باستخدام التكنولوجيا الجديدة تحت التطوير, سيكون من الممكن تقديم إعلاناتٍ أكثر ارتباطًا بشخصية مشاهدي التلفاز.

تخيل أنك تشاهد إحدى حلقات مسلسلٍ تلفزيونيٍّ شهير, عندها لفت انتباهك فستانٌ أنيق ترتديه إحدى بطلات المسلسل، بضغطة زرٍ يمكن لسلسةٍ من الإعلانات أن تظهر بجانب ما تشاهده على الشاشة لتُظهر لك كيف تعرف المصمم وكيف تشتري منتجاتٍ مشابهةً مباشرةً.

هذا الأمر يمكن أن تختبره قريبًا على شاشتك، وذلك عن طريق مشروعٍ ممولٍ من الاتحاد الأوروبيّ يُسمى “TOUCHVIE”.

قام الباحثون القائمون على المشروع بإنشاء نظامٍ أطلقوا عليه اسم “Dive” يستخدم الذكاء الاصطناعيّ من أجل تحديد الأشياء والموسيقى والديكورات والأماكن في محتويات الفيديو مما يمكنهم من إضافة الإشارات (Tags) إليها أثناء مشاهدتها.

ويمكن لهذا النظام أن يضع نهايةً لنموذج الإعلانات التلفزيونية القديم, تشتري الشركات فتراتٍ زمنيةً خلال فقرة الإعلانات ضمن البرامج التي يجري بثها على الهواء.

إن نمو خدمات البث عبر الإنترنت والقرصنة سبّبَ تناقص مشاهدي البث التلفزيونيِّ التقليديّ, وأصبح بإمكانهم بدلًا من ذلك مشاهدة عروضهم المفضلة دون إعلانات.

يقول شريك حسين Sharique Husain”” الشريك المؤسس لنظام Dive, المتمركز في مدريد (إسبانيا) وميونخ (ألمانيا): “تفتقر غالبية الإعلانات التلفزيونية حاليًا إلى البيئة التي تجعلها مناسبةً للمشاهدين”.

يقول حسين أيضًا: “إذا كان الإعلان شيئًا ليس له صلةٌ أو ارتباطٌ بالمحتوى الذي أشاهده, فعلى الأرجح سأجده مزعجًا حتى لو كان الإعلان نفسه ذو نوعيةٍ راقية.

ولكن إذا كان الإعلان ذو صلةٍ بما أشاهده وأراه في اللحظة المناسبة التي قد أكون عندها مهتمًا, فإنه سيشكل تجربةً مختلفةً بالنسبة لي”.

قام المشروع بتطوير نظامٍ يهدف لجعل الإعلانات ذات علاقةٍ بالظروف والبيئة المحيطة إلى أبعد حدّ، وذو طابعٍ حدسيٍّ فطري وأكثر ارتباطًا بالمشاهد.

يحاول المشروع أيضًا استرجاع تجربة الشاشة الواحدة, وإلغاء استخدام الأجهزة الثانوية المشتتة للانتباه (المُلهية) مثل الهواتف الذكية.

يقوم النظام بتحليل المشهد ويمنح المشاهد خياراتٍ تفاعليةً في حينها (عند مشاهدة ما يُعرض على الشاشة)، على سبيل المثال, يمكن أن يقوم بتعريفنا بقطعة ملابسٍ ترتديها إحدى الممثلات أو الموقع الذي صُوِّر فيه الفيلم، أو السيارة التي يقودها الممثل أو لوحةٍ معلقةٍ على الحائط، أو الموسيقى التي يسمعها أثناء العرض.

يمكن للنظام أيضًا أن يقوم بقياس النواحي التي تلفت انتباه المشاهدين في مشهدٍ محددٍ ودمج كل ذلك مع بيانات المستخدمين لإنتاج إعلاناتٍ مناسبةٍ لهم، وبإمكان كل متفرجٍ مشاهدة إعلاناته التفاعلية المناسبة له بضغطةٍ زرٍ وبشكلٍ لا يمنعه من مشاهدة البرنامج أو العرض الذي يشاهده.

يستخدم النظام تكنولوجيا الذكاء الصناعيّ وخصوصًا (الرؤية الحاسوبية- Computer Vision) و(طرق التعلم العميق-Deep Learning Methods ) من أجل معالجة محتويات الفيديو, وبشكلٍ أوتوماتيكيّ يقوم بتحديد وتصنيف الأشياء التي من الممكن أن تحوز على اهتمامنا.
يقوم النظام بالإشارة لهذه الأشياء بمعلوماتٍ ذات صلةٍ ببيئة الفيديو (لها علاقةٌ بما تشاهده على التلفاز) من خلال عشرين تبويبًا للمعلومات, تتضمن أسماء الممثلين والموضة والموسيقى والأماكن والسيارات.

سيكون من الممكن إظهار روابط لمنتجاتٍ تظهر خلال البرامج كجزءٍ من صفقات التوظيف للمنتج, مما يؤمن إمكانية توافر أشكالٍ جديدة من مصادر الدخل لأصحاب وسائل الإعلام، وستؤمن الإعلانات إمكانية شراء ملابس وموسيقى وحتى حجز رحلة إلى المكان الظاهر أمامك على الشاشة.

يقول حسين: “المشاهدون المختلفون الذين يشاهدون نفس المحتوى بنفس الوقت يمكن أن تُعرض لهم إعلاناتٌ مختلفة”.

ويضيف: “المحتوى هو المَلِك, لكن في أوقات الإفراط في العرض من المحتوى, يكون إغناء المحتوى بتجربةٍ ذات صلةٍ ببيئة ما تشاهده وإضفاء طابع الشخصية لها هو ما سيصنع الفرق”.
جُهز بواسطة:
Horizon: The EU Research & Innovation Magazine


  • ترجمة: يازد حسامو
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر