أعلن المركز الطبي لجامعة أمستردام (UMC) عن نهاية مبكرة لتجربة سريريّة لاختبار تأثير جديد لدواء (السيلدينافيل – Sildenafilin) في أعقاب وفيّات الأطفال حديثي الولادة.

يستخدم هذا الدواء -المعروف تجاريًا باسم الفياغرا- شعبيًا لعلاج ضعف الانتصاب عن طريق تحسين تدفق الدم.

وقد شجّع الأطباء من خلال الاختبارات الأوليّة على استخدام نفس خصائص توسيع الأوعية الدموية لتحفيز نمو المشيمة.

قال رئيس فريق الباحثين في أمراض النساء والولادة ويسيل غانزيفورت (Wessel Ganzevoort): «أردنا أن نظهر أنّ هذا كان فعّالًا للنهوض بالنمو بين الأطفال، لكن حدث العكس.

آخر شيء تريده هو إيذاء المرضى».

يعمل السيلدينافيل عن طريق منع إنزيم يكسر مركّب مرسال يساعد على إرخاء العضلات الملساء، مثل تلك المحيطة بأوعية دموية معيّنة.

والنتيجة هي زيادة في تدفق الدم، والتي لا تستخدم فقط في تحسين وظيفة الانتصاب ولكن في الحدّ من شدّة أعراض المرض وفي علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي.

والآن بعد أن أصبحت غير مُسجلة، يتمّ استكشاف العقار من قبل شركات الأبحاث على أنّه عقار مدهش في مجموعة من الشروط الأخرى.

وكان أحد التطبيقات التي أظهرت في بادئ الأمر أملًا كوسيلة لتوسيع الأوعية الدمويّة في المشيمة التي تكون بطيئة النمو والتطور، وهي حالة تزيد من خطر ولادة الطفل قبل الأوان وبأوزان ولادة منخفضة.

وجاء في بيان منظمة (UMC): «إنّ تشخيص مثل هؤلاء الأطفال صعب ولا يوجد علاج آخر معروف للطفل».

لم تكشف التجارب السريريّة العشوائيّة الحديثة التي تقارن الدواء الفعال مع آخر وهمي عن أيّ آثار ضارة على الأمهات الأصحاء أو الرضع، ما يسمح للآخرين بإجراء مزيد من الاختبارات.

في الواقع كانت الإشاعة حول إمكاناته تزداد على مر السنين، مع شائعات بأنّ الأطباء قد اقترحوا بالفعل تطبيقه على النساء الحوامل.

يقول غانزيفورت، الذي كان حريصًا أيضًا على الإشارة إلى كيف أن الأطباء في هولندا أكثر حذرًا: «الزملاء الأجانب انصاعوا لهذه الإشاعات لأنهم وصفوه في بعض الأحيان، مع نتائج جيدة»، وأضاف: «مرَّ علي بعض النساء الحوامل اللاتي طلبن ذلك خلال الاستشارات».

ما حدث بالضبط في هذه التجربة لا يزال لغزًا.

في عام 2015، قامت مستشفيات في هولندا بتوظيف 183 امرأةً من المرجّح أن يتأثر حملهن سلبًا بتطوّر المشيمة، وتمّ وضع نصفهن تقريبًا على الدواء الوهمي.

أجرى تقييمٌ أجراه مجلس مستقل نظرةً فاحصةً على 19 حالة وفاة لحديثي الولادة الذين تمّ تسليمهم للأمهات اللواتي تلقين الدواء أثناء فترة الحمل.

بشكل حاسم، تمّ تشخيص 11 من هؤلاء الأطفال مع ارتفاع ضغط الدم في رئاتهم، ويفترض أن يكون التشخيص مرتبطًا بالدواء.

وستّة من المواليد الجدد أيضًا عانوا من حالة رئوية حرمتهم من الأكسجين الكافي، لكنهم نجوا.

توفى أيضًا 9 أطفال في المجموعة الثانية بعد الولادة مباشرة، ولم يُظهر أي منها علامات على هذه الحالة الرئوية الخاصة.

كان من المقرر أن تستمر الدراسة حتّى عام 2020.

وعلى الرغم من إلغاء التجربة، ما زالت حوالي 10 نساء في انتظار معرفة كيف يمكن أن يؤثر هذا الدواء على الحمل، ويتمّ مراقبتهن عن كثب.

ليس من الواضح ما هيّ نتيجة الأبحاث بعد الآن، النتائج صادمة، ولكن أيضًا غير متوقعة تمامًا.

وقال خبير الطب الجنيني زاركو الفيرفيتش (Zarcko Alfirevic) من جامعة ليفربول لبي بي سي: «يجب أن نكون حذرين في هذه المرحلة لمعرفة المزيد».

«الأمر يحتاج إلى تحقيق شامل لأن المضاعفات لم تُشاهد في تجربتين مشابهتين أخريين تمّ إجراؤهما بالفعل في المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا».

من الواضح أن عقار السيلدينافيل عقار له قدر كبير من الإمكانات، وإعطاء المشيمة دفعة للنمو يمكن أن يكون حتّى الآن واحدًا من هذه الإمكانات.

لكنه مثال مأساوي عن السبب الذي يجعل حتى أكثر العلاجات الواعدة يحتاج إلى مثل هذه التجارب المكثفة، بغضّ النظر عن حجم الأمل الذي تُظهِره.


  • ترجمة: كنان مرعي.
  • تدقيق: صهيب الأغبري.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر