توجد استقصاءات عديدة للتعرف على جنس الجنين قبل الولادة، لكن يبقى التصوير بالموجات فوق الصوتية «الإيكو» الطريقة الأفضل والأكثر شيوعًا.

يعتمد التصوير بالموجات فوق الصوتية على مبدأ تحويل الطاقة الصوتية للحصول على صور بالأبيض والأسود تعطي معلومات عن رحم الأم ووضع الجنين بداخله.

يُجرى هذا الفحص مرتين على الأقل في فترات الحمل الأولى، إلا أن إجراءه مرة واحدة ما بين الأسبوع 18 و22 كافٍ لتحديد جنس المولود.

قد يبدي بعض الآباء رغبة شديدة في معرفة جنس الجنين قبل الولادة، في حين يفضل بعضهم الآخر عدم معرفة هذه المعلومة حتى وقت الولادة.

أشار الدكتور ستيفن كار، مدير مركز التشخيص قبل الولادة والتصوير التشخيصي في مستشفى النساء والأطفال في رود آيلاند، إلى بلوغ نسبة الآباء الراغبين في الكشف عن جنس مولودهم نحو 85% وذلك لأسباب عديدة، منها تجهيز غرفة الطفل وتزيينها بما يناسب جنسه، واختيار اسمه، وإرضاء فضولهم في معرفة الفرد الجديد القادم إلى العائلة.

يطلب بعض الآباء من الطبيب أن يرسل نوع الجنين برسالة، ليعلن عنها الأبوان ضمن حفل يضم الأصدقاء وأفراد العائلة.

سابقًا، اقتصر الهدف من إجراء فحص الإيكو على مراقبة تطورات الجنين داخل الرحم، وتحديد موعد تقريبي للولادة، لم يكن تحديد جنس المولود من الاستطبابات التي تستدعي إجراء الإيكو. تُحدد مواعيد إجراء الفحص الأول في بداية الحمل، أما الفحص الثاني فيُفضل أن يجرى بين الأسبوع الثاني عشر والثاني والعشرين، للتحقق من التطور السليم للجنين.

يمكن بواسطة الإيكو تشخيص الحمل التوأمي، وتحديد موضع ارتكاز المشيمة والحبل السري، إضافةً إلى الكشف عن وجود التشوهات الجنينية، ويتميز بكونه فحص آمن تمامًا وخالٍ من الإشعاع الذي قد يضر بالجنين.

هل يُعد الإيكو إجراءً آمنًا للتعرف على جنس المولود؟

يطلب الطبيب من المريضة الاستلقاء على سرير الفحص بعد شرب عدة أكواب من الماء لملء المثانة، ما يؤدي إلى تمييز الرحم بشكل أفضل، يمرر المسبار على سطح الجلد بعد نشر هلام شفاف على البطن، فنحصل على صور توضح تطورات الجنين داخل الرحم ومحتويات بطانة الرحم.

أكد د.كار عدم وجود أي خطر على الجنين في أثناء إجراء هذا الفحص، قد تكون السلبية الوحيدة فيه الشعور بالدوار نتيجة الاستلقاء، أو الشعور المزعج الناجم عن امتلاء المثانة.

كيف يُحدد جنس المولود بواسطة الإيكو؟

تبلغ حساسية الإيكو في تحديد جنس الجنين نحو 90%، ما يفسر وقوع الأطباء في بعض الأخطاء، إذ يعتمد ذلك على جودة التصوير وخبرة اليد الفاحصة.

أشار د.كار إلى وجود تشابه بين الجنسين في الفترة الأولى من الحمل، حتى الأسبوع الرابع عشر، لتبدأ بعد ذلك الاختلافات التشريحية بالظهور، ويمكن الطبيب التعرف على جنس المولود بعد الأسبوع الثامن عشر من الحمل، شرط وجود الجنين في وضع مناسب، بألا يكون في وضع مقعدي أو اتجاه قدميه للأسفل، ووجود تباعد بين الساقين.

الحذر من تكرار التصوير

عبّر الطبيب كار عن تفهمه لرغبة الوالدين وحماسهما لاستقبال مولودهما الجديد، وما يترتب على ذلك من محاولتهما الاحتفاظ بصور تذكارية متتالية للجنين داخل الرحم، إلا أن ذلك غير محبذ طبيًا.

