تكنولوجيا حديثة للألياف الضوئية بسرعة واحد تيرابت في الثانية


حققت مختبرات نوكيا بيل “Nokia Bell Labs” ومختبرات دويتشه للاتصالات “Deutsche Telekom T-Labs” والجامعة التقنية في ميونيخ “Technical University of Munich (TUM)” قدرة نقل للمعلومات منقطعة النظير وفعالية كبيرة في مجال الاتصالات الضوئية باستخدام تقنية تعديل حديثة.
حيث أصبح من الممكن زيادةُ كفاءةِ الشبكات الضوئية لزيادة الحركة المرورية لنقل البيانات.

 

أظهرت النتائج البحثيه في هذا المجال و التي أجرتها المختبرات الثلاثة ،أن مرونة وأداء الشبكات الضوئية يمكن أن يصل إلى الحدود القصوى عندما تكون معدلات النقل المعدلة متكيفة حركياً مع حالات القناة والحركة المرورية.

وكجزىءٍ من المشروع الأوروبي للنقل الآمن “The Safe and Secure European Routing (SASER)” حققت تجربة شبكة الألياف الضوئية التي أجرتها دويتشه للاتصالات سرعه عاليه بمعدل واحد تيرابت في الثانية، وهو ما يقارب نظرياً الحد الأقصى لمعدل نقل المعلومات في القناة وبالتالي الاقتراب من حد شانون للرابط الضوئي.

 

 

أكتشف حد شانون في العام 1948 بواسطة كلاود شانون, الرائد في مختبرات بيل والأب الروحي لنظرية المعلومات.

طريقة التعديل الجديده

تجربة نهج التعديل الروائي تكون بتشكيل مجموعة احتمالية (PCS) باستخدام صيغ رباعية سعه التعديل وذلك لتحقيق قدرة عالية للنقل خلال القناة المستخدمة لتحسين فعالية السعه الطيفيه للاتصالات الضوئية.

تُعدِل مجموعة (PCS) الاحتماليه بالتوافق مع نقاط المجموعة المستخدمة. عادةً ماتكون نقاط المجموعة تعمل على نفس التردد.
تعمل (PCS) بذكاء أكثرعلى نقاط المجموعة التي تتمتع بسعة عالية وتردد منخفض أقل من تلك التي تتمتع بتردد عالٍ وسعة منخفضة، والتي تكون أكثر مرونة ضد التشويش ولإختلالات الأخرى، ما يجعل معدل النقل مصمماً ليناسب بشكل مثالي قناة النقل، لترفع بالتالي سرعة النقل أكثر من أكثر من 30 بالمئه.

قدرة النقل القصوى

بزغ فجر تقنية الألياف الضوئية منذ أكثر من 50 عاماً. ومع الوعود التي تلوح في الأفق لتكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية من الجيل الخامس، تتطور أنظمة النقل الضوئية في الوقت الراهن لمساعدة مشغلات الاتصالات الهاتفية والشركات في التعرف على نمو الحركة المرورية للبيانات في الشبكات وذلك بمعدل سنوي متراكم يصل إلى 100%.

تعتبر (PCS) جزءًا من هذا التطور بزيادة المرونة والفعاليه في الليف الضوئي، والذي باستطاعته نقل البيانات بشكل أسرع ولمسافات أكبر دون الحاجة إلى زيادة التعقيد في الشبكة الضوئية.

يعتبر هذا البحث برهاناً بأن أستخدام تقنية (PCS) في المستقبل ستعمل على تعزيز تكنولوجيا الاتصالات الضوئية.

عُرِضَت نتائج البحث لهذه التجربة المشتركة في المؤتمر الأوروبي للاتصالات الضوئية في مدينة دوسلدورف بألمانيا في التاسع عشر من أيلول 2016.

 

نقل البيانات بسرعة أكبر ولمسافات أبعد وبمرونة منقطعة النظير

يقول برونو جاكوب فيوربورن مدير دويتشلاند للاتصالات والمدير الفني في دويتشه للإتصالات: “سعات متزايدة، سرعة وصول ومرونة باستخدام البنيات التحتيه الحاليه”، ويضيف أيضاً “تزود دويتشه للإتصالات بنية تحتية فريدة للشبكة لتقييم وشرح تكنولوجيا النقل المبتكرة هذه، علاوة على ذلك فإنها تدعم تكنولوجيا وسيناريوهات اختبارية عالية المستوى”.

يقول البروفيسور جيرارد كرامر رئيس معهد هندسة الإتصالات بالجامعة التقنية في ميونخ: “نظرية المعلومات هي رياضيات التكنولوجيا الرقمية، وأثناء الذكرى السنوية للعالم كلاود ي.شانون 2016 وإنه لمن المثير رؤية اكتمال أفكاره وكيف تمكنت من تغيير الصناعات والمجتمع”.

ويضيف البروفسور كرامر :”فازت فكرة تشكيل المجموعة الاحتمالية(PCS) بجائزة مختبرات بيل، والتي تطبق مباشرة مبادئ شانون وتسمح لأنظمة الألياف الضوئية بنقل البيانات بسرعة أكبر ومسافات أكبر بمرونة لا مثيل لها”.

“إن النجاح من خلال التعاون مع مختبرات نوكيا بيل التي طورت هذه التقنية، ومختبرات دويتشه للاتصالات التي اختبرتها في ظروف حقيقية، هو تأكيد مرضٍ أيضًا بأن قسم الهندسة في الجامعة التقنية بميونخ يتمتع بكفاءة عالية، وإن التدريس في الجامعة يعطي الطلاب أدوات ذهنية وفكرية للمنافسة والنجاح عالمياً”.

يقول ماركوس ويلدون رئيس مختبرات نوكيا بيل والمدير الفني لنوكيا: “لا تحتاج الشبكات الضوئية المستقبلية إلى دعم أوامر من حجم القدرة العالية فحسب، بل أيضاً إلى القدرة على التكيف حركياً مع ظروف القناة والحركة المرورية.
الخدمات التي تعرضها تقنية (PCS) تمتد لتغطي إحتياجات مزودي الخدمات والشركات من خلال تمكين الشبكات الضوئية لتعمل للحد الأقصى (حد شانون) عن كثب لدعم الترابط في مراكز البيانات الضخمة وتزويد المرونة والأداء المطلوبين للشبكات الحديثة في عصرنا الرقمي”.


ترجمة : مامند عبدالله
تدقيق: أسامة القزقي
المصدر