تعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة اضطراب في النطق يعاني فيه دماغ الطفل من صعوبة في تنسيق الحركات الشفوية المعقدة واللازمة لتحويل الأصوات إلى مقاطع، المقاطع إلى كلمات، والكلمات إلى عبارات. لا يُعتبَر عادةً، ضعف العضلات الملام في اضطراب الكلام. يقول آباء الأطفال الذين يعانون من تعذر الأداء النطقي عادًة أشياء مثل: «لا أحد يستطيع أن يفهم ابني»، «يبدو أنه يحاول أن يقول الكلمة، لكنه لا يستطيع إخراجها»، و«قال هذه الكلمة مرةً واحدةً، ثم لم أسمعها مرة أخرى». الوصف الأكثر شيوعًا للطفل المصاب بتعذر الأداء النطقي هو غالبًا صعوبة فهمه الشديدة.

الأسباب

يُعتبَر تعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة اضطراب كلام حركي. يوجد شيء في دماغ الطفل لا يسمح للرسائل بالوصول إلى عضلات الفم لإنتاج الكلام بشكل صحيح.

إن السبب مجهول في معظم الحالات. لا يمكن اعتبار تعذّر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة اضطرابًا يمكن “التخلص منه”، ولن يحقق الأطفال الذين يعانون من تعذر الأداء النطقي لن يحققوا تقدمًا من دون علاج.

توجد القليل من الإحصاءات المتاحة حول عدد الأطفال الذين يعانون من تعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة. يبدو أن عدد الأطفال الذين شًخصوا بالاضطراب آخذ في الازدياد؛ ولكن يَصعب قياس مدى تغير معدل الإصابة مع مرور الوقت.

تشمل بعض العوامل التي تؤثر في ارتفاع تشخيص المرض:

  •  زيادة الوعي حول تعذّر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة على يدي الأخصائيين والعائلات.
  •  توفر أبحاث عن تعذّر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة.
  •  تقييم وتحديد المرض في سن مبكر.

تعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة: الأعراض والأسباب والعلاج صعوبة في تنسيق الحركات الشفوية المعقدة صعوبة في النطق صعوبة في الكلام

العلامات والأعراض

وفقًا للجمعية الأمريكية لعلاج النطق والكلام والسمع (American Speech-Language-Hearing Association) ( (ASHA، فإن الخصائص الثلاثة الأكثر شيوعًا لدى الأطفال المصابين بتعذر الأداء النطقي هي:

أخطاء غير منسجمة لحروف العلة والحروف الساكنة عند النطق المتكرر للمقاطع أو الكلمات (على سبيل المثال، يقول الطفل نفس الكلمة بطريقة مختلفة في كل مرة يحاول فيها نطقها).

صعوبة إنتاج كلمات وعبارات أطول وأكثر تعقيدًا.

ارتفاع وانخفاض غير ملائم في الصوت، والتشديد غير المناسب في نطق كلمة أو عبارة (على سبيل المثال، صعوبة في توقيت وتنغيم وجريان الكلام). تتضمن بعض الخصائص الإضافية لإنتاج الكلام المرتبطة بتعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة ما يلي:

  •  نشوء متأخر للكلمات والأصوات الأولى للطفل.
  •  مخزون متضائل للأصوات (على سبيل المثال، نقص تنوع الأصوات الساكنة والمتحركة المتوقعة في سن معين).
  •  أخطاء صوتية متعددة أو غير عادية.
  •  خلل في نطق حروف العلة.
  •  حركات مفرطة للفم أو محاولة تهيئة الفم لإنتاج الصوت.
  •  الانخفاض المستمر أو المتكرر في عدد الكلمات المنتجة.
  •  تفاوت بين الكلام التلقائي (مثل «مرحبًا» و «شكرًا») والكلام المقصود. في معظم الحالات، يتأثر الكلام المقصود بدرجة أكبر بتعذر الأداء النطقي.
  •  أخطاء في ترتيب إنتاج الصوت بالكلمات (مثل الأصوات التي حُذفَت أو بُدلَت أو أُضيفَت إلى الكلمات وسط الكلمات).

