غالبًا ما نستخدم غسول الفم للتخلص من البكتيريا السيئة في الفم، ولكن بعض العلامات التجارية تحتوي على مكون قد يسبب التسوس فيما بعد.

أشارت دراسة جديدة إلى أن غسول الفم الذي يحتوي على المادة الكيميائية والتي تعرف بالكلورهيكسيدين قد تجعل أسنانك أكثر عرضةً للضرر والتسوس.

على الرغم من أن هذه المادة الكيميائية مضادة للبكتيريا، فإن النتائج الأخيرة تشير إلى كونها تعيق الميكروبات البشرية microbiome في فمك ما يؤدي إلى وفرة البكتيريا المنتجة للّاكتات وعليه سيكون اللعاب حامضيًا أكثر.

للعاب دور مهم في الحفاظ على درجة حموضة فمك والتي تكون متعادلة تقريبًا، وقد يتسبب تغيّر حموضته في التهابات اللثة.

قال الباحث راؤول بيسكوس من جامعة بليموث: «نحن نجهل تقريبًا فعالية مكونات هذه المنتجات وأساليب استخدامها، فغسول الكلورهكسيدين يُستخدم بكثرة لكن الأبحاث اقتصرت على تأثيره على عدد معين من البكتيريا المرتبطة بأمراض الفم، ومعظم الأبحاث أُجريت في المختبر وليس داخل الفم».

تجنب هذا النوع من غسول الفم لأنه يسبب التسوس - التخلص من البكتيريا السيئة في الفم - الميكروبات البشرية microbiome - الحفاظ على صحة الإنسان

في هذه الدراسة، أُعطي غسول الفم (الوهمي) لـ36 مشاركًا لاستخدامه مدة دقيقة مرتين في اليوم على مدى أسبوع، وفي الأسبوع التالي استُبدل غسول الفم الوهمي بغسول فعال يحتوي على الكلورهيكسيدين.

حلل الباحثون وفرة البكتيريا وتنوعها في فم كل مشارك عند نهاية كل تجربة، بالإضافة إلى قياس درجة الحموضة وكمية اللعاب وتركيز الأحماض واللاكتات والجلوكوز والنترات والنتريت.

ووجدوا أن استخدام غسول الفم بالكلورهكسيدين لا يؤدي فقط إلى تقليل التنوع الميكروبي وزيادة الحموضة فحسب، بل يقلل أيضًا من قدرة اللعاب على تثبيت درجة الحموضة.

ارتفع تركيز اللاكتات والجلوكوز في اللعاب بعد استخدام هذا النوع من غسول الفم، بالإضافة إلى أنه أعاق تحويل النترات إلى نتريت.

لاحظ محررو الدراسة زيادة ضغط الدم عند استخدام غسول الفم الحاوي على الكلورهيكسيدين. ظهر هذا التأثير الغريب في دراسات سابقة أيضًا، لذلك يظن المحررون أن استخدام هذا الغسول بارز أكثر لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

تقول عالمة الطب الحيوي لويز بلفيلد من جامعة بليموث: «لقد استخففنا كثيرًا بتعقيد البكتيريا الفموية وبأهميتها في الماضي، إذ إن النظرة العامة للبكتيريا تُلخَص بكونها سيئة ومسببة للأمراض، لكننا نعلم الآن أن غالبية البكتيريا –سواء كانت في الفم أو في الأمعاء– ضرورية للحفاظ على صحة الإنسان».

مختصرًا، يبدو أن هذا النوع من غسول الفم يقتل البكتيريا الجيدة وكذلك اللويحات السنية السيئة، لذلك أشار الباحثون إلى ضرورة إيجاد المعلومات الكافية حول هذا النوع من غسول الفم قبل أن نتمكن من وصفها لعامة البشر.

قال بروكس الذي أشار إلى كون هذه الدراسة الأولى من نوعها: «في مواجهة تفشي مرض كورونا الجديد يستخدم العديد من أطباء الأسنان الآن الكلورهيكسيدين لشطف الأسنان قبل إجراء عمليات الأسنان، لذلك من الضروري جدًا معرفة المزيد من المعلومات حول كيفية عملها على الفيروسات».

اقرأ أيضًا:

ما حقيقة المدينة العائمة في سماء الصين؟

ما هو الحزاز الفموي المسطح ؟

ترجمة: رند عصام

تدقيق: نغم رابي

مراجعة: آية فحماوي

المصدر