295

 

تكوّنت أوْلى النُجوم في الكَون بَعد مرورِ مِئاتِ الملايين مِن السنين على الإنفجار الكبير، بعد الفترة المعروفة بـ “العُصور المظلمة” الكوزمولوجية، حينما تكَوّنت ذرّات الهيليوم والهيدروجين ولكن لم يلمع أي شيء. الآن، قام باحثان كنديان بحساب شكل هذه الأجسام، فَوُجِدَ أن أولى النجوم كانت تتجمع معًا في مجموعات (عناقيد) هائلة؛ فتصبح مضيئة وكأنّها مِئة مليون شمسٍ مُجتمعة.

والنجوم الأولي كانت كـتلة كبيرة تشكّلت نتيجة تقلّص غاز سحابة جزيئة عملاقة في الوسط بين-النجمي، وتستمر هذه المرحلة بالنسبةِ للنجوم التي بنفس كـتلة الشمس فقط، إلى ما يقارب الـ 10،000،000 سنة.

ووضّحَ العالِمان (ألكسندر ديسوزا، وشانتانو باسو) كيفَ أن لمعان النجوم يتغير، وذلكَ لأنها تشكّلت من إنهيار جاذبية الأقراص الغازيّة، والنجوم في بدايتها، ما هيَ إلّا صراعٌ بين الجاذبية والتفاعلات النووية التي تحدُث بداخلها. والتطور الأولي للنجم يكون فوضويّا، فموجات الإنفجارات الصادرة والمتصاعدة من النجوم في وسط هذه الأقراص الغازية، تصدر ضوءً أقوى بمئةِ مرة من المعتاد. لهذا يكون لمعان النجوم الأولية هائل، لأنها ما زالت تتشكل وتسحب المواد المختلفة المتناثرة بين النجوم وتضمّها إليها.

عاشت النجوم القديمة لفترةٍ قصيرة جدًّا، وأنتجت العناصر الثقيلة الأولى؛ مثل الكربون والأكسجين، الذي تعتمد عليها كيميائية الحياة بشكلٍ كبير.

وسافر ضوء هذه النجوم إلينا لـ13 مليار سنة، لذلك يبدو لنا ضوء النجوم من على الأرض باهت جدّا، ويتمدد ضوءها إلى الأشعة تحت الحمراء بسبب تمدد الكون، لذلك تكون رؤية النجوم أمرٌ صعب، ولكن مع الجيل القادم من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، سيكون من السهل رؤيتها؛ لأن لمعان النجوم الأوليّة يظهر خافت جدا بالتلسكوب الحالي.

وعلّق الدكتور باسو: “إن رؤية أولى النجوم والسعي لتتبع تاريخ الكون هو هدف رئيسي بالنسبةِ إلينا، وإن كنّا على حق؛ ففي غضونِ سنواتٍ قليلة، سنرى الأشياء الغامضةِ المتألقة، وكأنّها خرجت إلى حيّز الوجود وأضاءت الكونّ من حولنا.”

 

[divider] [author ]إعداد: أحمد زياد[/author] [divider]

المصدر | البجث