تتراجع مستويات الذكاء لدينا؛ ولا أحد يعرف السبب، ولكنّ العلماء اتفقوا إلى حدٍّ كبيرٍ على أن هذا يرجع إلى وجود خللٍ في البيئة وليس إلى ظهور أناسٍ بجيناتٍ أقل ذكاءً.

لفترةٍ كبيرةٍ من القرن العشرين ارتفع الذكاء البشريّ.

أظهرت أبحاث جيمس فلين، الباحث في الاستخبارات النيوزيلندية الذي لاحظ هذه الظاهرة أن مستوى الذكاء الخاص بنا يرتفع بمعدل ثلاثة مستوياتٍ كل عقد، ولكن أكد البحث أن هذه الظاهرة والتي تُسمى “ظاهرة فلين” قد انتهت.

شملت دراسةٌ حوالي 750 ألف رجل نرويجي من عام 1962 إلى عام 1991، وأظهرت الأبحاث التي نُشرت في محاضرة الأكاديمية الوطنية للعلوم في شهر يونيو من عام 2018، أن ظاهرة فلين استمرت حتى عام 1975، حينما بدأت مستويات الذكاء بالانحدار بشكلٍ مفاجئ.

انخفض هذا الذكاء العائلي في نفس الإطار الزمنيّ، مُشيرًا إلى أن السبب -أو الأسباب- وراء فقدان الذاكرة لم يكن زيادة عدد الأشخاص الأقل ذكاءً والذين يتكاثرون، بل كان العوامل البيئية، وأظهرت دراسات مماثلة نفس النتائج في بريطانيا، وفرنسا، وهولندا.

ما السر وراء انخفاض مستويات الذكاء؟

يفترض العلماء أن السبب يعود إلى حدوث تغيراتٍ في نُظم التعليم لدينا، نُظم التغذية، البيئة الإعلامية الحالية، انخفاض معدلات القراءة، وزيادة النشاط عبر الإنترنت.

البعض يلوم امتحان تحديد مستوى الذكاء، الذي يُفضل الذكاء المتبلور (الذي يعتمد على المعلومات التي سُبقت دراستها) على الذكاء السائل (الذي يعتمد على استخدامك مهاراتك المنطقية والمراقبة لحل المشاكل).

في عصرنا الحالي -كما يُقال- يتم التركيز على الذكاء السائل الذي قد يكون السبب وراء انخفاض مستوى ذكائنا المُفترض.

وقد وجدت دراسةٌ أخرى أجراها باحثون في جامعة تكساس في أوستن أنه يمكن للناس الاحتفاظ بالبيانات أو المعلومات ومعالجتها بشكلٍ أفضل إذا كانت هواتفهم الذكية موجودة في غرفة أخرى.

لم ينجح مجردُ إيقاف تشغيل الهاتف أو حتى إخفاؤه في الجيب أو الحقيبة؛ لا يزال أصحاب الهواتف يعانون من استنزاف عقولهم عندما تكون أجهزتهم في مكانٍ قريب.


  • ترجمة: أيمن صابر.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر