ثَرّ اللبن «سيلان اللبن»، حالة مرضية يتسرب فيها الحليب أو سائل يشبه الحليب من الثدي في وقت غير متوقع، لدى الأشخاص غير الحوامل أو المرضعات، وينتج عادةً من التحفيز أو الأدوية أو اضطراب الغدة النخامية.

قد تتسرب إفرازات الحلمة من الثدي تلقائيًا أو عند لمسه، ولا يتعلق بإنتاج الحليب في أثناء الرضاعة الطبيعية أو الحمل. يُشير ثر اللبن في بعض الأحيان إلى حالة صحية بدئية، لكنه غالبًا يحدث بسبب ارتفاع مستوى البرولاكتين في الدم، وهو هرمون يسبب إفرازه من الغدة النخامية -الموجودة في قاعدة الدماغ- إنتاج الحليب في الثدي.

قد يرغب من يعاني ثر اللبن أن يسأل الطبيب عما يلي:

  •  ما سبب تسرب الحليب من الثدي؟
  •  ما التغيرات في نمط الحياة التي قد تمنع حدوثه؟
  •  إذا كنت أعاني ورمًا، ما احتمالية الإصابة بالسرطان؟
  •  إذا كان الورم هو سبب ثر اللبن، فما الخيارات المتاحة للعلاج؟

يتضمن المقال التالي إجابات عن أكثر هذه الأسئلة:

من يُصاب بثر اللبن عادةً؟

يحدث ثر اللبن غالبًا عند النساء أو الأشخاص المعينين بوصفهم إناثًا عند الولادة، لكن قد يتطور أيضًا عند الرجال أو الأشخاص المعينين بوصفهم ذكورًا عند الولادة، والرضع كذلك، وهي أكثر شيوعًا في سن الإنجاب «بين 20 و 35 عامًا» وبين الذين كانوا حوامل سابقًا. قد يصيب ثر اللبن نحو 20٪ من الأشخاص المعينين بوصفهم إناثًا عند الولادة.

ما السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بثر اللبن؟

السبب الأكثر شيوعًا لثر اللبن هو ورم حميد «غير سرطاني» يصيب الغدة النخامية، إذ يسبب الورم إفراز كميات زائدة من البرولاكتين «فرط برولاكتين الدم».

البرولاكتين هو الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب بعد الولادة، يجعل البرولاكتين الزائد الجسم في وضع إرضاع، ما يسبب ثر الحليب.

من الأسباب الأخرى:

  •  تناول الأدوية، مثل حبوب منع الحمل وأدوية ضغط الدم أو مضادات الاكتئاب.
  •  تحفيز الثدي بإفراط، في النشاط الجنسي أو بفعل الملابس أو الفحوص الذاتية للثدي.
  •  اضطرابات الغدة الدرقية.
  •  القصور الكلوي المزمن.
  •  تناول المكملات العشبية مثل بذور الحلبة.
  •  استخدام المواد الأفيونية.
  •  إصابات الحبل الشوكي أو الصدمة العصبية.

ما أعراض ثر اللبن؟

العرض الرئيسي لثر اللبن هو تسرب إفرازات بيضاء فاتحة تشبه الحليب، في غير فترة الحمل أو الرضاعة الطبيعية، ويصيب عادةً كلا الثديين، وقد يتدفق عند عصر الحلمة أو يتسرب تلقائيًا.

من الأعراض الأخرى المرتبطة بثر اللبن:

  •  انقطاع الطمث أو عدم انتظامه.
  •  جفاف المهبل.
  •  صداع.
  •  انخفاض الرغبة الجنسية.
  •  زيادة نمو شعر الوجه أو الجسم.
  • حبّ الشباب.
  •  الضعف الجنسي لدى الرجال.

هل ثر اللبن حالة مهددة للحياة؟

ثر اللبن ليس حالة مهددة للحياة، بل هو حالة قابلة للعلاج. إذا كان ثر اللبن ناتجًا عن ورم في الغدة النخامية، فعادةً ما يكون ورمًا غير سرطاني ويستجيب للعلاج الدوائي أو الجراحي.

هل يسبب ثر اللبن زيادة الوزن؟

ثر اللبن لا يسبب بحد ذاته زيادة الوزن. مع ذلك، ترتبط زيادة البرولاكتين واضطرابات الغدة الدرقية بزيادة الوزن. إذا اجتمع ثر اللبن وزيادة الوزن لدى المريض، فقد يكون السبب هو فرط البرولاكتين وعدم انتظام الغدة الدرقية.

هل ما يتسرب من الثدي هو حليب بالفعل؟

يُعد السائل الذي يتسرب من الثديين عند الإصابة بهذه الحالة حليبًا بالفعل، إذ ينتج عن نفس الهرمون «البرولاكتين» الذي يسبب إفراز حليب الأم.

هل يُصاب الأطفال حديثو الولادة بثر اللبن؟

نعم، وإن كانت حالة نادرة. إذ قد يحدث ذلك بفعل عبور هرمون الإستروجين من دم الأم إلى دم الطفل في أثناء وجوده في الرحم. عادةً تُشفى الحالة تلقائيًا في غضون وقت قصير بعد الولادة، لكن تُفضل دائمًا استشارة الطبيب.

هل يُصاب الرجال بثر اللبن؟

نعم قد يُصاب الرجال -أو الأشخاص المعينون بوصفهم ذكورًا عند الولادة- بثر اللبن. يُشاهد أحيانًا عند الأشخاص المصابين بالتثدي «تضخم أنسجة الثدي» أو انخفاض هرمون التستوستيرون «قصور الغدد التناسلية».

كيف يُشخص ثر اللبن؟

يشخص الطبيب الحالة بواسطة ما يلي:

  •  فحص جسدي للثدي والحلمة.
  •  تحليل إفرازات الحلمة.
  •  مراجعة تاريخ المريض الطبي متضمنًا السوابق الدوائية.
  •  فحص الدم للتحقق من مستويات البرولاكتين ووظيفة الغدة الدرقية.
  •  اختبار الحمل.
  •  فحوصات التصوير مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية لفحص أنسجته، واختبارات التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي للبحث عن ورم في الغدة النخامية أو بالقرب منها.

التدبير والعلاج:

كيف يُعالج ثر اللبن؟

يختلف علاج ثر اللبن تبعًا لسبب الحالة. في بعض الحالات، تُشفى الحالة تلقائيًا دون الحاجة إلى علاج.

لعلاج الحالة، قد يوصي الطبيب بما يلي:

  •  تناول أدوية مثل «كابرجولين» و«بروموكربتين» وهي مشابهة للدوبامين، إذ تخفض مستويات البرولاكتين.
  •  تجنب تحفيز الحلمتين.
  •  تعديل جرعات الأدوية وفقًا لإرشاد الطبيب.
  •  علاج قصور الغدة الدرقية حال وجوده.
  •  ارتداء ملابس فضفاضة لتقليل الاحتكاك بالحلمتين.
  •  ارتداء ضمادات الثدي لامتصاص التسرب.

حال كان ورم الغدة النخامية الحميد هو سبب ثر اللبن، ولم يسبب الورم أي مضاعفات أخرى، قد يقرر الطبيب أن العلاج غير ضروري.

حال كان علاج ورم الغدة النخامية ضروريًا، فعادةً تُوصف أدوية تساعد على تقليص حجمه. في حالات نادرة، قد يُلجَأ إلى الجراحة أو العلاج الإشعاعي لإزالة الورم.

ما مضاعفات الإصابة بثر اللبن؟

قد تسبب بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ثر اللبن مضاعفات تشمل العقم واضطرابات الرؤية. أحيانًا، قد يسبب ورم الغدة النخامية انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، ما يعرض المصابين لخطر الإصابة بهشاشة العظام. قد يوصي الطبيب بتناول موانع الحمل الفموية التي تحتوي على الإستروجين لتقليل هذا الخطر.

إلى متى قد يستمر ثر اللبن؟

تختلف المدة حسب السبب. عند تلقي علاج ثر اللبن، يقل إفراز اللبن عادةً. قد يستغرق العلاج وقتًا أطول إذا كان مصدر ثر اللبن ورمًا في الغدة النخامية يحتاج إلى دواء أو جراحة أو علاج إشعاعي.

هل تمكن الوقاية من ثر اللبن؟

غالبًا ما تصعب الوقاية من ثر اللبن، لكن قد تساهم النصائح التالية المرتبطة بنمط الحياة في خفض الخطر:

  •  تجنب تحفيز الثدي والحلمات.
  •  الاكتفاء بإجراء الفحص الدوري للثدي مرة شهريًا.
  •  ارتداء ملابس مريحة فضفاضة، وتجنب الملابس الحاكّة أو المخرشة للثدي.

ما عوامل الخطر للإصابة بثر اللبن؟

الفئات المعرضة لخطر الإصابة بثر اللبن تشمل النساء «خاصةً الولودات» والأشخاص المعينين بوصفهم نساءً عند الولادة، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 35 عامًا.

الطريقة المُثلى لتجنب الإصابة بثر اللبن هو تجنب العوامل المؤهبة له. إذا كان سبب الحالة هو ورم الغدة النخامية، فقد يوصي الطبيب بإجراء التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي سنويًا لتحري علامات نمو الورم.

متى تُمكن العودة إلى الأنشطة المعتادة؟

لا يُضطر معظم المصابين بثر اللبن للتوقف عن أنشطتهم المعتادة. يستخدم بعض الأشخاص ضمادات الثدي لاحتواء تسرب الحليب تحت الملابس.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

يُفضل الاتصال بالطبيب إذا بدأ أحد الثديين أو كلاهما إنتاج الحليب في حالات غير طبيعية. قد يكون ذلك ناتجًا من التحفيز المفرط وسيزول تلقائيًا إذا تجنب المريض المسبب. لكن إذا استمرت الإفرازات ولم تكن ناتجة من تحفيز الثدي، عندها تجب مراجعة الطبيب.

إذا كانت إفرازات الحلمة دموية أو صفراء داكنة، أو شعر المريض بوجود كتلة أو ألم في الثدي، فقد يشير ذلك إلى حالات أخطر تتطلب استقصاءات إضافية لكشف السبب.

قد يكون ثر اللبن حالة مرضية محرجة، لكنها ليست مهددة للحياة وتُشفى بالعلاج. يساعد وضع ضمادات الصدر تحت الملابس على امتصاص التسربات العرضية من حلمة الثدي إلى حين مراجعة الطبيب. قد تكون الحالة أكثر شيوعًا مما تعتقد، لذا لا تتردد في استشارة الطبيب إذا لاحظت وجود أي أعراض مزعجة.

اقرأ أيضًا:

دواء جديد لعلاج انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء

اللمفوما الجريبية (العقيدية): الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: لمك يوسف

تدقيق: بدور مارديني

المصدر