ظهرت الأسبوع الماضي تقارير تكشف عن طائراتٍ روسية تفوق سرعة الصوت، يمكن لواحدةٍ منها أن تتخطى الغلاف الجوي الأعلى ومن المحتمل أن توصل حمولةً نووية، وربما تكون مستعدةً لنشرها على قواعدها الحربية بحلول 2020.

إذًا، ما هي على وجه التحديد؟

تُعرف باسم (أفنجريد – Avangard)، وادَّعت روسيا بكل فخرٍ أنه يمكن للطائرات السفر بسرعةٍ تصل إلى 5000 كيلومتر في الساعة، تم اختبارها على ما يبدو ثلاث مرات على الأقل ونجحت منها اثنتان، ونقلًا عن CNBC فإن الاختبار الرابع سيكون هذا الصيف.

هذه خاصيةٌ لشيءٍ يُعرف بـاسم (سلاح يفوق سرعة الصوت -hypersonic weapon)، وهو أي شيءٍ يمكنه السفر بسرعةٍ تفوق سرعة الصوت بخمس مرات، والذي يمكنه التحرك بشكلٍ حاد حول محور الطيران، وكذلك يمكنه الطيران على ارتفاعٍ منخفض، وفقًا لصحيفة (verge).

ويكون قذف الرأس الحربي أيضًا غير تقليدي نسبيًا، فهو يوضَع أعلى الصواريخ البالستية العابرة للقارات، ويتم قذفه عند الصعود إلى أعلى قبل أن ينفصل عند ارتفاعٍ محدد، فالفضل يعود إلى التصميم المُعد خصيصًا بشكلٍ أيروديناميكي يعيد إدخال الهواء؛ ما يسمح له بتخطي سرعة الصوت.

وحتى دون انفجار الرأس الحربيّ, تخلّف قوته الدافعة أضرارًا كبيرةً على سطح الأرض عند الاصطدام.

وفقًا لموقع (Live Science) فإن العديد من الادعاءات التي قدمتها روسيا حول قدرة الصواريخ الأيروديناميكية صحيحة.

وبعد كل شيء، كانت قد اختبرت الولايات المتحدة مُسبقًا صواريخها منذ عام 2010، كما فعلت الصين كذلك، هذه البلدان الثلاثة قد لاقت سلسلةً من خيبات الأمل في الاختبارات، ولكن هذه التقنيات موجودة بالفعل، وفرنسا والهند تريدان اختبارها أيضًا.

في الوقت نفسه، يمكن لهذه المقذوفات الشبيهة بصواريخ كروز تجنب أنظمة الدفاع الصاروخية الأمريكية، وفضلًا عن سرعتها وقدرتها على المناورة الكامنة، فإنها تتجه نحو الهدف بطريقةٍ مبتكرة، في حين أن تكنولوجيا اعتراض الصواريخ التقليدية تجد هدفها بصعوبة أكبر.

أشارت (Live Science) أيضًا إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ستطور في نهاية المطاف طريقةً لإغلاق هذه الفجوة التكنولوجية بطريقةٍ أو بأخرى وفي الوقت المناسب، فإن الخطر الأكبر في الوقت الحاليّ في أن هذه الأسلحة الجديدة يمكن أن تولد الريبة والشعور بالقلق.

على كلٍ، لمتُحدَّد هذه الأسلحة بمعاهدات الحدّ من الأسلحة النووية مثل الصواريخ البالستية التقليدية.

يجدر التأكيد على أنه ليس استثنائيًا بالنسبة لروسيا إظهار ألعابها المدمرة الجديدة، فهي طريقةٌ لإظهار قدرتها كما أنها حدثٌ على صعيد العلاقات العامة، الهدف الوحيد هو التأثير على الرأي على الصعيد الخارجي والدولي.

بالعودة إلى الوقت الذي ألقى فيه الرئيس بوتين خطابه الوطنيّ، يشير فوكس إلى طبيعته العدوانية والتي كانت متزامنة في التوقيت مع الانتخابات الرئاسية الروسية (التي تم تزويرها في النهاية)، وفي نفس الوقت، أراد تدمير الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، حاول أيضًا أن يقنع الشعب بأنه عرضة للتهديد.

وكما حدث، فالبحرية الأمريكية كانت قد أعلنت في نوفمبر 2017 أنها قد نجحت في اختبار صواريخها التي تفوق سرعة الصوت، والرئيس الروسي الذي يبحث عن الفرصة للظهور أمام الصين وأمريكا واستعراض عضلات الجيش الروسي، قام بذلك الآن.

بالمناسبة، هذا لا يشمل الحديث عن أفنجريد فقط، فبالعودة إلى مارس فقد ذكر تقريرٌ لأخبار BBC أن روسيا قد أعلنت عن نجاح اختبار إطلاق صاروخٍ بسرعة الصوت، وأنه قادر على حمل رؤوس حربية نووية.

وقد أُطلق الصاروخ (الخنجر – Kinzhal) من طائرة مقاتلة طراز MIG-31، وذُكر أنه يسافر بسرعة عشرة أضعاف سرعة الصوت، وبمدىً يبلغ 2000 كيلومتر.


ترجمة: يحيى بعيج
تدقيق: تسنيم المنجّد
تحرير: كنان مرعي
المصدر