لا ينبغي عليك أن تتزوّج بحثًا عن الاستقرار، فيكفي أن تتوقّع الزّواج قريبًا كي تصبح أكثر انضباطًا!

وجدت دراسة حديثة أُجريت على مجموعاتٍ من المراهقين والشّبّان البالغين، أنّ مجرّد ورود فكرة الزّواج لدى أفراد هذه المجموعات خلال السّنوات الخمسة المقبلة كفيل كي يقلّل من معدّل ارتكابهم للأفعال الجانحة في السّنة التّالية، مقارنةً بأولئك الذين لم يفكّروا بالزّواج إطلاقًا.

إنّها الدّراسة الأولى من نوعها التي أجريت في هذا المجال، فبينما تظهرُ دراسات أخرى انخفاض معدّل الجرائم المرتكبة لدى الأفراد بعد زواجهم، نجدُ أنّ هذه الدّراسة قد تفرّدت بإظهار الالتزام القانونيّ لدى الأفراد بشكل أكبر قبل زواجهم.

وتعقّب رايتشل أروكو، المعدّة الرّئيسيّة لهذه الدّراسة قائلة: «يمكنك أن تتصرّف كشخصٍ متزوّجٍ دون الحاجة لإقامة حفلة لزفافك أساسًا».

تُظهر نتائج هذه الدّراسة أهمّيّة الزّواج في المجتمع المعاصر.

ومع أنّ الأمريكيّين يؤجّلون ارتباطهم لأعمار متأخرة، إلا أنّ كلير كام داش، بروفيسورة العلوم البشريّة في جامعة أوهايو وباحثة مشاركة في هذه الدّراسة أيضًا، قد أشارت إلى أنّ أهمّيّة الزّواج لا تزال محفوظة، ويكفي للأفراد أن يتوقّعوا حدوثه كي تتغيّر بذلك سلوكيّاتهم.

استخدم الباحثون بيانات الاستطلاع الوطنيّ الطوليّ للشّباب عام 1997، وقد تضمّنت هذه الدّراسة حوالي 7,057 مشاركًا تراوحت أعمارهم بين 15-20 عامًا أثناء جمع البيانات خلال عاميّ 2000 و2001.

وطلب من المشاركين عام 2000 تقدير احتمال زواجهم خلال السّنوات الخمسة المقبلة والتي بلغت وسطيًّا حوالي 43% مقارنة بنسبة 48% لعام 2001.

أمّا بالنّسبة للجرائم، فقد ورد تبليغ عن حوالي 1,492 شابًّا ارتكبوا أعمالًا إجراميّة عام 2000، أي بمتوسّط 1.47 تقريبًا مقارنة ب 1,273 شابًّا بلّغ عنهم عام 2001، وبمتوسّط بلغ قدره حوالي 1.62.

ومن أهمّ النّتائج التي توصّلت إليها الدّراسة هي أنّ الشّباب الذين ارتفعت لديهم توقّعات الزّواج عام 2000 قد سجّلوا مستوياتٍ منخفضة من النّشاطات أو السّلوكيات الجانحة عام 2001.

كما تفاجأ الباحثون أيضًا من غياب أيّ علاقات أو صلات تربط الزّواج في سنّ متأخّر مع السّلوكيّات الجانحة.

يبدو أنّ الشّباب يفكّرون بالزّواج بشكل مستقلّ عن مشاركاتهم في أعمال إجراميّة، ويرجع السّبب في ذلك إلى ضرورة انتباه الأشخاصِ لسلوكهم الخاصّ كي يحافظوا على نظرة الآخرين لهم كأفراد صالحين للزّواج، وليضمنوا بالمقابل تقبّل المجتمع لوجودهم، كما أنّ العمل والدّخل الاقتصاديّ الجيّد إلى جانب التّعليم يمنحون الأفراد فرصًا أفضَل للزّواج، ولطالما شكّلت الجريمة عائقًا يحول دون تحقيق هذه الأهداف، فإنّنا نجدُ الشّباب يعدلون عن ارتكابها سعيًا وراء أهدافهم.

وفي ختام هذا المقال، ينبغي التّذكيرُ أنّ تفكيرك في الزّواج قريبًا قد يدفعك إلى التّصرّف بشكل مختلف وناضج عمّا سبق.