تطوير بديل جديد عن المورفين آمن ودون أي أعراض جانبية خطيرة!
قام فريق عالمي من العلماء بتطوير عقار أفيوني جديد، مرشح أن يكون قادرًا على منع إحساس الألم؛ دون تحريض للمخاطر المرتبطة بمسكنات الألم الموصوفة حاليًا.
يسمى العقار المرشح (PZM21)، وقد تم تصميمه خصيصًا ليلتحم مع مستقبلات المورفين في الدماغ ويقوم بتخفيف الألم، ولكن دون إحداث آثار المورفين الجانبية التي قد تكون مميتة أحيانًا مثل توقف التنفس.
يقول الصيدلي براين شوتشت (Brian Shoichet) من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: «لقد غير المورفين الطب، هناك الكثير من الإجراءات الطبية يمكننا القيام بها الآن لأننا نعلم أننا نستطيع السيطرة على الألم بعد ذلك، ولكنه مازال خطرًا أيضا، لقد كان الناس يبحثون عن بدائل أكثر أمانًا من المواد الأفيونية المعتادة لعقود عدة». وحتى الآن تم اختبار (PZM21) على الفئران فقط، ولكن قد يكون أكثر بدائل المورفين الواعدة التي اكتشفها العلماء حتى الآن.
وقد اكتشف شوتشت وفريقه هذا العقار بعد العديد من عمليات التصميم الحاسوبية الصارمة، بعدما شاهدوا أداء ما يقرب من 4 تريليون “تجربة افتراضية” في المختبر، مصممة لمعرفة أنواع الجزيئات التي تتناسب بشكل أفضل مع التركيب الذري لمستقبلات المركبات الأفيونية (μ-opioid receptor) في الدماغ. هذا النهج يعني طريقة جديدة في اكتشاف العقاقير، تركز على ما يتناسب مع مستقبلاتنا الحيوية بدلًا من التعديل في البنية الكيميائية كما هو حال المورفين، لنرى في الأيام القادمة ما لهذه التغيرات الصغيرة من تأثير.
يقول شوتشت: «لا نريد كيمياء تقليدية موجودة أصلًا، نريد أن نصنع كيمياء جديدة تمنحنا علومًا جديدة». ويضيف قائلًا: «عندما تقوم بإنشاء بنية المستقبلات التي تريد استهدافها؛ أنت مخول أن تتخيل كل أنواع الأشياء التي لم يكن يمكن حتى التفكير بها من قبل».
بعد انتهاء الحاسوب من المحاكاة، وجد الفريق 23 جزيئة تعتبر الأكثر احتمالًا لمنع الألم من دون عرقلة التنفس بشكل خطير أو التسبب في الإمساك، وهو تأثير جانبي آخر من الآثار الجانبية الشائعة للمواد الأفيونية.
وقد خاض الباحثون من خلال قائمة قصيرة للعثور على مادة كيميائية أقوى ومن ثم تحسينها إلى أقصى حد، وبتعزيز القوة الرابطة الجزيئية 1000 ضعف كانت المادة الكيميائية الناتجة هي PZM 21)).
عند اختباره على فئران التجارب، يبدو أن العقار قام بتقديم مستويات من تخفيف الألم مماثلة للمورفين، في حين تبيّن انخفاض آثار تثبيط التنفس والإمساك. ويشير الباحثون أيضًا أن العقار قد لا يكون محرّض على الإدمان بشكل كبير، لأنه لا يقوم بالتأثير على نظام الدوبامين الدماغي.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن فئران التجارب لم تمضي المزيد من الوقت في غرف الاختبار، حيث تلقوا سابقًا جرعات PZM21))، حيث يقول العلماء بأنه يمكن أن يكون دليلًا على أن العقار لم يشكل عادة لتعاطيه عند الفئران -مقارنة باختبار مماثل منح فيه المورفين وأدّى إلى تغيير في سلوك الفئران. لكن العلماء يقرون بأن المزيد من العمل يتعين القيام به للتحقق من هذه الفرضية.
ويضيف شوتشت: «لا يمكننا القول بأن هذا ليس إدمانًا، لكن عند هذه النقطة أظهرنا فقط أن الفئران لا تظهر دوافع للبحث عن العقار».
ولكن السؤال الأكبر حول PZM21)) هو ما إذا كانت هذه الآثار الواعدة للعقار سوف تترجم بأمان على البشر، لأن العديد من الدراسات على الحيوانات تفشل في تكرار نفس النتائج في التجارب على الإنسان.
وهناك عدد من الباحثين يشكلون الآن شركة جديدة لصقل واختبار هذه المادة الكيميائية، على أمل أن يتم تسويقها يومًا ما، ولكن هذه العملية قد تستغرق وقتًا طويلًا، من الممكن أن تمر سنوات قبل أن يكون لدينا المزيد من الإجابات على مدى فعالية (PZM21) في نهاية المطاف.
ويضيف جافريل باسترناك (Gavril Pasternak) وهو باحث في المواد الأفيونية من مركز سلون كيترينج للسرطان في نيويورك وهوغير مشارك في الدراسة : «أعتقد أن هذا حقًا رائع». ويضيف لـ أنجوس تشن ( Angus Chen ) من الراديو الوطني العام: «إنها كيانات جديدة مع أشكال دوائية مختلفة تمامًا، هذه وعود كبيرة للمواد الأفيونية على مدى 5 إلى 10 سنوات قادمة».
إعداد: كمال سلامي
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر
