يبدو أن ارتفاع منسوب مياه البحر قد أدى إلى انقراض أحد أنواع القوارض التي تعيش على جزيرة في الحاجز المرجاني العظيم. وهذه هي أول حالة موثقة لانقراض أحد أنواع الثدييات بسبب التغيرات المناخية. وكان هذا الحيوان الثدييّ يدعى « the Bramble Cay melomys»، وهو ذو ذيل طويل وله شارب، ولون فرائه بني محمر وهو بنفس حجم الفأر الصغير.
وكان يُعدّ من الثدييات الوحيدة المتوطنة والأصلية في الحاجز المرجاني العظيم، ويعيش على جزيرة صغيرة في شمال شرق مضيق توريس بين ولاية كوينزلاند، أستراليا، والسواحل الجنوبية من بابوا غينيا الجديدة.

وعلى الرغم من أن أعداد حيوان « melomys » كانت وفيرة على الجزيرة في السبعينيات، لكنها تضاءلت بشكل سريع خلال العقود القليلة الماضية، مما أدى إلى تصنيفها ككائنات مهددة بالانقراض، وقد تم رصدها آخر مرة على الجزيرة عام 2009.
وقد أجرى العلماء مسحًا شاملًا للجزيرة من أغسطس إلى سبتمبر من العام 2014، باستخدام الفخاخ والكاميرات والتفتيش النهاري في محاولة لرصد هذا النوع وإحصاء أعداده، لكن من دون جدوى، مما أدى إلى الاستنتاج أن هذا الكائن، على الأغلب، قد انقرض.
كتب العلماء في تقريرهم إلى حكومة ولاية كوينزلاند: « يمكن أن نؤكد، وبثقة كبيرة، أن أستراليا قد فقدت نوعًا آخر من الثدييات». وتم إلقاء اللوم على التغيرات المناخية الناتجة عن التدخل البشري في الطبيعة.
وقد صرّح لوك يونغ، الباحث المشارك في الدراسة والعلماء في جامعة كوينزلاند لصحيفة نيويورك تايمز: «إن العامل الرئيسي المسؤول عن موت حيوانات « melomys » هو ارتفاع المد والجزر وارتفاع مياه البحر، وامتداده ليصل إلى جميع أنحاء الجزيرة».
ويعتقد أن مياه البحر قد دمرّت موطن هذا المخلوق الصغير. وفي مارس عام 2014، كان السطح الصالح للعيش في الجزيرة قد تقلص إلى أصغر مساحة أكثر من أي وقت مضى، وبدأت المواقع التي كان يلجأ إليها هذا المخلوق، مثل الكهوف الصخرية والشقوق، بالاختفاء.
كما أدى ذلك أيضًا إلى مشاكل في التغذية. حيث قلّت مصادر الغذاء إلى حدّ كبير، والجدير بالذكر هنا أن هذه القوارض كانت في الغالب نباتية، لذا كان عليها منافسة الطيور البحرية المعششة والسلاحف على الغذاء.

ويعتقد كثيرون أن هذا الانقراض، على الأرجح، مجرد غيض من فيض. حيث يسبب تغير المناخ ضغوطًا هائلة على الأنواع في جميع أنحاء العالم، وقد كشف تقرير عام 2015 أن سدس الأنواع على كوكب الأرض يمكن أن تواجه خطر الانقراض نتيجة لذلك.
وقد صرّح جون وايت، الخبير في شؤون البيئة من جامعة ديكن الاسترالية لصحيفة الغارديان، قائلًا: «التغير المناخي وانقراض الأنواع يسيران جنبًا إلى جنب على امتداد التاريخ. وإذا كان انقراض هذا الحيوان الثدييّ أولى نتائج التغيرات المناخية، فعلى الأغلب لن يكون الأخير”

إعداد: إلهام حج علي
تدقيق: صفاء قرحيلي
المصدر