وحد البرنامجان الرئيسيان لأبحاث الفضاء EMU وPEGASUS جهودهما لحل أحد ألغاز مجرة درب التبانة: أين توجد جميع بقايا المستعرات العظمى؟

تمثل بقايا المستعر الأعظم المرحلة الأخيرة من حياة النجم بعد انفجاره؛ وهي سحابة ممتدة من الغاز والغبار. لكن بقايا المستعرات المكتشفة حتى الآن باستخدام التلسكوبات الراديوية قليل جدًا.

بحسب توقعات النماذج الحاسوبية يجب أن يكون العدد أكبر بمقدار خمسة أضعاف، إذن أين البقايا المفقودة؟

للإجابة عن هذا السؤال، دُمجت مشاهدات اثنين من التلسكوبات الراديوية الأسترالية الرائدة عالميًا؛ أسكاب وموريانغ.

الغاز ما بين النجوم:

تكشف الصورة الجديدة عن محالق نحيفة، وسحب متكتلة من غاز الهيدروجين تملأ الفراغ بين النجوم. بإمكاننا رؤية المواقع التي تتشكل فيها نجوم جديدة، وكذلك بقايا المستعرات العظمى. وهذه الرقعة الصغيرة تشكل 1٪؜ من مجرة درب التبانة.

اكتشفنا أكثر من 20 أثرًا لمستعر أعظم جديد محتمل، بينما لم نرصد سابقًا سوى سبعة.

كانت طالبة الدكتوراه بريانا بول من جامعة ألبرتا الكندية بطلة هذه الاكتشافات، بالتعاون مع مشرفها رولاند كوثز من المجلس الوطني للأبحاث في كندا؛ وهو الذي أعدّ الصورة.

تشير هذه الاكتشافات الجديدة إلى اقترابنا من تحديد الآثار المفقودة. إذن لماذا لم نستطع رؤيتهم من قبل؟

قال أندرو هوبكنز، أستاذ علم الفلك في جامعة ماكواري: «نحن نقود برنامج الخريطة التطورية للكون، أو ما يعرف اختصارًا بـ EMU؛ وهو مشروع طموح مع مرصد أسكاب لصنع أفضل أطلس خرائط راديوي في نصف الكرة الجنوبي. سيقيس برنامجنا حوالي أربعين مليون مجرة جديدة وثقوبًا سوداء فائقة، لمساعدتنا في فهم كيفية تغير المجرات عبر تاريخ الكون».

أدت بيانات EMU الأولية إلى اكتشاف أوساط راديوية شاذة وكشفت عن شذوذ نادر يشبه “الأشباح الراقصة”.

بالنسبة لأي تلسكوب، تعتمد دقة الصورة على حجم بؤرة العدسة، إذ تحاكي مقاييس التداخل مثل أسكاب بؤرة تلسكوب كبير جدًا. مع 36 صحنًا صغيرًا نسبيًا (بقطر 12 مترًا لكل صحن)، وأبعد مسافة بين الصحون هي 6 كيلومترات؛ أي يحاكي أسكاب تلسكوبًا واحدًا قطر صحنه 6 كيلومترات.

يمنح هذا أفضلية لـ أسكاب من ناحية دقة الصورة، لكنه يأتي على حساب الانبعاثات الراديوية المفقودة بالنسبة للمقاييس الأكبر.

من أجل استعادة هذه المعلومات المفقودة، لجأنا إلى مشروع صديق يسمى PEGASUS، بقيادة إيتوري كاريتي من المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية.

يستخدم PEGASUS مرصد موريانغ بقطر 64 مترًا، لرسم خريطة للسماء؛ وهو أحد أكبر المراصد الراديوية أحادية الصحن في العالم. وعلى الرغم من الحجم الكبير للصحن، فإن دقته محدودة نوعًا ما.

لذا، فالجمع بين المعلومات المأخوذة من كلا المشروعين يملأ كل منهما ثغرات الآخر، لإنتاج أفضل صورة دقيقة لهذه المنطقة من مجرة درب التبانة. إذ يُظهر هذا الاتحاد انبعاث الراديو على كافة المقاييس للكشف عن بقايا المستعرات العظمى المفقودة.

سيسمح لنا ربط مجموعات بيانات EMU وPEGASUS بالكشف عن المزيد من الآثار المخفية. وفي السنوات القليلة القادمة ستكون لدينا رؤية غير مسبوقة لكامل مجرتنا تقريبًا، أكبر بحوالي 100 مرة من هذه الصورة الأولية، ولكن بذات المستوى من التفاصيل والحساسية.

نتوقع وجود حوالي 1500 أو أكثر، من آثار مستعرات عظمى لم تُكتشف بعد. إذ سيؤدي حل لغز هذه البقايا المفقودة إلى فتح آفاق جديدة في تاريخ مجرتنا درب التبانة.

اقرأ أيضًا:

رصد مياه على سطح القمر مصدرها الشمس

دراسة جديدة تكشف سر النجوم الرحالة غير المرتبطة جاذبيًا بأية مجرة في الفضاء

ترجمة: حنا مسيكه

تدقيق: منال توفيق الضللي

المصدر