في المراكز الطبية والعيادات، يوضع جدول مواعيد لإجراء فحص الإيكو للمرأة الحامل، يتزامن مع مواعيد حدوث تطورات النمو لدى الجنين، ولا يُسمح بالحصول على صور بفترات متقاربة دون ضرورة، لذلك فالموضوع من وجهة نظر الأطباء ليس ترفيهيًا، إضافةً إلى أن الصور المتتالية التي قد تؤخذ في المراكز التجارية ليس بالضرورة أن تكون ذات جودة عالية أو مأخوذة بيد خبيرة.

فحوص طبية غير باضعة تُجرى قبل الولادة

نوّه أطباء مستشفى نوتنغهام الجامعي بوجود بعض الفحوص التي تُجرى قبل الولادة لاستبعاد وجود اضطرابات وراثية، مثل متلازمة داون، أو متلازمة إدوارد، هي حالة نادرة يولد فيها الأطفال مع ثلاث صبغيات.

يعتمد هذا الاختبار على فحص الحمض النووي (DNA) في دم الأم الجاري عبر المشيمة، فيكون أخذ عينة من دم الأم كافيًا لإجراء الاختبار.

يساعد هذا الفحص على تحديد جنس المولود، باستخدام ألواح توضع عليها نقطة دم من إصبع الحامل، تكشف هذه الشريحة وجود الصبغي (Y) الذي يميز الجنين الذكر.

اعتقادات قديمة –غير موثوقة- حول معرفة جنس المولود:

يجد الكثير من الآباء الانتظار أمرًا صعبًا للغاية، لذا يتبعون بعض المعتقدات التي تساعدهم في توقع جنس المولود، منها:

  •  حركات الجنين: يعتقد الكثيرون أن تركز حركات الجنين في أعلى البطن يرجح احتمال أن يكون جنس الجنين أنثى، بينما تركزها في أسفل البطن يدعم كونه ذكرًا. أوضح د.كار: «إن تركّز الحركة أسفل أو أعلى البطن يعتمد أساسًا على وضعية الجنين وقوة عضلات جدار البطن، ولا علاقة له بتحديد جنس المولود».
  •  نوعية الأطعمة التي تفضلها الأم في أثناء فترة الحمل: اعتقد القدماء أن زيادة رغبة الأم في تناول الحلويات ينبئ بقدوم طفلة، بينما رغبتها في الطعام المالح أو الحامض أو بعض الأطعمة الغريبة ينبئ بكون الجنين ذكرًا. وفقًا لكار، لا وجود لأساس علمي يدعم ذلك.
  •  نبضات قلب الجنين: أكد د.كار عدم وجود أي اختلاف في معدل ضربات القلب بين الجنسين في بداية الحمل، لكن مع حلول الثلث الثالث من الحمل قد يُلاحظ أن معدل النظم لدى الجنين الأنثى أسرع منه لدى الذكر، إلا أننا قد نجد أحيانا أجنة ذكورًا يسجلون معدل ضربات قلب أسرع من المعتاد.
  •  الغثيان الصباحي: اعتقد القدماء بوجود علاقة وثيقة بين الغثيان الصباحي واحتمال كون الجنين أنثى، وقد نجد بعض الدعم العلمي لذلك، إذ نوّه د. كار باحتمال وجود هذه العلاقة، مفسرًا ذلك بالتراكيز العالية من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) لدى الأم الحامل بطفلة، إلا أن ذلك غير دقيق تمامًا.
  •  اختبار دارنو: تجمع المرأة كمية من البول الصباحي وتمزجه بسائل منظف، إذا تحول إلى اللون الأخضر فإن جنس الجنين أنثى، أما حال الحصول على اللون الأزرق فهو ذكر.
  •  اختبار الخاتم: تعلق المرأة الحامل خاتم الزواج بخيط وتحركه على بطنها، إذا تأرجح ذهابًا و إيابًا يكون جنس المولود ذكر، أما إذا تحرك دائريًا يكون الجنين أنثى، اختبار طريف لكنه حتمًا غير علمي.

اقرأ أيضًا:

يمكن للعلماء الآن اختيار جنس الجنين!

فيروس يحدّد جنس الجنين

ترجمة: بثينة خدام

تدقيق: محمد سمير

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر