تعرف على أكبر بنك للأدمغة في العالم


حتى نفهم بشكل أفضل كيفية عمل الدماغ وكيف يمكن للأمراض تعطيله، يحتاج العلماء للتزود بعينات للأدمغة بشكل منتظم.

ومن هنا أتت فكرة أكبر بنك للأدمغة في العالم – مركز هارفرد لموارد الأدمغة والأنسجة (HBTRC).

يتم تخزين أكثر من 2000 عينة من الأدمغة في هذا المركز، على رفوف مميزة ليست كتلك الموجودة في غرف التخزين بالمدارس او حتى في المستودعات.

لكل دماغ حوض بلاستيكي أو كيس، مجمدا أو عائما في مادة الفورمالين، يعتمد الأمر على كيفية استعماله لاحقاً.

كل الاستخدامات المحتملة لتلك الأدمغة تشمل كل الدراسات التي يمكن تخيلها، مثل الدراسات التي تدور حول مرض الزهايمر، والفصام، واضطراب التوتر ما بعد الصدمة النفسية.

للتقصي أكثر حول الأسباب الجذرية لهذه الأمراض، احتاج مركز هارفرد لموارد الأورام والأنسجة –في مستشفى ماكلين بولاية ماساشوستس-للأدمغة السليمة وكذلك المتضررة منها، حيث يمكن مقارنة الاختلافات بينهما.

يعتمد المركز على منهجية التبرع بالأعضاء، فحين وفاة المتبرع، يبدأ الأمر بمحاولة الحفاظ على دماغ المتبرع المتوفي بأفضل شكل ممكن.

يقول جورج تيجادا (مساعد مدير العلميات بالمركز) لجيسيكا هامزلو” Jessica Hamzelou” في مجلة New Scientist العلمية:

” نحن بحاجة للدماغ كله بصورته السليمة، مع أضرار طفيفة جداً”.

عمل تيجادا في المركز لمدة 15 عاما وقام بتشريح مئات الأدمغة البشرية آنذاك، والتي تصنف بالتأكيد تحت لائحة الوظائف الأكثر غرابة لكسب لقمة العيش.

 صورة للأدمغة المخزنة في المركز

صورة للأدمغة المخزنة في المركز

يمكن للأدمغة التلف بسرعة عند موت الجسد.

لذلك يملك تيجادا وزملائه وقتا ضيقا خلال 24 ساعة لإنجاز عملهم: أولها الحصول على الموافقة من أقرب الأقرباء، يليها العثور على طبيب شرعي لاستخراج الدماغ ووضعه في الثلج.

وعلى الرغم من سرعة العمل المطلوبة، إلا أن العملية حساسة جدا نظرا لليونة الأنسجة الموجودة.

بمجرد وصول الدماغ للمركز، يتم وزنه وقطعه إلى نصفين.

النصف الأول يتم تقطيعه إلى شرائح ومن ثم تجميدها ليكون أكثر ملائمة لتحاليل الحمض النووي.

بينما النصف الآخر، يتم وضعه في مادة الفورمالين، ليتم استخدامه في دراسة شكل الأنسجة، والبروتينات.

يقوم المركز أيضا بإجراء تحليل مفصل على الدماغ لاختبار سبب الوفاة، والبحث عن الفيروسات إن وجدت. كفايروس نقص المناعة HIV، أو فايروس الكبد الوبائي.

ومن هناك يتم شحن عينات الأدمغة للباحثين في جميع أنحاء العالم عند الحاجة إليها، وقد عبر أكثر من 9000 دماغ عبر بنك الأدمغة منذ افتتاحه عام 1978.

يقول تيجادا بأن منطقة الحصين ” hippocampus” الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن الذاكرة والتجوال التحيزي هي الأكثر طلباً.

بينما نجد أن العمل وسط جدران مليئة بالأدمغة البشرية أمر مخيف، إلا أن تيجادا يحب عمله كثيراً.

يقول تيجادا لمجلة New Scientist العلمية:

” لحظة امساكك بالدماغ بين يديك تجعلك تفكر وتقول: يا للعجب! هذا الشيء هو ما يجعل الشخص يفكر، ويقفز، ويتكلم، ويفعل الكثير من الأشياء”.

ويضيف:

” كيف يمكن لهذه الخلايا والأنسجة أن تصنع آلة بشرية عجيبة كهذه؟ وهذا أفضل جزء في عملي، ولكني لا أستطيع التعبير عن هذا الشعور بشكل أفضل”.

يمكنك مشاهدة عملية التبرع بالأدمغة وطريقة تخزينها على الرابط


ترجمة : رزان بن سلمان
تدقيق بدر الفراك
المصدر