كيفية الحفاظ على العلاقة الأحادية بصرف النظر عن المثيرات الخارجية. نتعرض في حياتنا اليومية لأن نلتقي بأشخاص أكثر جاذبية من شركائنا. حتى من هم في علاقات مُرضية قد ينجذبون إلى آخرين. تُصور الأفلام الرومانسية الحب الحقيقي يصمد أمام تلك المتغيرات. تعزز تجارب المراحل المبكرة من العلاقة هذا الرأي أيضًا، إذ ينجذب الشركاء إلى بعضهم ولا يهتمون بسواهم.

تصل هذه المرحلة من الاهتمام المكثف إلى ذروتها مبكرًا، في أول ستة أشهر من العلاقة، وتبدأ بالتراجع بعد العام الأول، وهذا ليس بالأمر السيئ، إذ ينتقل الحب إلى مرحلة أكثر استقرارًا وأريحية.

لكن في هذه المرحلة يبدأ الآخرون بالظهور في حياتنا، وإذا بنا نشعر بالانجذاب نحو الجذابين منهم. يُظهر بحث في مجال الفسيولوجيا العصبية أن مجرد التواصل البصري مع شخص جذاب يحفز المناطق المتعلقة بالمكافأة في الدماغ، ما يحثنا على التقرب منه.

وكلما ازدادت جاذبية الشخص الجديد، قل رضا الشخص عن علاقته الحالية والتزامه بها، حتى في العلاقات التي كانت تتمتع بدرجة عالية من الرضا والالتزام، ما قد يؤدي إلى الخيانة وهي سبب رئيس لتفكك العلاقات.

ماذا يمكنك أن تفعل؟ كثيرًا ما نضطر -أو نختار- أن نقضي وقتًا طويلًا مع أشخاص آخرين -كزملائنا في العمل- أكثر مما نقضيه مع شركائنا.

قد يؤدي الانجذاب إلى الآخرين إلى تعقيد حياتنا. تُظهر الأبحاث أن غالبية الأفراد (84%) متفقون مع شركائهم بشأن الحفاظ على العلاقة الأحادية ، مع أن ما يزيد على النصف (55%) لم يُناقشوا الأمر صراحةً. قد يكون وجود شخص آخر جذاب في حياتنا مؤشرًا قويًا إلى عدم الالتزام بالعلاقة، وهذا قد يتغلب على الشخصية وجودة العلاقة.

إذن كيف يحافظ الأزواج على علاقاتهم الأحادية رغم وجود أشخاص آخرين جذابين؟

ثلاث طرق يحافظ بها المتزوجون على متانة علاقتهم رغم المؤثرات الخارجية - كيفية الحفاظ على العلاقة الأحادية بصرف النظر عن المثيرات الخارجية

يكشف مجال بحثي واعد عن استراتيجيات يستخدمها الشركاء الذين نجحوا طويلًا في الحفاظ على الزواج الأحادي، وهي مزيج من الاستجابات المعرفية والسلوكية عند التفاعل مع أشخاص جذابين. وتشمل:

1- لا تُظهر علامات تدل على الانجذاب، مثل تقليد الأفعال أو التواصل البصري

ببساطة لا تتواصل معهم -وإن كان تواصلًا غير شفهي- كأن تبادر إلى مغازلتهم أو مصارحتهم بمشاعرك، إن كنت تود الحفاظ على أحادية علاقتك الحالية. ربما شعرت برغبة في التواصل معهم جسديًا أو عاطفيًا، لكن احصر الأمر في مخيلتك (انظر رقم 3). المغازلة أمر ممتع، لكنها قد تكون بداية لرحلة محفوفة بالمخاطر.

2- استخدام موارد التنظيم الذاتي -مثل تجاهل الأفكار التي تحث على الاستجابة للطرف الآخر- لإخفاء الاهتمام

في مشهد كلاسيكي من مسلسل «عائلة سيمبسون»، يستقل هومر المصعد مع زميلته المثيرة ميندي، يقول لنفسه: «فكّر في أشياء غير مثيرة!»، ليفكر في صور وأفكار غير محببة.

الخيانة منحدر زلق للغاية. ويجب أن تدرك مكامن الضعف في شخصك وأن تخطط للخطوات التالية. مثلًا، إذا كنت تعرف أنك تميل إلى المغازلة عندما تشرب الخمر، فلا تحتفل بتناول الشراب عندما تكون بصحبة زميلتك التي تشعر بانجذاب نحوها. إذا كنت تعرف أنك تميل إلى المغازلة عندما تكون بعيدًا عن شريكك، في رحلة عمل مثلًا، فيمكنك تجنب ذلك بأن تبقى على تواصل مع شريكك. إن البقاء على تواصل مع شريك سابق، وإن كانت تلك الصلة افتراضية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لا أكثر، ربما هي سمة تدل على الرقي نوعًا ما، إلا أنها قد تكون مدخلًا للمزيد من الفضول والاهتمام. للحفاظ على علاقتك عليك بوضع القواعد، مثل قاعدة «عدم اللمس» أو «عدم تناول الشراب مع شخص جذاب».

3- تقييم الشخص الجذاب تقييمًا أقل إيجابية، بل حتى تقييمًا سلبيًا

أو ما يسميه علم النفس «أثر الانتقاص». وهي استراتيجية فعالة ويمكن تعلمها، فبدلًا من التركيز على إيجابيات الشخص كحسّ الدعابة أو الذكاء أو الجمال والأناقة، ركّز على السلبيات مثل طريقته الغريبة في الضحك أو انتقاده للآخرين أو حاجبيه غير المتناظرين. قد يكون استحضار صورة شخص جذاب بينما أنت وحدك ليلًا غير ضار، لكنه قد يكون ضارًا إذا أثرت تلك التصورات في حياتك اليومية، حاول تجاوز تلك الأفكار، وركّز تفكيرك على مميزات شريكك وإيجابياته.

الخيانة الزوجية ليست أمرًا يحدث تلقائيًا، رغم أن الكثيرين منا قد يزعمون ذلك. من السهل أن تخرج عن المسار. كن صادقًا مع نفسك، هل أنت مستعد للتضحية بعلاقتك الحالية؟ إن لم تكن كذلك فيجب أن تعلم أن الالتقاء بأشخاص جذابين أمر طبيعي ومتوقع، لكن عليك أن تعرف نقاط ضعفك خاصةً إن اضطررت لقضاء الوقت مع شخص جذاب. استعن بالطرق التي ذكرناها آنفًا للبقاء على الطريق المستقيم.

اقرأ أيضًا:

للعيش مع الشريك نفس الفوائد العاطفية الموجودة في الزواج

تأثيرات الوقوع في الحبّ على الدماغ والجسم

ترجمة: بشرى عيسى

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر