قد ينتج عن التمزق المبكر للكيس الأمنيوسي عواقب وخيمة، لذلك درس علماء اليابان الحالات التي يرمم فيها الكيس التالف نفسه، وهي ظاهرة تتطلب مشاركة الجنين المتشكل.

يكشف بحث جديد عن الأمنيون، وهي طبقة داخلية من الخلايا الظهارية في الكيس الأمنيوسي، سلسلة من الأحداث الخلوية التي تؤدي إلى التئام الكيس الأمنيوسي.

يضع البحث الجديد الأساس لفهم أعمق لكل من حالة الحمل الصحية، والحالات الأخرى التي قد تتخذ بها الأمور منحى آخر.

نظرًا إلى أن التمزق المبكر للأغشية الأمنيوسية قد يؤدي إلى ولادة مبكرة، تساءل باحثو جامعة كيوتو في اليابان عن الأسباب التي يلتئم فيها الكيس الأمنيوسي ذاتيًا.

قد يؤدي التوصل إلى إجابة عن هذا السؤال إلى تدخلات تمنع الولادة المبكرة عند الحوامل اللائي لم تلتئم أغشية الكيس الأمنيوسي لديهن.

من الفوائد المحتملة لهذا البحث تلافي النتائج المميتة في بعض الأحيان، مثل ولادة أطفال خدج في وقت مبكر.

كتب الباحث يوسوكي كاوامورا: «يُشار إلى حالة التمزق المبكر للكيس الأمنيوسي بعبارة تمزق الأغشية قبل الأوان، وهي سبب رئيسي للولادة المبكرة، في بعض الحالات، تلتئم هذه الأغشية الممزقة تلقائيًا. بحث العلماء آليات إغلاق الأمنيون، وهي طبقة من الخلايا الظهارية في الكيس الأمنيوسي، تقع في الجانب الأقرب إلى الجنين».

يسبب التمزق المبكر للأغشية نحو 30 – 40% من الولادات المبكرة، ما يؤثر في نحو 150 ألف امرأة في الولايات المتحدة سنويًا، وفقًا لمشفى الأطفال في فيلادلفيا، حيث تُدرس أيضًا أسباب الولادة المبكرة.

يعقّد تمزق الأغشية قبل الأوان 2 – 4% من جميع الولادات الفردية، و 7 – 20% من حالات حمل التوائم، وتُظهر البيانات أن النساء عانين تمزق الأغشية قبل الأوان في جميع فترات الحمل.

عادةً تبقى الأغشية الأمنيوسية سليمة حتى بداية المخاض، أو خلال فترة 24 ساعة قبل بدء المخاض، فلا يكون من السهل الكشف عن تمزق الأغشية قبل الأوان عند الحوامل، وفي بعض الحالات تتسرب السوائل ببطء وقد يُظن خطأً أنها بول.

وفقًا للأطباء، من المهم ملاحظة أن السائل الأمنيوسي عادةً يكون بلا لون ولا تشبه رائحته رائحة البول، وأن تمزق الغشاء المبكر قد يحدث لأسباب متنوعة.

قد يتمزق الأمنيون مبكرًا عند بعض النساء لأسباب عديدة، من التهابات الرحم أو عنق الرحم أو المهبل إلى تمدد الكيس الأمنيوسي.

قد يحدث هذا التمدد نتيجةً مباشرة لوجود الكثير من السوائل في الكيس، أو وجود أكثر من طفل يضغط على الأغشية. تشمل الأسباب الأخرى لتمزق الغشاء حالات سوء التغذية أو النزيف داخل الرحم، ويُعد التدخين أيضًا عامل خطر آخر قد يسبب تمزق الغشاء.

استخدم الفريق نموذجًا حيوانيًا لفهم ظاهرة التئام الكيس الأمنيوسي، وفهم كيفية حدوث هذا الإجراء الوقائي فهمًا أفضل.

أوضحت النتائج أمرًا يُعد مهمًا في أبحاث التوليد، إذ قد يساعد على تفسير سبب عدم تعرض بعض النساء للولادة المبكرة رغم الاشتباه في حدوث تمزق، إذ إن التمزق قد يلتئم ذاتيًا بطريقة ما.

وجد الفريق أن البلاعم الجنينية تُوظف للتركيز على مواقع التمزق في الأمنيون، في كل من البشر والفئران، وتعمل على إصلاح الأغشية الممزقة.

أضاف كاوامورا: «هاجرت البلاعم إلى مواضع التمزق في كل من الإنسان والفأر، ولوحظت عملية تُسمى الانتقال الظاهري الوسيط، التي تتدخل لإصلاح الأنسجة في موضع التمزق».

باختصار، قامت الخلايا الظهارية بدور الخلايا الوسيطة، وساعدت في بدء عملية الالتئام، وهي سلسلة من الأحداث البيولوجية ما كانت لتحدث لولا هجرة البلاعم إلى موضع التمزق.

اعتقد العلماء سابقًا أن التمزقات لا يمكن إصلاحها، لكن بعض النساء المصابات بتمزقات مبكرة لا يدخلن المخاض، ويبدو أنهن يظهرن إصلاحًا تلقائيًا للأغشية الممزقة، وهو ما يفسره البحث الجديد.

من خلال فحص الفئران، وتمزق أغشية الجنين البشرية في ست حالات حمل، فحص الفريق الخلايا الظهارية للأمنيون في دراسات التئام الجروح المخبرية.

خضعت الخلايا الظهارية للأمنيون المحيطة بالتمزق لانتقال الظهارية الوسيطة، وهي عملية تعزز هجرة الخلايا وإصلاح الأنسجة، وجد الفريق أيضًا أن استنزاف البلاعم في أجنة الفئران يعرض إصلاح الأمنيون للخطر، ما يشير إلى أن البلاعم الجنينية ضرورية لإصلاح الأمنيون بعد التمزق المبكر.

استنتج الباحثون أن الأمنيون يتمتع بإمكانيات تجديد عالية، وأن البلاعم الجنينية مهمة في التوسط في عملية إصلاح التمزق.

يتوقع العلماء أن نتائج دراستهم قد تفيد في البحث عن علاج لتمزق الغشاء المبكر للكيس الأمنيوسي، لمنع حدوث ولادة مبكرة.

اقرأ أيضًا:

النساء أكثر عرضة للوفاة بعد الجراحة إذا كان الجراح ذكرًا!

لماذا تفشل وسائل تحديد النسل عند النساء؟

ترجمة: جوليا كاملة

تدقيق: دوري شديد

المصدر