تشخيص تعذر الأداء النطقي

يتطلب التشخيص الدقيق لتعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة إجراء تقييم شامل للتخاطب واللغة من قبل أخصائي النطق واللغة. سيقيم أخصائي النطق واللغة مهارات طفلك اللغوية وقدراته التعبيرية والاستقبالية، بينما يجمع معلومات من العائلة حول طريقة تواصل الطفل في المنزل وفي مواقف أخرى.

من المهم أن يتمتع أخصائي النطق واللغة الذي يقيم الطفل بالخبرة في تشخيص حالة تعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة والتعامل معها، حتى يتمكن من إجراء تشخيص دقيق واستبعاد التشخيصات الممكنة الأخرى.

على سبيل المثال، غالباً ما يُخلَط بين تعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة وبين اضطراب النطق الحاد، إذ إن كلا التشخيصين يشتملان على قلة الوضوح في الكلام.

لسوء الحظ، فإن النهج المتبع في معالجة اضطراب النطق يختلف كثيرًا عن النهج المتبع في معالجة تعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة، وقد يؤدي الخلط بين الاثنين إلى انخفاض فرص العلاج الصحيح.

يجب أن يتضمن تقييم تعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة تقييمًا لقدرات طفلك التعبيرية والاستقبالية اللغوية؛ يُظهر العديد من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب عجزًا في مهاراتهم اللغوية.

تُعد بالإضافة إلى ذلك الفجوات بين المهارات الاستقبالية والتعبيرية اللغوية، والاختلال في ترتيب الكلمة، وصعوبة استرجاع الكلمات؛ شائعةً عند الأطفال الذين يعانون من تعذر الأداء النطقي. تحتاج إلى تقييم شامل لقدرات طفلك حتى توضَع أهداف العلاج على أساس احتياجاته الفردية.

علاج تعذر الأداء النطقي

يجب أن يكون علاج تعذّر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة مكثفًا وقد يستمر لعدة سنوات حسب شدة اضطراب طفلك. يستفيد العديد من الأطفال الذين يعانون من تعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة من:

  •  تكرار متعدد وممارسات متكررة لتسلسل الصوت والكلمات والعبارات أثناء العلاج.
  •  استخدام التلقين البصري لإظهار كيفية دمج الأصوات المنطوقة بتسلسلات أصوات إلى كلمات.
  •  الإنتاج المشترك أو نطق الطفل للكلمة في نفس الوقت الذي يقوم أخصائي النطق واللغة أو مقدم الرعاية بنطقها.

إذا امتلك طفلك عددًا محدودًا من الكلمات في مفرداته، فسيركز العلاج في البداية على تحسين مهاراته في التواصل الوظيفي. من المهم أن يكون لطفلك تجارب إيجابية في التواصل.

إذا كان إنتاج الكلمات أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة لطفلك في البداية، فقد تتحقق تفاعلات إيجابية من خلال طرق اتصال أخرى، مثل لغة الإشارة ولوحات التواصل المصورة وأجهزة التواصل عن طريق إنتاج الأصوات. أثناء العمل على إنتاج الكلام عُثر على استخدام أساليب تواصل أخرى تعمل على تعزيز المهارات الكلامية وتقليل التشتت لدى الأطفال أثناء التواصل.

نظرة عامة

إن مشاركة أخصائي النطق واللغة والمعلمون وأولياء الأمور والمهنيون ذوو الصلة وجميع أفراد الأسرة بشكل فعال في عملية العلاج مهمة جدًا ليتمكن طفلك المصاب بتعذر الأداء النطقي من تحقيق أقصى تقدم. هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول هذا الاضطراب لاستكشاف العوامل المسببة والمعايير التشخيصية وفعالية أساليب العلاج المختلفة.

قد تحدث تحسينات كبيرة وملموسة في مهارات التحدث والتواصل للأطفال الذين يعانون من تعذر الأداء النطقي مع التزام من الأخصائيين والباحثين والأسر.

اقرأ أيضًا:

الزراعة غيرت من هيكل وطريقة تحدث البشر

كيف يحول الذكاء الاصطناعي نشاط الدماغ إلى كلام ؟

متلازمة اللهجة الغريبة أو متلازمة اللهجة الأجنبية

العلماء يجدون طريقة تحويل اشارات الدماغ إلى كلام

هل تعاني من التأتأة؟ كيف يحدث ذلك؟

ترجمة وإعداد: ماريانا عادل

تدقيق: عبد الرحمن بن خليفة

مراجعة: آية فحماوي

المصدر