بدأت وكالة ناسا إنشاء تلسكوب فضائي جديد، تنتظره مهمة محددة حتى قبل اكتماله. وفقًا لما نشرته ناسا حديثًا، ستوكَل إلى «تلسكوب رومان الفضائي» الجديد مهمة التقاط أول صورة لكوكب «أبسيلون أندروميدا دي»، الشبيه بالمشتري.

ما زال تلسكوب جيمس ويب الذي أُطلق حديثًا قيد الإعداد لالتقاط أول صورة علمية له، لكن ذلك لم يمنع ناسا من العمل على تلسكوبها التالي المُجدول إطلاقه بعد خمس سنوات. أُطلق على تلسكوب المسح واسع النطاق بالأشعة تحت الحمراء اسم «نانسي غريس رومان»، تيمنًا بأول مديرة فلكية في ناسا، التي تُذكر باعتزاز بوصفها «أم تلسكوب هابل».

تلسكوب «نانسي غريس رومان» الفضائي

تسمح تقنيات التصوير المستخدمة حاليًا بالتقاط صور الكواكب الكبيرة والساطعة فحسب. إذ تصدر هذه الكواكب اليافعة نسبيًّا حرارةً، وتدور حول نجومها بمسافة أبعد، فيمكن تصويرها بكاميرات الأشعة تحت الحمراء بواسطة حجب الضوء الصادر من النجم.

صُمم تلسكوب رومان الفضائي لالتقاط الصور بالضوء المرئي. لتحقيق ذلك، سيستعمل جهاز «مرسام الإكليل» (coronagraph) المحمول على متنه، نظامًا من الحُجب والمواشير والكواشف والمرايا ذاتية الثني، يحجب الضوء الصادر من النجوم. صُممت الحجب المخصصة للجهاز بأشكال مبتكرة ومعقدة، تسمح بمرور الضوء من الأجسام المدارية خافتة الإضاءة. إذ ستحذف مراياها المعدلة للشكل ضوء النجم في الوقت الفعلي، ويمكن أيضًا أن تُبرمج من بُعد لعكس العيوب التي تخفض جودة الصورة.

يقول الباحثون إن جهاز مرسام الإكليل في تلسكوب رومان الفضائي سيكون أفضل بمئات الأضعاف مقارنةً بالأجهزة الحالية، وسيمكننا من رؤية كواكب إضاءتها أخفت بمليون ضعف مقارنةً بالنجوم التي تدور حولها.

يخضع جهاز مرسام الإكليل حاليا للاختبار التقني، وإذا سار كل شيء على ما يرام، فسيسمح الجهاز لعلماء الفلك بتصوير الأقراص المحيطة بالنجوم، ما سيساعدهم على فهم حبيبات الغبار الكوني المكونة لها، من حيث الحجم والشكل وحتى التركيب المعدني.

أمل الوصول إلى ما وراء المشتري

حدد فريق الباحثين هدفًا واعدًا لتلسكوب رومان الفضائي عند إطلاقه: كوكب أبسيلون أندروميدا دي، خارج المجموعة الشمسية. وهو عملاق غازي أكبر من المشتري، يبعد عنا 44 سنة ضوئية. ومن المثير للاهتمام أنه يقع ضمن النطاق الصالح للحياة حول نجمه.

صُممت كواشف تلسكوب رومان الفضائي لتستطيع رصد أي إشارة مهما كانت خافتة. ستتمكن هذه الكواشف من قياس فوتونات الضوء المفردة عند وصولها. ستستطيع الكواشف التقاط تلك الفوتونات بفارق زمني يتراوح بين عدة ثوان وعدة دقائق.

زُوّد تلسكوب رومان الفضائي بميزات لم يحظ بها أي مرصد فضائي من قبل، ما سيسمح للعلماء بتصوير الكواكب الأصغر والأقدم والأبرد، التي تدور قرب نجومها، تلك الكواكب يُحتمل أن تكون أشبه بكوكبنا وقابلة للحياة.

قد نتوقع بعض التأخير كما حدث مع مرصد جيمس ويب الفضائي، لكن الأمر يستحق الانتظار.

اقرأ أيضًا:

تلسكوب الفضاء جيمس ويب James Webb قد جُمع بالكامل، ويبدو أسطوريًا

بعد 90 يومًا من التجميد تم إخراج التلسكوب جيمس ويب

ترجمة: إيهاب عيسى

تدقيق: طارق طويل

المصدر