وجد ثقب في الغلاف الجوي للمريخ ، يفتح مرة كل سنتين مسربًا مخزونه المحدود من المياه إلى الفضاء قاذفًا باقي المياه إلى قطبي الكوكب. قُدم هذا التفسير من قبل فريق علماء روسي وألماني درس السلوك الغريب للماء على الكوكب الأحمر. يستطيع علماء الأرض رؤية كميات كبيرة من بخار الماء في غلاف المريخ، ويلحظون هجرة المياه لقطبي الكوكب أيضًا، ولكن ما من تفسير قاطع حتى الآن لكيفية عمل دورة المياه في المريخ، أو لماذا أصبح الكوكب قشرةً جافةً بعد أن كان رطبًا.

يُعتبر وجود بخار الماء عاليًا فوق المريخ لغزًا؛ ﻷن الكوكب الأحمر لديه طبقة وسطى في غلافه الجوي لا بد أنها تنهي دورة المياه كليًا.

يقول الباحثون في بحثهم الذي نُشر في 16 نيسان في مجلة (Geophysical Research Letters): «طبقة الغلاف الوسطى للمريخ باردة جدًا للحفاظ على بخار الماء»، ولكن يبقى السؤال: كيف يقطع الماء حاجز الطبقة الوسطى؟

حسب محاكاة حاسوبية في البحث الحالي، تتعلق الإجابة بعمليتين يتفرد بهما الغلاف الجوي للمريخ. على الأرض، يتشابه الصيف في نصف الكرة الشمالي معه في النصف الجنوبي، لكن هذا لا ينطبق على المريخ، لأن مدار الكوكب منحرف أكثر منه على الأرض، إذ يكون المريخ أقرب بكثير إلى الشمس خلال صيف النصف الجنوبي (الذي يحدث مرة كل سنتين أرضيتين)، لذلك فالصيف في ذلك الجزء من الكوكب أشد حرًا منه في النصف الشمالي.

تطبيقات النظرية النسبية في حياتنا اليومية التطبيقات اليومية التي يتم فيها استخدام النظرية النسبية نظرية أينشتاين نظام تحديد المواقع

عندما يحصل ذلك -حسب محاكاة الباحثين-، تُفتح نافذة في الطبقة الوسطى لغلاف المريخ بارتفاع 60 و90 كم، سامحةً لبخار الماء بالمرور والهروب لطبقة الغلاف العليا. وفي أوقات أخرى، يوقِف نقص أشعة الشمس دورة المياه على المريخ بشكل تام تقريبًا.

يختلف المريخ عن الأرض أيضًا بأن الكوكب الأحمر يُضرب باستمرار بعواصف غبارية.

تبرد هذه العواصف سطح الكوكب بحجب الضوء عنه، ولكن يبقى الضوء الذي لا يصل إلى السطح عالقًا في الغلاف الجوي للمريخ ، مؤديًا لارتفاع حرارته، ما يُنشئ ظروفًا مناسبةً لنقل الماء، كما أظهرت محاكاة الباحثين.

تحت ظروف عواصف الغبار العالمية -مثل تلك التي ضربت المريخ عام 2017-، تتشكل حبيبات صغيرة من جليد الماء حول ذرات الغبار، ثم تطفو هذه الحبيبات الخفيفة إلى الغلاف العلوي بسهولة أكثر من أشكال الماء الأخرى، لذلك تنتقل كمية أكبر خلال هذه الفترات إلى الغلاف العلوي. أكد الباحثون أن العواصف الغبارية تستطيع نقل كمية أكبر من الماء إلى الطبقة العليا من الغلاف بالمقارنة مع الصيف الجنوبي.

يعتقد الباحثون بحدوث أمرين بعد عبور الماء خلال الطبقة الوسطى: تتدفق بعض المياه للشمال والجنوب باتجاه القطبين، حيث تستقر في النهاية، لكن الأشعة فوق البنفسجية في الغلاف العلوي يمكنها قطع الأربطة بين الأوكسجين والهيدروجين في الجزيئات، مؤديةً إلى هروب الهيدروجين للفضاء، تاركًا الأوكسجين خلفه.

يقول الباحثون: قد تفسر هذه العملية جزءًا من قصة الغلاف الجوي للمريخ الذي انتهى به المطاف بالجفاف الشديد حاليًا بعد أن كان رطبًا يومًا ما.

اقرأ أيضًا:

هل هناك حياة على المريخ اليوم؟

هل يمكن زراعة النباتات على كوكب المريخ؟

ترجمة: محمد دهامشة

تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر