدم: الأسباب والعلاج - نقل الأكسجين من الرئتين إلى سائر الجسم - نقل ثاني أكسيد الكربون من الخلايا إلى الرئتين - فقر الدم - نقص الحديد

من الأعراض الشائعة للأنماط المختلفة لفقر الدم:

  •  الشعور بالتعب.
  •  اضطرابات التنفس.
  •  الدوخة.
  •  ألم الرأس.
  •  الشعور بالبرد.
  •  الوهن.
  •  شحوب البشرة.

علاج فقر الدم:

يعمل الطبيب في البداية على اكتشاف العامل المسبب لفقر الدم، كأن تكون الحمية الغذائية غير مناسبة، أو وجود مشكلة صحية أخطر، وبهذا يمكن معالجة فقر الدم من طريق معالجة العامل المسبب له.

يُعالَج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد بزيادة ما يحصل عليه المريض من حديد، إما بتناوله في صورة مكملات غذائية أو بتناول الأطعمة الغنية بالحديد، وهي الخطوة الأولى لعلاج المريض بانخفاض مستوى الهيموجلوبين.

يوجد الحديد في المصادر الحيوانية للطعام (اللحوم والأسماك)، والنباتية (الخضراوات والأطعمة المدعمة بالحديد كحبوب الإفطار)، وتُعَد الأصناف التالية تحديدًا من المصادر الغنية بالحديد:

  •  المحار.
  •  التوفو.
  •  سمك التونا.
  •  القريدس.
  •  لحم الكبد والأعضاء.
  •  الكبد البقري.
  •  اللحم البقري.
  •  فخذ الديك الرومي.
  •  لحم ساق الضأن.
  •  البيض.
  •  الفاصوليا.
  •  القنبيط.
  •  اللفت.
  •  السبانخ.
  •  اللوبيا.
  •  الملفوف.
  •  الفول والعدس.
  •  البطاطا المطهية.
  •  خبز القمح الكامل.
  •  الحبوب والخبز المدعم بالحديد.
  • زبدة الفول السوداني.
  •  الأرز الأسمر.
  •  نخالة الزبيب الغنية بالحديد.
  •  دبس السكر.

قد يحتاج المريض إلى تناول مكملات الحديد فمويًّا لرفع مستوى الهيموجلوبين. لكن قد تسبب الكمية الكبيرة من الحديد حالة اكتناز الحديد أو داء ترسب الأصبغة الدموية، التي قد تؤدي إلى أمراض كبدية كتشمع الكبد، إضافةً إلى آثار جانبية أخرى كالإمساك والقيء والغثيان، لذلك تجب مراجعة الطبيب ليحدد الجرعة الآمنة.

يُنصح بألا تقل جرعة الحديد اليومية عن 8 مجم يوميًا للرجال، و18 مجم للنساء، و27 مجم في حالة الحمل.

من المفترض أن يلاحظ المريض تحسن مستوى الحديد لديه بعد أسبوع إلى شهر تقريبًا، حسب الحالة المسببة لانخفاض الهيموجلوبين.

يجب حفظ مكملات الحديد بعيدةً عن متناول الأطفال، وإذا كان الطفل بحاجة إليها فيجب التأكد من اختيار المكملات الآمنة، لأن حجم الدم لدى الأطفال أقل منه لدى البالغين، ما يجعلهم أكثر عرضةً للتسمم بالحديد. يجب الاتصال بالطبيب فورًا إذا تناول الطفل أقراص الحديد بالخطأ.

نظرًا إلى أهمية الفولات لنضج كريات الدم الحمراء، يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالفولات للحفاظ على مستوى الهيموجلوبين، ومنها:

  •  اللحم البقري.
  •  السبانخ.
  •  اللوبيا.
  •  الأفوكادو.
  •  الخس.
  •  الأرز.
  •  الفاصوليا.
  •  الفول السوداني.

زيادة امتصاص الحديد:

مع زيادة الكمية المتناولة من الحديد، سواء من طريق الطعام أو المكملات الغذائية، يجب التحقق من قدرة الجسم على امتصاصه. إذ قد تزيد بعض العوامل أو تنقص الكمية المُمتصة من الحديد.

العادات التي تزيد امتصاص الحديد:

يجب تناول الأطعمة أو المكملات الغذائية الغنية بفيتامين (سي) مع الأطعمة الغنية بالحديد أو مكملات الحديد، إذ يساعد فيتامين (سي) على زيادة الكمية الممتصة من الحديد. من المفيد عصر القليل من الليمون الطازج على الأطعمة الغنية بالحديد لزيادة امتصاصه.

من الأطعمة الغنية بفيتامين (سي):

  •  الليمون.
  •  الفراولة.
  •  الخضراوات داكنة الأوراق.

أيضًا يساعد فيتامين (أ) والبيتا كاروتين على زيادة امتصاص الحديد. يمكن الحصول على فيتامين (أ) من المصادر الحيوانية كالأسماك والكبد، أما بيتا كاروتين فيوجد غالبًا في الفاكهة الحمراء والصفراء والبرتقالية، إضافةً إلى بعض الخضراوات مثل:

  •  الجزر.
  •  القرع الشتوي.
  •  البطاطا الحلوة.
  •  المانجو.

يمكن تناول مكملات فيتامين (أ) الغذائية، مع الالتزام بالجرعة الآمنة وفقًا لإرشادات الطبيب، إذ قد تؤدي الكمية الزائدة منه إلى حالة خطيرة تُسمى فرط فيتامين (أ).

العادات التي تقلل من امتصاص الحديد:

قد يعيق الكالسيوم -سواء كان مصدره الطعام أو المكملات الغذائية- امتصاص الحديد، لذلك يجب تجنب تناول مكملات الكالسيوم أو الأطعمة الغنية به مع مكملات الحديد.

من الأغذية الغنية بالكالسيوم:

  •  منتجات الألبان.
  •  فول الصويا.
  •  البذور.
  •  التين.

أيضًا قد يقلل حمض الفايتيك من امتصاص الحديد خاصةً عند النباتيين، لكن يقتصر تأثيره على وقت الوجبة فقط. يجب تجنب تناول الأطعمة الغنية به مع الأطعمة الغنية بالحديد. من الأطعمة الغنية بحمض الفايتيك:

  •  الجوز.
  •  البندق البرازيلي.
  •  السمسم.

يجب عدم استبعاد الكالسيوم أو حمض الفايتيك تمامًا من النظام الغذائي لأنها مواد غذائية أساسية.

متى تجب زيارة الطبيب؟

في بعض الحالات قد لا تكفي الحمية أو المكملات الغذائية لعلاج انخفاض مستوى الهيموجلوبين، لذلك يجب التواصل مع الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض التالية خلال محاولة رفع مستوى الهيموجلوبين:

  •  شحوب البشرة أو اللثة.
  •  الإرهاق والتعب العضلي.
  •  تسارع نبضات القلب أو عدم انتظامها.
  •  الشعور بألم متكرر بالرأس.
  •  حدوث كدمات متكررة أو غير مفسرة.

الخلاصة:

يمكن اتخاذ عدة إجراءات لرفع مستوى الهيموجلوبين، بتغيير النظام الغذائي أو أخذ المكملات، وفي أثناء ذلك يجب التواصل مع الطبيب باستمرار.

قد يحتاج المرضى علاجًا إضافيًّا كنقل الحديد، خاصةً في الحمل أو الحالات الصحية المزمنة.

يرتفع مستوى الهيموجلوبين بعد بضعة أسابيع إلى سنة تقريبًا، حسب العامل المسبب والتغيير الذي قام به المريض.

اقرأ أيضًا:

أفضل حمية غذائية لمرضى فقر الدم

فقر الدم الناجم عن عوز الحديد

إعداد: رؤى علي ديب

تدقيق: محمد الصفتي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصادر: 1 2