أخيرًا تمكّن العلم من كشف سبب طقطقة الأصابع (knuckles crack)، وذلك في دراسة حديثة تم عرضها خلال المؤتمر السنوي لجمعية أطباء الأشعة في أمريكا الشمالية (Radiological Society of North America)، وتم تأكيد أن السبب الحقيقي وراء ذلك يعود لحدوث تغيرات في الضغط داخل الجوف المفصلي.

أما إذا كان ذلك مفيدًا أم ضارًا فالإجابة غير واضحة حتى الآن.

سابقًا، كانت هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير هذه الظاهرة، وكان أغلبها يتحدث عن الفقاعات الغازية داخل السائل الزليلي الموجود داخل مفاصل الأصابع.

وأبرز هذه الدراسات تلك التي قام بها باحثون من جامعة آلبرتا (Alberta)، وذلك من خلال استخدام الرنين المغناطيسي (MRI) لمراقبة ماذا يحدث داخل مفاصل الأصابع حتى تصدر ذلك الصوت المميز، وأكدوا أن الدور الأساسي يعود لحركة الفقاعات الغازيّة داخل السائل المفصلي دون أن يحدّدوا بوضوح آلية حدوث ذلك.

أما الدراسة الحديثة التي نحن بصددها اليوم، فقد قام بها علماء في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، والتي اعتمدت على المراقبة بالأمواج فوق الصوتية بالإضافة إلى الرنين المغناطيسي، وشملت الدراسة 40 رجلًا وامرأة يقومون بطقطقة الأصابع بشكل دائم.

وخلال مراقبة مفاصل الأصابع، لُوحظ حدوث ما يشبه الفلاش (FLASH) على الإيكو أثناء حدوث الصوت.

وأكد البروفيسور روبرت بوتين (Robert D. Boutin) أستاذ علم الأشعة في جامعة كاليفورنيا أن هذا كان مفاجئًا بالنسبة لهم، وأن السبب وراء ظهور هذا الفلاش في 94% من حالات طقطقة الأصابع سببه حدوث تغير في الضغط ضمن الجوف المفصلي، سببه تحرك الفقاعات الغازية.

أما إذا كانت هذه العادة ضارة أم مفيدة؛ فقد قال البروفيسور روبرت أن سجلات المراقبة لم تُظهر حدوث أي ضرر آني أو سريع في المفصل، أما على المدى الطويل فإن ذلك يحتاج لمزيد من الدراسات والأبحاث.

وقال رئيس قسم جراحة اليد في جامعة فيلادلفيا بيدرو بريدجكلينز (Pedro Beredjiklian): «إن طقطقة الأصابع تقلل من قوة وصلابة مفاصل الأصابع، ولكن ذلك لا يعني أنه تأثير ضار.

أما الاعتقاد الشعبي الشائع بأن طقطقة الأصابع تؤدي مستقبلًا لحدوث التهاب مفاصل (Arthritis)؛ فهذا غير صحيح نهائيًا وهذا ما أكدته عدة دراسات إحداها أجريت عام 1975 والأخرى عام 2011.